ايجى ميديا

الخميس , 16 مايو 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

جمال فهمي يكتب: عش المجانين ..

-  
جمال فهمي

ما زلتُ أذكر بشجن تلك التحفة الفنية الرائعة المسجلة على شريط سينما يحمل اسم «أحدهم طار فوق عش الوقواق» إخراج ميلوش فورمان وبطولة جان نيكلسون.. هذا الفيلم الذى حصد فى نفس عام إنتاجه (1975) جوائز الأوسكار الخمس الرئيسية (أحسن فيلم، أحسن إخراج، أحسن ممثل، أحسن ممثلة، أحسن سيناريو) شاهدت أجزاءً منه قبل أسابيع قليلة بالصدفة على شاشة إحدى الفضائيات، فتحرك شىء رائع فى داخلى.. شىء هو خليط من حنين طاغٍ لبواكير الشباب عندما شاهدته لأول مرة، وكذلك متعة عقلية وبصرية نادرة، يبثها ذلك الشريط المعدود ضمن أفضل وأجمل ما أنتجته استوديوهات هوليوود فى طول تاريخها.


الفيلم المأخوذ عن رواية بنفس الاسم لكاتب أمريكى متمرد يُدعى كين كيزى (قضى ثلاث سنوات متصلة من عمره فى سيارة «فان» متجولا متسكعا فى الطرقات بين الولايات الأمريكية) يعرض بنعومة معجونة بالقوة والقسوة حكاية من حكايات القمع الذى يحشر فيه المقموع بين خيارين، فإما أن يقبل القمع بالإقناع أو يفرض عليه القمع بالإكراه.


تبدأ الحكاية مع مشهد وصول مريض يدعى ماكورفى إلى مستشفى للأمراض العقلية فى إحدى الولايات الأمريكية، غير أن المشاهدين سرعان ما يكتشفوا أن ماكورفى هذا (جاك نيكلسون) ليس مريضًا، وإنما ادعى الجنون بالكذب للإفلات من عقوبة السجن التى حُكم بها عليه، ومن بعد وصوله وبدء انخراطه فى عالم المستشفى الغريب حيث العلاقة بين الطرفين الرئيسيين فى هذا العالم، أى المرضى من جهة وفريق الممرضين من جهة أخرى، مطبوعة بنوع من القمع فريد وغريب ومستقر أيضا، إذ إن الضحايا (المرضى) يتلقونه بالرضا غالبا أو بلا مبالاة أحيانا.


لكن اقتحام ماكورفى عالم المصحة المستقر المغلق، يفتح فجأة بابا للاضطراب وخلخلة دعائم استقرار القمع فى هذا العالم، فالنزيل الجديد يأبى بطبيعته المشاغبة المتمردة، الاستكانة والاستسلام للقوانين والأعراف الراسية فى المكان، وهو يبدأ على الفور فى ذرع بذور الفوضى والتمرد بين زملائه، من دون أن يكون له فى ذلك أى غاية أو هدف سوى الاستجابة لنزوعه وتعوده على خرق القوانين وكسر القيود ومخالفة السائد والمألوف.


أما الوسيلة التى يستعملها الرجل فى تنفيذ المهمة التى كلف نفسه بها، فهى مد شبكة مُحكمة من العلاقات الإنسانية مع عدد كبير من المرضى فى العنبر الذى ينزل فيه، ويخص مريضا من الهنود الحمر يبدو علنا أنه يعانى من صمم وخَرس لكننا نكتشف فى ما بعد أنه ليس أصم ولا أخرس ولا هو أصلا مجنون، بعلاقة أكثر حميمية والتصاقا.


هذه الشبكة من العلاقات الإنسانية التى نسجها ماكورفى مع نزلاء المستشفى تظهر نتائجها بسرعة إذ تسود روح جديدة بينهم يميزها الود واللطف بحيث يبدو هؤلاء وهم فى حضرة زميلهم الغريب أقرب إلى الأصحاء لا المرضى، وهو أمر يثير حفيظة وغضب السيدة «راتشيد» رئيسة العنبر، إذ تستشعر أن هذا النزيل المتطفل يريد أن يحطم النظام، ويخرج الوضع كله عن «سجن المألوف» الذى تسهر هى على استقراره وبقائه من دون تعديل ولا تغيير.


تمر أحداث الفيلم على هذا النحو حتى إذا ما وصلنا إلى منتصفه، نبدأ نشعر مع ماكورفى أن الحلقة تضيق من حوله، خصوصا وقد اكتشف أنه وقع فى مأزق خطير قاده إليه هروبه من السجن بادعاء الجنون، فإذا به يعرف الآن أنه لن يخرج من «سجن المستشفى» حتى بعد انتهاء مدة العقوبة المحكوم بها ضده.. لأنه ببساطة مريض لا بد أن يحصل على شهادة بالشفاء تكتبها لجنة من الأطباء، وقد كتبت اللجنة بالفعل تقريرا بهذا المعنى، غير أن غريمته رئيسة العنبر ترفض ما جاء فى التقرير، وتصر على أنه ما زال مريضا خطيرا يحتاج إلى العلاج الذى يرفع (لأسباب انتقامية) من وتيرته ومستواه فتُخضعه لصدمات كهربائية يخرج من أولى جلساتها منهكًا، لكنه ظل يحتفظ بصلابته، ويقرر أن ينقل الصراع مع رئيسة العنبر الطاغية إلى درجة الحسم.. كيف؟! يُقنع صديقه الهندى أن يهربا معًا ويحددان موعدا للعملية فى نهاية ليلة عيد الميلاد التى ينظم لها حفلا صاخبا، شحنه بمظاهر عربدة وفسق وصلت إلى حد أنه أعار صديقته التى تسللت إلى المستشفى لشاب مريض بعقدة جنسية، كما قدم رشوة مالية سخية لحارس العنبر.. وبعد أن انتهى الليل وبينما الجميع يغطون فى نوم عميق، تصل رئيسة العنبر وتضبط الشاب المعقد جنسيا مع صديقة ماكورفى، فتشبعه بهدلة وتوبيخا شديدا بلغ من القسوة حدًّا جعل الشاب ينتحر.. هنا يحاول صاحبنا المتمرد أن يقتل هذه السيدة الطاغية، بيد أنه يفشل ويبدأ فى دفع ثمن باهظ يتمثل فى إخضاعه لجلسات صعق بالكهرباء مكثفة وأشد عنفا، وذات ليلة يخرج من إحداها مضعضعا تماما، وبينما هو راقد على سريره كخرقة بالية يتسلل إليه صديقه الهندى على أمل أن يوقظه، وينفذا معا خطة الهروب، غير أنه يكتشف أن هذا الصديق الذى حرضه على التمرد انتهى خلاص وصار مصيره الأسود معروفا ومؤكدا، عندئذ يُقدم على شىء غريب.. يخنق صديقه حتى يزهق روحه، يتركه ثم يكسر زجاج النافذة ويعدو هاربا فى البرارى المحيطة بالمصحة.. البرارى نفسها التى كان ماكورفى يحدثه حالما بعبورها إلى الحرية!!

التعليقات