انشر.. احشد.. جمّع... الثورة على الانقلابيين... عودة الشرعية... قرفونا أسابيع وأسابيع على شبكات التواصل الاجتماعى، بهذه الكلمات، التى من كثرة ما ردّدوها فقدت معناها، ولم تنجح إلا فى تجنيد فئة من الشباب قليل المعرفة (عشان كلمة جاهل بتزعلهم)، كثير الحماس، الشبيه بحماس اللون الأحمر، فى مصارعة الثيران... سمعنا وقرأنا الشعارات والعبارات، والدعوة إلى إسقاط النظام، فى الثلاثين من يونيو، ثم فى الثالث من يوليو، ذكرى إسقاط مؤلف كتاب (يوميات أبو لية، فى البحث عن الشرعية)، كما قال أحد الظرفاء على النت، وسمعنا تهديدات ذوى الليّة بالثورة، وبتحويل مصر إلى كابوس، وكذا ومذا ولب القزقزة...
ثم جاء الثلاثون من يونيو، ذكرى ثورة الشعب، وبعده الثالث من يوليو، ذكرى إسقاط نظام ذى اللية، ولم يسقط النظام، ولم تتحوّل مصر إلى كابوس... بل ولم تفلح انشر، ولا احشد، ولا انزل، ولا اقلب... ولا حتى اعلف... ولهذا وجب الاعتذار... فى مرحلة ما وصف البعض الإخوان بأوصاف عدوانية، مثل (أنا إخوان، أنا مقطف بودان) أو (الإخوان خرفان)... وأنا هنا أعترض بشدة على أن الإخوان خرفان، فما من خروف، عبر التاريخ كله، حاول نسف من يعيش بينهم، من منطلق فيها لأخفيها... الخرفان أرقى من هذا بكثير... الخرفان لا تكذب، ولا تخدع، ولا تخون، ولا تحنث بالعهود... الخرفان لا تغدر ولا تتعامل بالغل والسفالة... لهذا وجب الاعتذار بالفعل للخرفان... فمن تصوّرنا أنهم خرفان، نشروا وحشدوا وقتلوا ونسفوا وأحرقوا، لكن كل هذا لم يثبت أنهم خرفان... مع قلة ما حشدوه، وضعف ما فعلوه، وخيبة ما أنجزوه، أثبتوا أنهم بالكتير أوزى...
وأوزى مبتسر أيضا، يحتاج إلى حضّانة أبو زعبل أو طرة، لو أراد أن يحيا... أوزى عاجز متهوّر، أحمق، يخسر فى كل مرة يخرج فيها... لكنه أحمق أخرق، ولهذا فهو يواصل المحاولة، ويواصل الخسارة... تماما كما يفعل أى أحمق، لا يدرك أهمية الانسحاب من المعركة، قبل خسارة كل القوات... وربما من حسن حظنا أن الأوزى المبتسر يتصوّر أنه ملك الخرفان، وأنه أستاذ فى التخطيط الخرفانى، بعد أن حصل على الدكتوراه فى (انعدام التفكير فى لعبة التفجير)... فالقنابل التى يفجّرها تنسف مصداقيته، والبقية الباقية له عند فئة ضئيلة من الشعب، وتعلى من قدر الجيش والشرطة، كلما سقط منهم شهيد غدر أو خسة أو خيانة... والأوزى يفرح عندما يحرز هدفا، أيًا كانت تداعيات هذا... تمامًا مثل فريق كرة، خسر مباراة بتسعين هدفا لهدف واحد، فراح يزهو بأنه أحرز هدفا واحدا، متناسيا أنه خسر أمامه تسعين هدفا!... أوزى بقى... ومبتسر.