ايجى ميديا

الخميس , 16 مايو 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

وائل عبد الفتاح يكتب: عندما عاد نصر

-  
وائل عبد الفتاح

الخميس: 10 يوليو 2002. بعد 7 سنوات من الخروج المرير. وقبل عيد ميلاده الستين بأيام قليلة قرر نصر أبو زيد أن يزور (يعود إلى) القاهرة. اتصلت به (الإثنين) على رقم البيت القديم فى مدينة 6 أكتوبر. لم يردّ أحد. خفت أن يكون الخبر مجرد شائعة (أو أمنية) ثقافية.


خرج نصر أبو زيد فى التاسعة والنصف مساء 23 (يوليو) 1995 من بيته فى الحى المتميز بمدينة 6 أكتوبر إلى مطار القاهرة ومنه إلى أمستردام لتبدأ رحلة الغربة التى كانت أقرب إلى «منفى ثقافى» بعد أن اتفقت جميع الأطراف: الحكومة والمثقفون والإسلاميون على أن خروجه من مصر هو الحل المثالى حتى لا يتورط أحد فى الصراع إلى نهايته وحتى تستمر اتفاقات التوازن الهشة.


ويسخر نصر من أن خروجه كان فى ذكرى الاحتفال بثورة الضباط الأحرار. فهو ابن جيل تربى وعيه على التناقض بين الإخلاص للمشروع السياسى والحرية.. وبين فتح الطريق أمام أحلام الإنسان العادى لتجاوز واقعه وتحكم السلطة فى كل المقدرات الشخصية لنفس هذا المواطن العادى.


نصر خرج فى يوليو... وعاد فى يوليو... وعيد ميلاده فى يوليو... قلت له وهو علّق: «إنه شهر خطير... ومهم فى العالم العربى كله... شهر ثورات وانقلابات» وكان يضحك وهو يردد الاسم الأسطورى لشهر يوليو: «تموز» والذى يعنى إله الخصوبة عند الإغريق.


نصر لم يستطع إخفاء ارتباك اللقاء الأول مع مصر التى «تزوره فى الكوابيس الليلية» كما قال لى فى حوار عبر البريد الإلكترونى (2002). نصر كان رومانسيا وهو يصف أحواله فى ليل هولندا: «ينهض الوطن بقامته ليتمدد فى كل شرايين الليل بأحلامه وكوابيسه: الموتى الذين لم يغادروا دورة زماننا، والأحياء الذين فقدوا صلاحيتهم منذ عقود، يلتقون جميعا فى أحلامى وكوابيسى كأننا على موعد. لا أتحدث هنا بالضرورة عن أعلام، فأحلامى وكوابيسى يجتمع فيهما الأعلام والعامة، الأساتذة والطلاب، الأعداء والأحباء، الخصوم والأنصار، الرجال والنساء، الكبار والصغار. إنه الوطن بكامله يُصِرُّ على أن يحتل ليلى كاملاً، ربما لأننى أحاول أن أقصيه عن نهارى».


على رقم الساحل الشمالى كان صوت الدكتورة إبتهال هادئًا وفى أقل درجة من درجات التوتر. وعرفت أن: «الدكتور نصر فى البلد». والبلد هى قرية «قحافة» الواقعة فى المسافة بين طنطا والمحلة الكبرى. هناك جمع الدكتور نصر كل عائلته وقضى معهم الثلاثة أيام الأولى له فى مصر.


فى «قحافة» عرف نصر أبو زيد المسؤولية فى سن مبكرة بعد موت الأب، حيث أصبح المسؤول عن العائلة. اكتفى وقتها بنصيب متوسط من التعليم وبدأ فى البحث عن عمل (كانت مطافئ طنطا هى أكثر هذه الأعمال استقرارًا). تعرف إلى الإخوان المسلمين وبدأ يخطب الجمعة وظل يُعرف هناك حتى وقت قريب باسم: «الشيخ نصر».


العائلة كانت هى البند الأول فى الزيارة.. لتبقى مساحات الأصدقاء كاملة بعد العودة من الساحل الشمالى... وكان ذلك فى حفل استقبال فى بيت الدكتور سيد البحراوى أستاذ الأدب العربى فى جامعة القاهرة والدكتورة أمينة رشيد أستاذة الأدب الفرنسى فى جامعة القاهرة.


عاد نصر أبو زيد من البلد مساء الثلاثاء، وعلى التليفون كان صوته هادئًا... أصر على أن يظل الحوار «بين أصدقاء» وبعيدًا عن عملى الصحفى.. لأنه لا يريد أن يعطى للزيارة طابعًا سياسيًّا… وفهمت أنه لا يريد أن تفسد «الضجة الإعلامية» المعنى البسيط لرحلته: وهى أنها زيارة مواطن مصرى لمصر. زيارة عادية يلتقى فيها مع الأهل والأصدقاء وينهى أوراقه فى الجامعة ويعود إلى عمله فى قسم الدراسات الإسلامية والإندونيسية فى جامعة ليدن (هولندا).


تفاصيل الزيارة غدًا.

التعليقات