مها متبولى28 يونيو 2014 08:43 م
مى عزالدين: أنا قبل كندة علوش
ماجدة زكى: أنا أهم من هالة صدقى
روبى: أنا نجمة واسمى قبل أى حد
درة: مشوارى يسبق روبى بسنوات
أربع سنوات كاملة من عمر الخريف العربى، أسقطت أوراق الفن الدرامى، وغيرت خريطة إنتاجه، وأفرزت بالضرورة آليات تسويق جديدة، اضطر النجوم للخضوع لها، وكان من أهم نتائجها أنها عصفت بأسطورة «النجم الأوحد»، واتجهت بالمسلسلات إلى البطولة الجماعية، كتابةً وإخراجاً وتمثيلاً، فلأول مرة نجد عملا فنيا يقوم به أكثر من مخرج، وانتشرت ورش السيناريو بصورة كبيرة، ولا يوجد عمل هذا العام إلا ونجد فيه ما لا يقل عن سبعة نجوم، بل هناك مسلسلات تضم فى فريق العمل الخاص بها أكثر من عشرين نجما ونجمة، بدءا من المسلسل المصرى اللبنانى «لو» ومرورا بـ «صاحب السعادة» الذى يلعب بطولته عادل إمام، حتى «سراى عابدين» الذى يضم يسرا، والذى لا أعرف كيف سيتم حشد نجومه على أفيش واحد.
ولادة فنية متعسرة
اللجوء للبطولة الجماعية فى الحقيقة لم يكن أمرا عفويا، بل نتيجة حالة ولادة فنية متعسرة، امتدت طوال السنوات القليلة الماضية، حيث اتضح للجميع أن الدراما المصرية التى بلغت ذروتها عام 2011 تتجه نحو منحدر صعب، وإنقاذاً لها، رأت شركات الإنتاج تعزيز العمل الدرامى الواحد بأكثر من نجمين أو ثلاثة، وذلك لتخفيف أعباء الإنتاج من جهة، والحد من تضاعف أجور النجوم الكبار من جهة أخرى، لا سيما أن المبالغ التى تدفعها المحطات الفضائية نظير الحلقة الواحدة من المسلسل، ما زالت عند معدلاتها القديمة، مما يجعل المنتج مضطراً للاعتماد على أقل عدد ممكن من نجوم الصف الأول، والذين أدركوا ضرورة التخلى عن تمسكهم بالبطولة المطلقة، فى هذا الموسم، للخروج من عنق الزجاجة، فكل الفنانين يريدون أن يعملوا، ولا يوجد موسم إلا فى شهر رمضان، وطوال العام من دون عمل، مما جعلهم يوافقون على البطولة الجماعية مرغمين، دون أن يستسلموا لها، ولكن تدخلت الغيرة الفنية لتفسد ذلك كله، ونشأت الصراعات بين النجمات لتقول كل واحدة منهن «أنا وبعدى الطوفان» مع أنه فى العالم كله نجد كبار النجوم يشاركون بعضهم البعض فى عمل واحد، إلا أننا ما زلنا نعتقد أن تخلى الفنان عن تمسكه بالبطولة المطلقة يعد تراجعا فى مشواره، وتقليلا من شأنه ومكانته، ولا يرفع من نجوميته أمام جمهوره، وكل هذه المفاهيم الخاطئة ترجع إلى شىء واحد، وهو أننا نفتقد إلى المقياس الحقيقى للنجومية.
حرب تكسير عظام
صراع النجمات لتبديد نظرية البطولة الجماعية، يشتعل على قدم وساق حتى صارت الخلافات حولها ظاهرة، لا يمكن أن نغض الطرف عنها، فقد وصل بعضها إلى درجة تبادل الاتهامات، ومحاولة النيل من النجوم الكبار، فهناك من تعترض على صدارة يسرا لأفيش «سراى عابدين» أو أنها تحجب وراءها باقى النجمات.
وإذا كانت خناقة ماجدة زكى وهالة صدقى فى مسلسل «كيد الحموات» هى أحدث تلك الخناقات، فإنها ليست أولها، وربما لن تكون آخرها، فالوسط الفنى يغلى غليان البركان لا لشىء، وإنما لحالة الإحلال والتجديد، وتبديل المواقع، وبورصة النجوم التى رفعت أسهم البعض، وبخست أسهم الباقين، مما خلق حالة من الخوف والانزعاج.
