10 سنوات مضت على صدور العدد الأول لصحيفة «المصرى اليوم» فى 7 يونيو 2004، فهى الأكثر انتشاراً ومبيعاً ما بين مثيلاتها من الصحف اليومية. كيف لا وهى صاحبة الريادة للصحافة اليومية المستقلة فى مصر؟!.
فهذا هو مقالى رقم 70 فى «المصرى اليوم» منذ أن نُشر أول مقال لى فى 24 يناير 2012م تحت عنوان (وضعنا خطتين للتحرك فى 25 يناير.. وكلمة السر «ناهيا»).. حيث كانت الذكرى الأولى.. لثورة يناير العظيمة، لأستمر منذ 17 فبراير 2013م.. فى كتابة مقال أسبوعى.. لم أنقطع عنه.. بما يقرب من عام ونصف.. لم يمنع خلالها أى مقال لى.. لأجد فى «المصرى اليوم» منبراً رحباً فى التعبير عن آرائى.. فى فترة عصيبة مرت بها مصر بعد ثورة يناير وحتى سقوط حكم الإخوان وبداية بناء الجمهورية الثالثة.
فـ«المصرى اليوم» ليست مجرد مطبوعة من عشرات المطبوعات الصحفية، فبالإضافة إلى تميزها هى مؤسسة مهنية كبيرة أنتجت جيلا من الصحفيين مختلفا ومتفردا فى الأداء الصحفى والخبرى.. فهى صاحبة الفضل فى إطلاق الحقبة الثانية من الريادة.. للصحافة المستقلة فى مصر. ففى عهد الخديو إسماعيل.. بدأت الحقبة الأولى من الريادة.. للصحافة المستقلة فى مصر.. ففى عام ١٨٧٥م أصدر سليم وبشارة تقلا جريدة «الأهرام».. وفى عام 1877م صدرت مجلة «مصر» لأديب إسحق.
وفى عام ١٨٧٩م.. بعد تولى الخديو توفيق.. ومع مجىء وزارة رياض باشا.. شهدت الساحة الصحفية تدهوراً واعتداء سافراً، فبدأ عهد التنكيل بالصحف.. فأصدرت حكومة رياض باشا قرارات عدة بغلق وتعطيل معظم الصحف المستقلة.
وفى عام ١٨٨٠م تمت إعادة إصدار جريدة «الوقائع المصرية» الرسمية.. بعد توقفها.. فتم إصدارها فى صورة جديدة.. بعدما عُهد برئاسة تحريرها إلى الشيخ محمد عبده.. فكان لها دور مهم فى التمهيد للثورة العرابية.
وبقيام ثورة 23 يوليو 1952م.. بدأت مرحلة جديدة فى تاريخ الصحافة المصرية.. حيث توقف عن الصدور الكثير من الصحف التى كانت تصدر فى العهد الملكى.
وفى عام 1960م تعرضت الصحافة المصرية لأهم وأخطر تطور فى تاريخها الطويل بتأميم الصحف المصرية وانتقال ملكيتها للدولة، ليستمر الوضع على ما هو عليه من هيمنة نظم الحكم المتعاقبة على الصحافة. وشهدت بدايات القرن الواحد والعشرين انطلاقة للحقبة الثانية للصحافة المستقلة، حيث شهدت الساحة الصحفية صدور عدد من الصحف التى كان لها دور كبير فى مقاومة نظام مبارك، والتمهيد لثورة يناير 2011م ومقاومة نظام جماعة الإخوان، والتمهيد لثورة الـ 30 من يونيو 2013م، وعلى رأسها صحيفة «المصرى اليوم» التى جسد صحفيوها أروع الأدوار الوطنية فى خوض المعارك الصحفية الطاحنة فى مواجهة الاستبداد والقمع، وفضح الفساد السياسى والمالى لأعمدة تلك الأنظمة السابقة.