نجوان مهدى - أحمد حسن5 يوليو 2014 10:13 م
عبدالحكيم عبدالناصر: أحداث العمل بعيدة عن الواقع واللكنة الشامية للبطل بعيدة عن والدى
عمرو عامر: المسلسل تعامل مع التاريخ دون تزييف أو تحيز وأسرتنا لم تنتج العمل
حالة من الغضب والخلاف فجرها مسلسل «صديق العمر» الذى يجسد العلاقة الشخصية والسياسية بين الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ووزير الحربية السابق، المشير عبدالحكيم عامر لدى أبناء الرجلين، وبينما اعتبر نجل ناصر أن العمل يشوه صورة والده ولا يقدم شخصيته الحقيقية، قال عمرو عبدالحكيم عامر، إن المسلسل تعامل بجدية مع قضايا تناولها العديد بشىء من التسطيح والبعد عن الواقع.
المهندس عبدالحكيم عبدالناصر نجل الزعيم الراحل جمال عبدالناصر اعتبر أن المسلسل أساء لوالده بشدة، لأن أحداثه شديدة البعد عن مجريات الأمور الحقيقية، بالإضافة إلى اللكنة الشامية التى يتحدث بها الفنان جمال سليمان، والتى يراها دخيلة على لسان والده، مضيفاً: «كل ما يقوم به الفنان جمال سليمان من حركات ولفتات وطريقة مشى والجلوس وابتسامة بعيدة كل البعد عن شخصية جمال عبدالناصر الحقيقية، أعتقد أن الفنان جمال سليمان مع احترامى لمكانته الفنية الكبيرة رسب مع مرتبة الشرف فى أداء دور والدى».
وأضاف نجل عبدالناصر لتوضيح وجهة نظره: «جمال سليمان يقدم عبدالناصر كشخصية هجومية حادة لها شكل وطباع تختلف تمامًا عن شخصية والدى، وأيضا نهال عنبر تقدم تحية عبدالناصر كشخصية هجومية مشاكسة، لا تشبه والدته فى أى شىء لأن من المعروف عن والدتى هدوءها واتزانها».
واعتبر عبدالحكيم عبدالناصر، أن تجسيد الشخصيات التاريخية الكبرى يحتاج إلى كاريزما خاصة ومهارة عالية ليتمكن المؤدى من تقمص تلك الشخصية، وعلق أيضا على وجود أخطاء تاريخية كثيرة داخل العمل، بالإضافة لمواقف الضعف الإنسانى التى افترض صناع المسلسل أنها تخللت حياة جمال عبدالناصر بلا أى دليل.
على الجانب الآخر جاء موقف الدكتور عمرو عبدالحكيم عامر، نجل وزير الحربية السابق، الذى اعتبر أن المسلسل جاء صادما للكثيرين، لأن الناس اعتادت أن تسمع التحريف والصورة التى يحب البعض أن يصدرها لأشخاص معينين ورؤية وسماع ما يقال رغم افتقاره للواقعية.
وأعرب عمرو عامر، عن تفهمه لما يثيره المسلسل من جدل برغم إيمانه الشديد بفريق العمل وطريقة صياغتهم للحقائق وبعدهم عن التحيز لفريق على حساب الآخر، وأنهم اختصروا عملهم فى بضعة سطور وهو كيف نقدم عملا ينقل الحقيقة بمنتهى الوضوح دون تحريف.
وأضاف عمرو عامر، أن هذا المسلسل يعد أول عمل يدخل بمنتهى الجدية فى قضايا تناولها العديد بشىء من التسطيح والبعد عن الواقع وتفخيم شخص على حساب باقى الشخصيات التى أثرت ولعبت دورا مهما وحيويا فى كثير من الأحيان.
وتابع عمرو عامر، أن المسلسل أزاح الستار عن شخصيات وضعت فى خانة الملاك عبر الأعمال الدرامية، ونسى من صنعوا هذه الأعمال بل تناسوا أن تلك الشخصية من البشر تخطئ وتصيب، مدللاً على ذلك بشخصية الرئيس الراحل، جمال عبدالناصر، الذى كان مثل كل الرؤساء له ما له وعليه ما عليه، وأنه أخطأ وأصاب، متسائلا: «لماذا هذا الضجيج والخوف من صدى مسلسل يقدم الحقيقة لأول مرة دون تزييف للحقائق أو تحيز»، داعياً من يتهمون المسلسل بالافتقار إلى الصدق وتغيير الحقائق وتشويه التاريخ، إلى تقديم برهانهم إن كانوا صادقين.
وشدد عمرو عامر على، أن المسلسل يستند فى أحداثه إلى مذكرات الضباط الأحرار، التى قرأها بنفسه من، وأضاف «للأسف نحن تعودنا أن نأخذ التاريخ فى سطر وهذه هى المرة الأولى التى نرى التاريخ يسطر فى حلقات».
