يرى الناقد الفني محمد سعيد أن ما يحدث في مسلسلات رمضان التي بدأنا نري حلقاتها الأولى بعيد كل البعد عن واقع المجتمع المصري ، فمعظم المسلسلات تم تصويرها في شقق فاخرة وبديكورات مبالغ فيها ، لا يمكن أبدا أن تستقيم وشقق البسطاء من المصريين ، وهي أيضا تتنافي مع دعوة الرئيس السيسي التي تنادي وتدعو المصريين للتقشف والتوفير، وأعتقد أن صناع هذه المسلسلات لا يعرفون شيئا عما يعاني منه ملايين المصريين من فقر وحاجة ، وتنقلنا هذه المسلسلات إلي عالم آخر ليس له وجود إلا في خيال من يصنعونها ، وهذا انفصال فكري وفني عن الواقع المصري ، أو أنهم يوجهون هذه المسلسلات إلي مشاهد آخر لا يعيش في مصر.كما يرى الناقد الفني محمود عبد الحكيم أن " الرئيس السيسي طالب الشعب بالتقشف لكنه في نفس الوقت لم يطالب الفنانين ورجال الأعمال ولاعبي كرة القدم بالتقشف ، لأنهم بطبيعة الحال البوق الإعلامي لأي نظام.
ولفت إلى أن السيسي لو طالب الفنانين بالتقشف فإنهم سيتعرضون للأذى بشكل شخصي ، ومن ثم سيعلنون بشكل غير متفق رفضهم للسلطة القائمة بشكل غير معلن ، حتى وإن كان هذا الاعتراض بشكل مبهم ، ولكنهم لن يمجدوا النظام الحاكم مثلما اعتادوا أن يفعلوا مع كل نظام حكم توالى على حكم مصر منذ عام 1952.
وطالب عبد الحكيم السيسي بتوجيه النداء للفنانين بالتقشف ومساندة الشعب في محنته الشديدة التي يعيش فيها حاليا ، بدلا من أن يستمروا في تقاضي ملايين الجنيهات وانفاق الملايين على مسلسلات لن يستطيع أي شخص عاقل أن يتابعها جميعا وهي تعرض خلال شهر رمضان المعظم.
أما الناقد الكبير طارق الشناوي فيقول: التقشف الذي طالبه به الرئيس السيسي لا ينطبق على الفن ، لأنها مهنة خاصة غير خاضعة للحد الأدنى والأقصى للأجور الذي أقرته الدولة منذ فترة ، وأعتقد أن الأموال الكثيرة والملايين التي يتم صرفها على الأعمال الدرامية في رمضان تعود إلى زيادة العرض والطلب على المواد المعروضة.
وأوضح أنه كلما زاد حجم الإنتاج زاد في المقابل المادة الإعلانية التي بدورها تضخ المزيد من الأموال وتساهم أيضا في تحريك ودفع عجلة رأس المال.
ولفت إلى أن الفنانين يمكنهم أن يساهموا في حل عدد من المشاكل التي تواجه مصر بطريق أخرى ، وهي أن يتبرعوا مثلا لصندوق دعم الفن ، أو يتبرعوا لصالح صناديق المعاشات الموجود بنقاباتهم المختلفة ، كي يساعدوا زملاء المهنة الذين لا يجدون قوت يومهم مع كبر سنهم وتعرضهم للمرض المقعد لهم.
وطالب الشناوي الفنانين بضرورة دفع نسبة 2 % من أجورهم لنقاباتهم وهو ما سيزيد من ميزاينة هذه النقابات ، مما يمكن القائمين عليها من مساعدة الفنان المحتاج.