![](http://egymedia.tv/images/news/thumb/2014/6/28/635395258519846543_4_1.jpg)
أَزَفَت الآزفة لانتخابات مجلس النواب.. الاستحقاق الأخير لثورة ٣٠ يونيو.
.. فبعد أسابيع من الآن ستُتَّخَذ الإجراءات النهائية لانتخابات أول برلمان بعد ثورة ٣٠ يونيو والإعلان عن كل التفاصيل الخاصة بالعملية الانتخابية، بعد أن أعلن الرئيس السيسى عن بدء إجراءات الانتخابات البرلمانية قبل ١٨ يونيو القادم.
.. وقد تأخذ هذه الإجراءات شهرين على الأكثر، ومن ثم لم يعد هناك وقت كبير أمام المرشحين الذين ينوون خوض الانتخابات.. وكذلك الأحزاب التى تسعى للحصول على مقاعد تمكّنها من المشاركة فى السلطة فى ظل الفراغ السياسى الذى شاركت فيه تلك الأحزاب!
.. لم يعد هناك وقت للجدل الدائر حول تحالفات ومناورات بين أحزاب وشخصيات تحاول فرض نفسها على المشهد السياسى رغم أنها لم تنجز أو تقدم شيئا لهذا الوطن، ولكنها تستغل المشهد الآن للبحث عن دور أو محاولة البقاء فى الصورة.
.. كما أن هناك أشخاصًا بأحزابهم يعتقدون أنهم الأَوْلَى الآن بالحصة الكبرى فى البرلمان القادم ولا تعلم لماذا، رغم أنهم لم يقدموا شيئا خلال الفترة الماضية.
عموما لم يعد هناك وقت.. فحان وقت العمل مع الشعب لاختيار المرشحين المناسبين الذين يمكن لهم الحصول على ثقة الجماهير لتمثيلهم فى البرلمان.
.. ولم يعد هناك وقت لجدل الأحزاب حول نسبة الفردى أو القائمة فى ظل قانون الانتخابات.
.. ولم يعد هناك وقت للعمل للمصالح الشخصية والسعى لتحالفات «منفعية» خاصة.. وليست منفعية عامة.
.. فالقانون سيصبح نافذًا بكل مواده.
.. واللجنة العليا للانتخابات البرلمانية ستعلن كل الإجراءات بما فى ذلك تقسيم الدوائر سواء الفردية أو التى بالقائمة.
.. لم يعد هناك فرصة للجميع سوى النزول إلى الشارع والتعامل مع الأمر الواقع والسعى للتعرف على مطالب الناس فى تلك المرحلة وفى المستقبل.
.. فلم يعد هناك وقت لتأكيد أهمية البرلمان القادم، فوفقًا للدستور البرلمان مشارك قوى فى الحكم.. فلم يعد كما كان من قبل تابعًا لرأس السلطة يلعب به كيفما يشاء تحت ادّعاء الديمقراطية.
.. فالبرلمان القادم هو الذى سيختار الحكومة بمشاركة الرئيس وهو الذى سيمنحها الثقة لكى تشارك الرئيس فى السلطة بجد.. فلن تكون الحكومة الحاصلة على ثقة البرلمان تابعة للرئيس وإنما مشارِكة فى صناعة القرار وتنفيذه.
.. كما أن البرلمان عليه هَمّ كبير فى إنجاز عدد كبير من التشريعات الجديدة التى من المفترض أن تليق بالدستور وبالانتقال الديمقراطى وبطىّ صفحة طالت من الحكم الاستبدادى والفاشى.. وأن يضع مصر على عتبة الحكم الديمقراطى الحقيقى وبناء الدولة المدنية الحديثة.
.. كما عليه بناء المؤسسات المكملة للدستور كالمفوضية العامة للانتخابات التى باتت مصر فى حاجة إليها لتكون هيئة مستقلة تعمل بشكل دائم على الانتخابات والاستفتاءات التى تجرى فى البلاد.
كذلك بناء المؤسسات المستقلة الوطنية للإعلام.
.. فأمام البرلمان القادم مهمات صعبة عليه إنجازها فى البناء التشريعى والقانونى للبلاد كما يمكنه أيضا تعديل قانون الانتخابات إذا رأى ذلك.
.. لم يعد هناك وقت إلا للعمل بجدية من أجل برلمان قوى يستطيع الإنجاز.
.. فمصر فى حاجة إلى برلمان قوى فى تلك المرحلة يعبر تعبيرًا حقيقيًّا عن الشعب.
.. ومصر فى حاجة إلى شخصيات سياسية قوية تسهم فى أعمال البرلمان والإنجاز من أجل البناء فى تلك المرحلة والعمل من أجل المستقبل.
.. ولم يعد هناك وقت للهواة ولأصحاب المصالح الشخصية والساعين للوجود فى المشهد السياسى بأى شكل ولو من باب البرلمان وبحجة التحالفات.
.. ولم يعد هناك وقت للموالسين والانتهازيين ومبررى الاستبداد والفاشية.
.. ولم يعد هناك وقت للمدَّعين والناهبين ومستخدمى الحصانة.
.. لم يعد هناك وقت إلا للإنجاز.