يا للهول، ها هم بعض وزراء الحكومة يعودون فيكررون فى كل تصريح لهم هذه الجملة السقيمة سيئة السمعة: بناءً على تعليمات السيد الرئيس. طبقًا لتوجيهات السيد الرئيس.
ألَا تعسًا للعقول القديمة.
إن تــكــرار هــذه الـجـملــة يعنــى أن هــؤلاء الـــــوزراء لم يقرؤوا دستور مصر الجديد (والجديدة)، فالوزراء ليسوا سكرتارية للرئيس، بل إنه بعد خمسة أشهر وبمجرد انعقاد البرلمان فإن الرئيس لا يستطيع إقالة أو تعيين أى وزير دون موافقة مجلس النواب.
إن اللعب على قديمه يثير الدهشة، فمصر قد تغيَّرت بينما البعض لا يزال داخل قفص الخيال القديم لا يريد أن يخرج من حبسته أبدًا.
نعم، التوافق والتعاون الخلاق بين الرئيس والحكومة مسألة ضرورية بل وحتمية لنجاح الحكم وإنجاح البلد، لكن ليس بناء على التعليمات والتوجيهات الفوقية من رئيس لمرؤوسه، بل مشاركة ومناقشة ومسؤولية موزَّعة على الطرفين. لقد قدَّم الرئيس برنامجًا انتخابيًّا طموحًا ورائعًا، ولكن من المستحيل أن يتم تنفيذه على طريقة أحلامك أوامر يا سيادة الرئيس.
مهمة الحكومة هى دراسة مشروعات وخطط هذا البرنامج قبل تطبيقه، نعم إنها أفكار وخطط وضعها خبراء ومستشارون استعان بهم الرئيس فى حملته الانتخابية، لكن الآن مسؤولية التنفيذ على عاتق الحكومة وبأموال الشعب وبمراقبة البرلمان، فلا بد إذن من الدراسة المتعمِّقة دون تباطؤ، ودون بيروقراطية تقتل المستقبل، وبتـنفيذ الاحتراف لا تنفيذ الطاعة!
لن يفيد الرئيس مجموعات من المسؤولين تلهث لرضاه أو تلبِّى نداءه أو تنافق أفكاره أو تنفِّذ دون دراسة أو تطبق على طريقة الرئيس يفهم أكثر. لن يفيد الرئيس ولا البلد ولا الشعب طبعًا!
هذا المنهج القديم العقيم أفسد مصر فلا يجب أن نسمح له بأن يستمر فى إفسادها.
المهندس إبراهيم محلب رجل فى منتهى الإخلاص والتفانى والحيوية، وهى كلها صفات ممتازة لرئيس حكومة تنفيذى ناجح، لكنه يحتاج إلى عقد اجتماع عاجل لأعضاء حكومته لقراءة مواد باب الحكم فى الدستور، كى يتوقَّفوا عن الأسطوانات القديمة المشروخة.