ترتفع درجة حرارة الأحداث السياسية مع ارتفاع درجة حرارة الجو ومع قدوم شهر الصيام شهر رمضان أفضل وأعظم شهور السنة «كنت أنوى أن أكتب عن شهر رمضان شهر الله الشهر الذى لا نعرف قيمته إلا بعد أن ينتهى»، لكننا لا نعلم أن ما نقوم به فى دولتنا يهدد ديننا العظيم لأن الدين يوجد فى دولة لها كيان ثابت وذات أفراد أقوياء من الناحية الجسدية والناحية العقلية، أى أن الولاء للوطن يوجد الولاء للدين لا العكس، لأن الوطن خاص والدين عام والخاص يخدم العام والعام لا يخدم الخاص لأنه يخدم الجميع ومن أجل الجميع لأنه أى العام «أرسله الله» من أجل البشرية جمعاء، لا من أجل قريش فقط أو العرب لا غير، وإنما دين جميع خلق الله ونحن بما أننا عرب ومسلمون فيقع على عاتقنا أن نوصل الإسلام العملى والعلمى، لا الإسلام النظرى، لأن الإسلام النظرى يخص القائم به لكن نظرية حسن البنا عكس ذلك تماما، والتى يؤكد فيها أن ولاء المصرى لا يكون لبلده وإنما يكون لدينه، وتلك إشكالية خطيرة ومعقدة عاش ويعيش الإخوان على تلك الفكرة ويعملون من أجل تأكيد صحتها، مع أن النظرية الساعاتية ضد الفطرة الإنسانية وضد الدين الإسلامى فى الأساس لأننا نعلم وتعلمنا أن الله خلق الإنسان - سيدنا آدم من أجل أن يكون خليفته فى الأرض (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّى جَاعِلٌ فِى الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّى أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) أو سورة البقرة. هذا يعنى أن الغاية من خلق الإنسان هو أن يكون خليفة الله فى الأرض والإنسان لن يكون خليفة إلا بشيئين لا ثالث لهما.. العلم والدين. (العلم من الله والدين من الله) ونحن (خيبة الأمل فينا) لم نقترب من الخلاقة المنوط بها الإنسان فى عمومه والمسلم فى الخصوص قيد أنملة.. فلا نمارس الدين كما هو الدين الذى هبط على رسولنا العظيم ولا ننفذ تعاليمه التى تعدل حياتنا وتقويها وأبسط تلك التعاليم.. إفشاء السلام، «لا أحد يلقى السلام إلا على شخص له فائدة منه. أو على شخص يتبعه فى الجماعة دى أو الجماعة دى. ودى أخطر من دى».. (ليست فزورة فأنا أعنى الإخوان والسلفيين). إماطة الأذى عن الطريق (كل شوارعنا ممتلئة بالزبالة). تبسمك فى وجه أخيك صدقة (الكل متهجم عابس، علشان إيه مش عارف). حب لأخيك ما تحب لنفسك (الحقد والكبر لا يفارقان أهل مصر). المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص (المصرى للمصرى عدو من الآخر).
إلى آخر تلك الأحاديث التى لو تمسكنا بها عمليا لكنا من أفضل الناس وأحسنهم. العلم أين العلم فى حياتنا؟ لا أثر.. فلا نحن ننتج علمًا.. ولا حتى نحسن استخدام العلم فى حياتنا وتلك هى الكارثة التى ندور فيها ولا نعى خطورتها.
حسين عبد العزيز