عندما ظهر الجنرال عبد العاطى سألت: لماذا تورط الجيش فى الاختراع؟ واليوم أعيد السؤال.. لأنه كما كتبت يومها: البروباجندا أَعْيت مَن استخدمها.
هذا ما قالته «فضيحة» اختراع الجنرال عبد العاطى.
قالت الفضيحة أيضا إن هناك شعورا عميقا بالعجز.. ورغبة فى الخروج منه.. بمعجزة لا ببناء طرق وجسور تتأسس عليها حركة علمية.
لكن هذا لا يحدث.. كما تقول «الفضيحة».. فمنطق «البركة»، و«خليها على الله»، و«إحنا أجدع ناس..» يعلو ولا يُعلا عليه.. ورغم أن الأشياء الميتافيزيقية تجد من يؤمن به/ فإنها ليست كل شىء/ أو بمعنى ما، فإن تراكمها يعطل العقل ويثقل الأرواح المنهَكة.
وهنا فإن المنظومة التى دفعت بالجنرال عبد العاطى ليستعرض فضيحته/ كاشفة ودالَّة وتحتاج إلى إصلاح/ لا إلى الدفاع عنها أو تحويلها إلى معركة حول محبة أو هيبة الجيش.
كما أن اعتبار رد الفعل الساخر على اختراع الجنرال «مؤامرة» على الجيش هو جزء من هذه الكارثة، التى تريد أن تتعامل مع مؤسسة من مؤسسات الدولة/ بقداسة تضعها فوق النقد أو السخرية أو الإصلاح.
عقليات التطبيل والتزمير تريد أن تكون كتائب ملحقة بالجيش/ هى أعراض كارثة قادمة/ لأن هؤلاء يسهمون فى التغمية والتعمية وحماية المؤسسة من الإصلاح.
الجيش مؤسسة من مؤسسات الدولة مهمتها حماية الدولة والمجتمع/ وليس مطلوبا منها أن تكون مؤسسة بحث علمى ولا مصنع المعجزات/ وفى الجيوش الكبرى كانت الاختراعات القادمة من الجيوش مرتبطة بأبحاث عسكرية لتطوير احتياجات حربية/ وليس التليفون المحمول إلا اختراعا انتقل من مجاله العسكرى إلى المدنى بعد تطويره ودون البروباجندا التى أدت إلى فضيحة الجنرال عبد العاطى.
المهم هنا أن المجال مهم/ والجيش موكولة إليه مهام تتعلق بالأمان العسكرى/ وهنا فالخروج من مجال إلى مجال يحتاج إلى قواعد وبروتوكولات لم يلتزم بها أحد فى المؤسسة العسكرية، وهى تترك هذه الفضيحة تظهر إلى العلن.
والمؤلم فى فضيحة الكفتة أنها تداعب عجز ملايين المرضى وتلعب على مشاعرهم/.. والأهم اليوم أن يتم إنقاذ مرضى يجرب فيهم الجهاز دون رقابة أو التزام بمعايير التجريب الطبى.
وأن يتم محاسبة المسؤول عن «النفخ» فى الاختراع وتحويله إلى أمل ٥ ملايين مريض دون التأكيد أو التواضع أمام المعايير العلمية والاعتماد على «فهلوة» عاجزة عن الاستمرار.. فهلوة جعلتهم ينشرون أخبارا فى الصحف بتصريحات تبشِّر بالبدء الفعلى فى العلاج، وبعدها بساعات تحولت البشارة إلى وهم، حيث أُعلن التأجيل ستة أشهر، كأنهم يريدون مد العرض الخادع شهورا إضافية/ دون احتكام إلى العقل/ أو العلم/ أو احترام آلام الملايين.
أسأل السؤال مرة أخرى: لماذا يستمر توريط الجيش فى الاختراع؟
وأضيف: لماذا لا تحترمون شيئا (علم/ ألم/ معايير/..) أى شىء غير البروباجندا والنفخة التى تحركها؟