هالة صدقى تؤكد أنها الأولى بحجم النجومية، وصدارة تتر «كيد الحموات»، وماجدة زكى تقول إنها تستحق أن تتصدر تتر العمل، ورغم أن المسلسل يساوى بين بطلات العمل: ماجدة زكى وهالة صدقى وسوسن بدر وانتصار إلا أن هناك إصرارا من كل واحدة بينهن على أنها نجمة العمل، وهى التى سيتم تسويق المسلسل باسمها على الفضائيات، ويبدو أن سوء التفاهم بين كل الأطراف قد أظهر «المستخبى»، وكشف بوضوح عدم تقبل النجمات الكبيرات للبطولة الجماعية، أو على الأقل التسليم بها على مضض.
حيث فجرت هالة صدقى قنبلة مدوية مؤكدة أن «ماجدة» هى من ابتدعت المشكلات، وضغطت على المنتج والقناة الفضائية المتعاقدة على العمل، لإلغاء مشاهدها هى وسوسن بدر وانتصار من البرومو لتتواجد هى بمفردها.
ورفضت ماجدة زكى هذا الاتهام وكل التصريحات التى أطلقتها هالة صدقى، وبخاصة تلك التى اتهمتها فيها بالتعالى والغيرة منها، موضحة أنها لم تتعامل بتعال مع أحد من زملائها بالوسط الفنى.
وفى نفس السياق اندلعت حرب نسائية خفية بين كندة علوش ومى عزالدين فى كواليس مسلسل «دلع البنات» بعد أن أفرد المنتج محمود شميس لـ «مى» واجهة الأفيش كاملة، وكأن «كندة» لا تشارك فى العمل من الأساس، وهو ما أغضب النجمة السورية، لكنها امتصت غضبها، لأنها تعرف جيدا، أنها لن تستطيع تفتيت حجم العلاقات غير المتوازنة فى الوسط الفنى، وفى الحقيقة أن الغيرة لم تكن هى السبب وراء المشكلات، فمن واجب كندة علوش أن تطالب بحقها فى أن تتم معاملتها بالشكل الذى يليق بنجوميتها.
خناقة هالة صدقى وماجدة زكى ومى عزالدين وكندة علوش ليست الأولى من نوعها، بل هى نماذج ممتدة عبر سلسلة متواصلة من الخناقات، كان آخرها حرب الغيرة الفنية بين درة وروبى، بسبب ترتيب الأسماء فى تتر مسلسل «سجن النسا»، فكل نجمة تتمسك بأولوية وضع اسمها قبل الأخرى، مع أن هناك اتفاقا شبه معلن على أن البطولة جماعية تتطلب إنكار الذات، إلا أن درة أبدت انزعاجها الشديد، من تقديم اسم «روبى» على اسمها، وأكدت أن مشوارها الفنى يسبق مشوار «روبى» بسنوات طويلة، فيما تمسكت «روبى» بنجوميتها، حتى ولو كانت تشارك فى عمل به عشرات النجمات.
البطولة الجماعية تجعل هناك مباراة تنافسية فى التمثيل ليخرج العمل فى أفضل صورة، ولا يمكن أن ينجح أى عمل بفرد واحد، وإنما بنجاح فريق العمل كله، وإذا كان كل هذا يحدث قبل عرض المسلسلات، فماذا سيحدث بعد أن تكتشف كل نجمة أنه قد تم حذف بعض مشاهدها لصالح منافستها، وهو الأمر الذى يتم حاليا فى الخفاء، حيث يحمل المنتج محمود شميس «المونيتور» إلى منزل مى عزالدين فى مصر الجديدة، ليطلعها أولا بأول على مونتاج حلقات «دلع البنات»، ويترك لها الخيار فى انتقاء أو حذف بعض المشاهد واللقطات، ولاشك أن معركة جديدة ستندلع فى الشهر الفضيل، بعد أن تكتشف كندة علوش وغيرها، أن هناك أمرًا يدبر بليل، وأن البطولة الجماعية صارت دخانًا يضيع فى الهواء.