
وقال إنه من الصعب عدم الاتفاق مع الأصوات المطالبة بإزالة تلك الحدود باعتبارها صناعية ، وضعها غرباء استهدفوا الإبقاء على الشرق الأوسط ضعيفا وتابعا.
وأكد كينزر - في مقال نشرته صحيفة (بوسطن جلوب) اليوم الأحد ـ أهمية الحدود الوطنية من بين الثوابت على الصعيد الجيو سياسي ، وأنها لا يمكن أن تبقى قابلة للتغير هكذا إلى الأبد ، وأنه في أوقات الأزمات تحديدا يكثر الحديث عن السيادة والحدود وحُرمة انتهاكها.
واستدرك الكاتب قائلا " إن الحدود ربما كانت مقدسة على صفحات القانون الدولي ، ولكن الواقع على الأرض قد يفرض عدم الالتفات لمطالب تثبيت الحدود ، فحدود الدول طالما عكست واقع قوتها ، وهذه تتغير بازدياد هذه القوة وانحسارها".
وضرب كينزر مثلا باتفاقية (سايكس بيكو) التي أُبرمت على أثر انهيار قوى الإمبراطورية العثمانية ، ما فتح الباب أمام بريطانيا وفرنسا للدخول وتقسيم الشرق الأوسط إلى مناطق نفوذ.
وقال " لقد رسمت (سايكس بيكو) خطا يمتد من كركوك بصحراء ما بين النهرين وحتى حيفا على البحر المتوسط ، وكان الإتفاق أن تسيطر فرنسا على ما يقع شمال هذا الخط ، والذي ضم كلا من لبنان وسوريا وشمال العراق ، فيما تسيطر بريطانيا على ما يقع جنوب الخط ".
ولفت الكاتب الأمريكي إلى أن هذه القسمة تمّت دون معرفة أو حضور أو مشاركة أي من أبناء المنطقة ، وقال إن الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط ، ولا سيما سوريا والعراق ، تبرز التناقض بين فكرة ثبات الحدود كأمر واجب الاحترام، وتغيّرها طبقا لطبيعة تغير القوى.
ورأى أن التخلي عن الخرائط القديمة أمثال (سايكس بيكو) أمر محفوف بالمخاطر ، ولكن في المقابل يمكن أن يؤدي القبول بحدود جديدة إلى تقليص حجم الاضطراب أكثر من الدفاع عن الحدود القديمة.
واختتم كينزر مقاله قائلا " قد يغدو الشرق الأوسط مختلفا : عراق جديد أصغر ، كردستان مستقلة ، دولة إسلامية على ضفاف نهر الفرات ، إنه على أي حال نسَق من أنساق التاريخ ، ويتعين قبوله".