من الواضح أن قرار حكومة محلب برفع أسعار الوقود هو نفس طريقة القرارات التى كانت تتخذ فى عهد الحكومات السابقة.
قرار يصدر فجأة وفى منتصف الليل وكأنها عملية سرقة!!
إن نص القرار كان جاهزًا منذ العمل فى الميزانية الجدية.. وبعد أن تم رفضها من الرئىس السيسى وإعادتها مرة أخرى إلى الحكومة لرفع مزيد من الدعم من الميزانية.
فضلاً عن أن رئىس الحكومة وبطريقته التى يعتمد عليها فى عقد الاجتماعات الكثيرة -والتى ربما لا تفيد- التقى الكثيرين من التجار وأعضاء الغرف التجارية ورجال الأعمال، فضلا عن سائقى التاكسى والميكروباص للاتفاق معهم على عدم زيادة الأسعار فى ظل زيادة أسعار الوقود.
وبالطبع لأن «القعدة عربى» أى الاجتماع.. فيخرج علينا رئيس الحكومة بكلام جميل ومنمق مثل الذى قاله أول من أمس: «إنه وجد أصحاب الشركات والتجار وسائقى الميكروباصات يتمتعون بروح وطنية عالية جدا وتفهما، يؤكدان أن التجار سيكونون هم حائط السد لكل من يحاول استغلال تحريك أسعار الوقود (!!).
وقال أيضا إن بعضا ممن التقاهم من التجار أكدوا أنه لن تكون هناك زيادة فى أسعار المواد الغذائية، وبعضهم بروح وطنية عالية جدا أعلن أنه سيقوم بتخفيض الأسعار»!!
وبعيدًا عن الروح الوطنية العالية التى يتمتع بها الجميع وليس تجار محلب فقط.. فالبذمة هذا كلام يخرج عن دولة رئيس الحكومة؟!.. كلام ما ينفعش إلا على مصاطب.. فأين الدولة هنا؟! وأين القانون؟!
أيعتمد رئيس الحكومة على «قعدات» واجتماعات عرفية.. لا تطبيق القانون.
لقد طبق محلب القانون (حتى ولو كان جائرًا) بزيادة أسعار الوقود والطاقة، لكنه لم يستدع القانون لمراقبة الأسواق.
فبعد ساعات من قرار زيادة الأسعار أصيبت محطات الوقود بالشلل، وهو الأمر الذى انعكس أيضًا على السائقين وكذلك سائقى الميكروباص فى أنحاء الجمهورية.
بما يعنى أن «قعدات» رئيس الحكومة لم تنفع ولم تجن شيئًا!!
والسادة وزراء محلب أيضا يطلقون تصريحات غريبة وعجيبة أيضا.. فتجد منهم من يقول إن أسعار الوقود فى مصر هى الأقل عالميا.
«ماشى يا سيدى جبت الديب من ديله»!! فما رأيك أن مرتبات المصريين أيضا هى الأقل فى العالم.. وأن نسبة الفقراء فى مصر من أعلى النسب فى العالم.
فهل تستطيعون أيها السادة أن ترفعوا مرتبات المصريين إلى مقابلها فى الدول التى تقارنون بها أسعار وقودها بعندنا؟!
لقد كان الناس عندها أمل فى أن يضع النظام الجديد نموذجًا مغايرًا لما كان يحدث فى سنوات الظلم والاستبداد.
وكان هناك أمن كبير فى أن ينطلقوا إلى آفاق أوسع واستغلال ثروات وبشر البلد فى إيجاد حلول للمشكلات.. بدلا من اللف والدوران والسير فى نفس الطرق السابقة التى أدت إلى المشكلات والأزمات.. ولكن لم يحدث.
وأصبح المطلوب الآن «شد الحزام» أكثر مما كان.. حتى بات الناس يختنقون من ذلك الشد.
وبالطبع يأتى ذلك فى ظل قرارات تصدر فى منتصف الليل ظالمة وعشوائية تؤدى فى النهاية إلى الفوضى فى ظل تعامل المصاطب التى يعتمدها الذين يديرون البلاد.
فيا أيها الذين تديرون البلاد راعوا الله فى الشعب..