ايجى ميديا

الثلاثاء , 7 يناير 2025
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

حل مشكلة الأطفال بلا مأوى هو الدمج وإعادة التأهيل وليس القتل

-  

للأسف يبدو أن الأزمة التى تمر بها البلاد تدفع البعض منا الى تبنى أفكار واقتراحات أقل ما يقال عنها أنها أفكار فاشية وهمجية ومنافية لكل مبادئ العدل والإنسانية . فلا نقبل الاختلاف بل نسعى الى القضاء على الأضعف ، فالقوى يقصى المعارض والمختلف بدعوى الحفاظ على الأمن وسلامة المواطنين، والأمن فى كثير من الأحيان يستخدم كذريعة للاضطهاد والظلم والقهر.

أكتب هذه المقالة للرد على ما كتبه الدكتور نصار عبد الله يوم الجمعة ٢٠ يونيو ٢٠١٤ فى المصرى اليوم بعنوان: أطفال الشوارع: الحل البرازيلى والذى فسرها الكثيرون على أنها تحريض غير مباشر على إبادة الأطفال بلا مأوى بدعوى أن هذا هو ما فعلته البرازيل بنجاح كحل غير مكلف لمشكلة هؤلاء الأطفال.

أتناول هذا المقال بالنقد ليس فقط (إن كان هذا هو السبب الأساسى) بسبب رجعية الفكر والمنطق ولكن أيضا للأخطاء الجسمية الواردة فيه فيما يخص معرفته وتحليله للنموذج البرازيلى

أولا،منطق المقال فاشى ونازى ومن المفترض أن الإنسانية تكون تجاوزته. فالمنطق الحاكم فيها هو التخلص من المختلف الأضعف ويؤسفنى أن إتجاهات الإقصاء والاستبعاد بدلا من الدمج وإعادة التأهيل منتشرة وتستدعى فى أوقات مختلفة. فمن الحلول التى طرحت للتعامل مع مشكلة الأطفال بلا مأوى لم الأطفال وتجنيدهم فى مؤسسات عسكرية، أو عزلهم خارج المدينة فى أماكن شبيهة بالمؤسسات العقابية. ويحزننى بشدة أننا ننسى أن هؤلاء الأطفال ضحايا مجتمعنا المادى الظالم الذى لا يوفر أى حماية للفئات الأكثر إحتياجا فى المجتمع. مشكلة الأطفال بلا مأوى فى مصر مشكلة قديمة تتفاقم كل يوم وسوف يدفع المجتمع ثمن تجاهله لها طالما لا يوجد إرادة سياسية حقيقية للمواجهة

أما بالنسبة لما ورد فى المقال عن البرازيل، فمن المعروف أن البرازيل بها أعداد كبيرة من الأطفال بلا مأوى. وفى حادثة شهيرة فى يوليو 1993 تعرف بمذبحة كنيسة كانداليرا قامت مجموعة أطلق عليها كتائب الموت بالهجوم على الأطفال أمام الكنيسة وقتل بعضهم. وكانت هذه الجريمة ومازالت صدمة كبيرة للمجتمع البرازيلى وقدم للمحاكمة تسعة أشخاص وصدرت أحكام ضد ثلاثة منهم كلها تزيد عن ٢٠٠ سنة سجن. والى يومنا هذا يتذكر المجتمع البرازيلى هذا اليوم الشنيع احتراما لضحاياه

ومن ثم ليس صحيح كما أوحى الدكتور نصار فى مقاله أن هذا الحل الهمجى سكت عنه المجتمع البرازيلى ولم يحدث أبدا أن تورطت الدولة فى سياسات داعمة لهذه الفكرة. إن تجربة البرازيل فى مجال إيجاد حلول ناجزة لمشكلة الأطفال بلا مأوى تعد من أهم التجارب العالمية ومن الممكن الإستفادة منها. نجحت الدولة البرازيلية فى تفعيل مشاريع سياسية واجتماعية وثقافية، ووفرت خدمات صحية وتعليمية وأيضا فى مجال الإسكان كلها تهدف الى دمج وإعادة تأهيل الأطفال وتغيير نظرة المجتمع تجاههم.

أود تسليط الضوء على السياسات المتبعة فى البرازيل لتوفير حماية اجتماعية للفئات الأكثر إحتياجا باعتبارها مثالا جيدا نستطيع الاستفادة منه. تعتبر البرازيل من أنجح الدول النامية فى تطبيق مشروعات التحويلات النقدية للفقراء ونجحت تلك التجارب فى خلال خمسة سنوات فى تخفيض نسبة الفجوة بين الفقراء والأغنياء بمعدل وصل فى بعض الأحيان الى 17%.

وقامت البرازيل بضم الأطفال بلا مأوى لهذا البرنامج وفقا لشروط محددة. المهم فى هذا الأمر هو تعامل الدولة الجاد فى إيجاد حلول جذرية تسمح بإنتشالهم من دوامة الفقر ودمجهم فى المجتمع.لم تنجح البرازيل الى الآن فى القضاء على ظاهرة الأطفال بلا مأوى ومازالت تواجه تحديات كبيرة ولكن بالنظر الى ما تم تحقيقه بالفعل فى السنوات الماضية، فهى نموذج جيد نستطيع أن نستفيد منه.

اذا أردنا التصدى لمشكلة الأطفال بلا مأوى فى مصر، فعلينا الاستفادة من التجارب العالمية، واللجوء الى الخبرات الممتازة فى المجتمع المدنى والمدافعين عن حقوق الأطفال وكل هذا يحتاج فى المقام الأول الى وجود إرادة سياسية.

*باحثة وناشطة فى مجال حقوق الطفل

التعليقات