
مخلص صريح لا يؤذي ولا يأتي بسيرة أحد وليس به كره وضعينة لأي شحص .. أبرز صفات آدم .."كاتم السر" الذي تهدأ إليه ويسرك بحسن استماعه بأذنيه وعقله معاً وسلامهما النفساني الوازن للأمور والأقوال التي يصدرها مريدوه ويدخرونها عنده ودائع وكنوزا تكون قواما وقياما لهم عند بأس وخبث ومكائد الخائنين، ومحبي الفرجة والعبث بمشاعر وأخبار وأقوال، ومصالح العباد.
آدم هذا إنسان عادي، داخله نقاء وتقوى لا يصد ،لا ينهر، لا يعنف ،لا يتحدث جهرا حين ينصح ،يوجه كلامه بطريق غير مباشر، لكنه ليس عاديا لما يتمتع به وهو يعلم غيره والمحيطين به كيفية ادوات الاستفهام ووضع العلامات والرموز التساؤلية البحتة التي يضيع ويتوه فيها وأمامها الآخرون.. علامات ورموز استفهامية تواجه وتضع عنوانا لمحاولات السائلين والمغرضين الذين يعشقون التورية والتوجه إلى ما يريدون من حول الشئ ومن ورائه ليس من طريق مباشر وواضح وغير مباغت ولا مضايق للمستمع إليهم أو الذي قد يقدم لهم معلومة أو يفيدهم بها.
يستطيع أن يضيق الخناق على المتلونين "المتدحلبين" أصحاب "التدحلب" خطوة وراء الأخرى كي يصلوا إلى مآربهم وأغراضهم الخافية التي يكشف اعوجاجها "كاتم السر".
يلقى التحية والتوقير من كل من وجد فيه الملاذ والدفء والمأوى والحياة لأسرارهم ..متوسمون فيه الخير باستمرار وراضين به منه ويستشعرون حلاوته وتأثيره عليهم.
هذا الـ"آدم" الذي استطاع ويستطيع دائما أن يحبس فضول المتطفلين ،الساعين باستمرار إلى النبش والحكي في ما لا يعنيهم ،ولا يرضى أن يحبس أصحاب العقول المظلمة داخل جدران الظلام والإحباط والعتمة الحياتية وعتمة طريق الوضوح والوصول إلى الأهداف من طريق مستقيم لا اعوجاج فيه، الذين يستمتعون باستثمار أوقاتهم في كل ما هو نافع لهم ومنير للعقول ليكوّن بذلك دروعا وجبهات بشرية آدمية يتسع نطاقها وتواجدها بين البشر، حفاظا على بواطن هؤلاء البشر وأسرار حياتهم وأشياء كثيرة قد يعيشون معها معاناة حقيقية ويحتاجون إلى مثل هذا الـ"آدم" .."كاتم السر".. الإنسان الودود المؤمن ،الذي يعيش حياة غيره ويتصور، ويضع نفسه مكانه، المواظب على محاسبة نفسه ولومها،اليقظ البصر، والبصيرة، والضمير.