ما يحدث فى غزة من اعتداء همجى صهيونى على الفلسطينيين يشعر أى مواطن مصرى بالخطر.
فإسرائيل ما زالت العدو وستظل.
هكذا يقول ويفعل قياداتها..
لا يريدون لمصر أو لأى دولة عربية أن تنطلق إلى دور مهم ومؤثر فى الوضع الإقليمى أو الدولى.
ومن ثم لا يجب أبدًا أن يرحب أى مصرى بالاعتداءات والمجازر والمحرقة الإسرائيلية التى تنصبها الآن إسرائيل للفلسطينيين فى غزة، لقد نجح «التشويش الإعلامى» المتلاعب بالعقول وبقايا نظام مبارك المعادى لثورة ٢٥ يناير فى «صنع» العداء للفلسطينيين، وانضمت إليهم جنسيات أخرى، وهناك من يعتبر أى أجنبى بمثابة جاسوس!!
وقد وصل الأمر بجعل الفلسطينيين كلهم حركة حماس الإخوانية.
ومن ثم هناك من يدعو إلى إبادتهم ولو على أيدى الإسرائيليين.
إى نعم، هناك مشكلات مع حركة حماس باعتبارها حركة إخوانية.
وقد وقفت حركة حماس مع حكم الإخوان وكان لها دور كبير فى مساندة محمد مرسى وجماعته باعتبارها تتبع فى النهاية مكتب الإرشاد وهو ما جعل هناك موقفا واضحا من الحركة باعتبارها ساندت إرهاب الجماعة!
لكن هذا لا يعنى أبدًا أن تترك مصر الدولة والشعب ما يحدث من الإسرائيليين ضد الفلسطينيين من مجازر وإبادة وتفكير فى إعادة احتلال غزة من جديد.
فهذا أمر له تأثير كبير على الأمن القومى.
فدعكم من الخلاف مع حماس..
فغزة وإن كانت تحكمها حركة حماس فإن هناك فلسطينيين ليسوا من حماس وهم ينتمون إلى حركات أخرى «لهم علاقات طيبة جدا بمصر» وأغلبهم من المواطنين العاديين.
وقد قاسى هؤلاء المواطنون الفلسطينيون كثيرًا من العذاب الإسرائيلى منذ الاحتلال الإسرائيلى فى نكسة ١٩٦٧، وحتى بعد أن رحلت عنها وفقا لاتفاقيات سلام «فاشلة».
وتعرضوا إلى مجازر وحرب إبادة من إسرائيل وتعرضوا إلى حصار فرضته إسرائيل عليهم نفذه الجميع!
وها هم مرة أخرى يتعرضون إلى محرقة إسرائيلية أصعب من محرقة النازى فى الحرب العالمية الثانية فى ظل صمت مريب من الأطراف الدولية والإقليمية والعربية «واضح أنه لم يعد هناك عرب!!».
لكن لا بد أن يكون هناك دور لمصر والآن.
لا بد من استعادة مصر لدورها الهام فى تلك القضية ولا يتوقف الأمر على دور الوسيط واستخدام تعبيرات غريبة من قبيل دعوة الطرفين الإسرائيلى والفلسطينى للتهدئة، فنحن أمام عدوان غاشم من قوى همجية بأحدث الأسلحة على مواطنين عزّل بقصد قتلهم وحرقهم وإبادتهم والتخلص منهم.
وغزة مهمة لمصر وأمنها الوقمى وحدودها، وكفى ما يحدث على الحدود الأخرى.
فليس المطلوب الإعلان عن فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى الفلسطينيين من تأثير الغارات الإسرائيلية، بل المطلوب عمل عظيم لوقف تلك المحرقة وبعث رسالة واضحة إلى إسرائيل.
لقد بات النظام الجديد على المحك فى قضية تمس الأمن القومى.
إى نعم، هناك حالة انشغال بالأزمات الداخلية وتحدياتها إلا أن غزة أيضا شأن داخلى وتحد جديد.