وقال عمرو عامر، أنا سعيد جدا بهذا المسلسل لأنه قدم الوجه الآخر الذى لا يريد بعض الناس ألا يروه، خاصة أنهم لم يعتادوا تقديم انتقاد لشخصية جمال عبدالناصر أو إظهار أحد الجوانب السلبية فى شخصيته، لأنهم اطمئنوا إلى ما ترسمه الشاشة منذ عدة سنوات، فنحن للأسف لم نجد عملا واحدا يكتب أن ناصر أخطأ ولو مرة، ولذلك نجد أن تيمة المسلسل لا تتناسب مع أهواء المنحازين ونفس الشىء بالنسبة للسادات، ولكن من الغريب أن هؤلاء الناس ظلوا يتشدقون بعبارات حرية الفكر والتعبير ووجهات نظر تختلف من فكر لآخر، ولكن كل تلك الكلمات كانوا يؤمنون بها عندما تكتب على المشير عامر، وعندما مست عبدالناصر كفروا بها، نافياً أن يكون منبع ذلك هو التحيز لوالده، ولكن تلك حقائق صاغها الضباط الأحرار وسطرها التاريخ وحاول أن يطمسها عن أعين الناس أصحاب المصالح لذلك هذا المسلسل أزاح الستار عن حقائق داستها أقدام الزمان من أجل صنع تمثال يوافق أهواء البعض.
هيكل
هاجم عمرو عامر من يستندون إلى كتابات الكاتب الصحفى، محمد حسنين هيكل فى الهجوم على المسلسل، قائلاً: يكفى ضجيج وخداع هيكل هو من كان يلعب بالتاريخ ويصيغه وفق أهوائه، وهو من عرف عنه أنه «اللعيب بتاع عبدالناصر»، وهو من ضيع الحقائق وأدخلها دائرة التوهان وأنا أعتبره أكبر مزور فى التاريخ فهو رسم التاريخ وفق مزاجه وأهوائه، بحسب نص قول عامر.
وأكد عمرو أنه فى حالة تعجب مما يحدث لأن المشير عبد الحكيم عامر منذ 47 عاما وهو مدان وتزيف له الأحداث والأفعال ولم يخرج أحد عن صمته ليدافع عنه ويرد تلك الأقاويل والافتراءات من واقع التاريخ ومذكرات الضباط الأحرار، والآن مجرد أحداث ووقائع تسطر بعض الحقائق جعلت «الدنيا قامت ولم تقعد» على الرغم من طوال تلك السنوات لم نملك حق الدفاع عن والدى وكان محرم علينا الرد أو الظهور فى الإعلام أو الصحف أو توضيح ما يحدث، والآن يقال إننا قمنا بإنتاج هذا المسلسل ونحن رجال أعمال وغيرها من كل تلك الأقاويل أقول لكل هؤلاء نحن أولاد المشير عبدالحكيم عامر ناس على « أدنا»، ولم نكن رجال أعمال فى يوم أو تحت الأضواء نحن أسرة بسيطة تعرضت للعديد من المواقف بسبب ما كان يثار من أحداث مغلوطة ومحاولة إبراز وتفخيم شخصية على حساب شخص آخر قدم العديد من الخدمات للوطن.
من جانبه، رد عثمان أبو لبن، مخرج المسلسل، قائلاً: نقدر شخصية الزعيم الراحل عبدالناصر، لكن ما نفعله ليس تقليدا لشخصيته، بل توثيق فترة تاريخية مهمة فى حياة المصريين.
أبو لبن تابع: الهجوم كان مستمراً على المسلسل منذ بدء العمل فى تصوير مشاهده، ولا أدرى السبب فى ذلك، رغم أن المسلسل هدفه تعريف المصريين بالعديد من الوقائع التاريخية التى حدثت خلال عهد عبدالناصر، لافتاً إلى أن المسلسل يستعرض أسباب انفصال مصر عن سوريا، وكذلك نكسة 1967.
وقال مخرج العمل، إن هجوم أبناء الزعيم على الفنان جمال سليمان ما هو إلا وجهة نظر شخصية خاصة بهم، إلا أن الأمر من وجهة نظرى الفنية أنه نجح ببراعة فى تأدية الدور.
أبو لبن أكد أن الوقائع التى يتضمنها العمل ليست من وحى الخيال، بل هى حقائق سياسية مستمدة من مذكرات عدد من أعضاء مجلس قيادة ثورة 1952، ومنهم زكريا محيى الدين، وعبداللطيف البغدادى، وكذلك من مذكرات السيدة تحية عبدالناصر زوجة الرئيس الراحل، وكتب الكاتب الصحفى، محمد حسنين هيكل.
ورداً على كلام عبدالحكيم عبدالناصر، قال أبو لبن: كل ما فى الأمر أن عبدالحكيم عبدالناصر نجل الزعيم الراحل، يرى أن شخصية والده، لم تظهر بالشكل الذى كان يتمناه، وهذا حقه، لكن الغريب فى الأمر أننا لم نسمع أى انتقادات من عائلة عبدالحكيم عامر الذى يجسد شخصيته فى المسلسل باسم سمرة.
محمد ناير، مؤلف العمل، أوضح أن العمل يرصد وقائع تاريخية، ويستعرض وجهات النظر المختلفة بشأنها، لافتاً إلى أنه بحسب معلوماته فإن تحفظ نجل عبدالناصر ليس على قصة العمل وتفاصيلها، بل على شخصية جمال سليمان، فهو يرى أن كاريزما والده أقوى من سليمان بمراحل.
ناير أشاد بدور جمال سليمان، قائلاً: هذا رجل متصالح مع نفسه، لأنه أخطأ فى بعض المشاهد، واعترف، فقدمنا له التحية والتقدير، فضلاً عن تقبله لدور صعب جداً يصعب على كثيرين.
مؤلف العمل اختتم كلامه، قائلاً: العمل تم تقديمه باحترام، كما أنى أتعجب من هجوم بعض الناصريين على جمال سليمان، معرباً عن أمله فى أن يشاهدوا العمل بدقة شديدة ثم يحكموا عليه.