
بدا حديثه " نزيه " بقوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " الصيام عبادة مشتركة بين الأديان السماوية ، وهي متفقة في أصول الوجوب ، ولكنها مختلفة في هيئة الصيام وكيفيته ، وغاية ما يعرف بعد الاطلاع على كتب التاريخ وأسفار العهد القديم والجديد أن قدماء اليهود كانوا لا يكتفون في صيامهم بالامتناع عن الطعام والشراب من المساء إلى المساء ، بل كانوا يمضون الصيام مضطجعين على الحصى والتراب في حزن عميق .
وتابع " نزيه " بان المسيحيين يصومون في كل سنة أربعين يومًا اقتداء بالمسيح عليه السلام ، مضيفا الى انه عرفت طائفتا المانوية، والصابئين، من عبدة الكواكب الصوم، شكرًا للقمر، كذلك عرفت الهنود الصوم، وعرفته الديانات الأرضية، كالبرهمية والجينية والبوذية، كما كانت قريش تصوم يوم عاشوراء،
واشار الى انه فى عصر الفراعنة الكهنة صاموا عن الطعام اياما كثيرة ولكن لا يوجد دليل اثري عن انقطاع الكهنة عن الطعام ومباشرة الناس في ايام معينه دون لياليها او العكس ،وكان المصريون يصومون في الاحتفالات باعياد النيل.
ويشير " نزيه " الى ان الدكتور احمد طه استاذ الاثار بجامعة اكسفورد اثبت انه لا يوجد في مصر أو في العالم كله اثر يثبت مثل تلك الخرافات التي يروج لها البعض فهذا لا أصل له من الصحة وهو أن الفراعنة عرفوا صيام رمضان أو عرفوا الصيام بمثل تلك الصورة التي نعرفها كمسلمين اليوم وهي الامتناع عن شهوتي الفرج والبطن من الفجر الى المغرب.