ايجى ميديا

الثلاثاء , 7 يناير 2025
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

جمال فهمي يكتب: حذار من اليأس..

-  
جمال فهمي

أستأذنك عزيزى القارئ أن لا أعلق على الثوب الجديد (هل هو جديد أصلاً؟!) الذى ارتدته حكومة الباشمهندس إبراهيم محلب، واسمح لى حضرتك أهرب مؤقتًا، ليس لأنى مصدوم ومحبط فحسب، وإنما لأننى تعبان ومرهق عقليا جدا لدرجة لا تسمح لى بالكلام فى هذا الموضوع اليوم.

سأفترض أنك وافقت على السماح لى بالهرب إلى بساتين الإبداع الرحبة التى لجأت إليها فى ليلة قريبة لكى أغالب أرقًا أطار النوم من عيونى فأنفقت الساعات حتى الصباح أقرأ للمرة الثالثة مسرحية «إيفانوف» التى كتبها (على عجل لدوافع مالية بحتة) عبقرى القص الروسى أنطون تشيكوف (١٨٦٠-١٩٠٤).

لسبب بدا لى فى البداية مجهولا ثم سرعان ما انجلى وتجلى فى رأسى، فإن هذه المسرحية عندما جلست لأكتب السطور تلك وجدتها ماثلة حاضرة فى ذهنى، وبعد تفكير وحيرة لم يطولا كثيرًا خمنت (وربما اخترعت) أن علة حضورها المُلح قد تكون كامنة فى تلك القاعدة شبه المستقرة فى علم الاجتماع السياسى القائلة بأن بعض ما يحدث للإنسان الفرد قد يصيب المجتمعات أيضا.. لهذا فإن حالة السيد إيفانوف بطل مسرحية تشيكوف وصاحب اسمها، من النوع الذى يمكن نقله ولو ببعض التصرف وإسقاطه على حال مجتمع تراكمت على كاهله الكوارث وانسدت أمامه كل سبل التطور والتقدم فاستسهل الاستسلام لليأس والقنوط وراح ينتحر بدل أن يقاوم ظالميه.

هذا بالضبط ما فعله إيفانوف، كما تقول المسرحية التى عرضت قبل عقود على مسرحنا القومى عن نص ترجمه فاروق الدمرداش وأخرجه ولعب بطولته الراحلون الكبار، محمود مرسى، وحمدى غيث، وسناء جميل، وأمينة رزق.

فمن إيفانوف؟ وكيف كانت حكايته.. باختصار؟

إيفانوف شاب مثقف اختل توازنه النفسى فجأة من دون أن نعرف فى البداية سببًا لهذا الاختلال، لكن قارئ النص أو مشاهد العرض سرعان ما يكتشف السر، أى ذلك الشعور العميق بالأخلاق والفشل الذى تمكن منه رويدًا رويدًا، وقد كان السبب المباشر فى المعاملة السيئة التى عامل بها صاحبنا زوجته وحبيبته الحسناء «سارة» رغم أنه فاز بها بعد معركة دراماتيكية وحامية الوطيس، إذ كانت الفتاة تنتمى إلى أسرة يهودية متزمتة ومتعصبة ترفض تماما فكرة أن تتزوج ابنتهم من شخص مختلف الديانة.. بيد أن إحباطه واضطرابه المكتوم جعلاه قاسيًا جدًّا مع الزوجة الطيبة التى ابتليت بداء «السل» فإذا بقسوة الزوج الحبيب لا تقل، بل تزيد وتتفاقم أكثر إلى أن تقع الواقعة وتموت سارة متأثرة بخليط القهر والمرض العضال معًا.. هنا يتحول الإحباط المستتر إلى يأس معلن ومهيمن تماما على سلوك وتصرفات إيفانوف حتى تجاه الفتاة «ساشا» ابنة صديقه التى كان يبادلها العشق والغرام وهى متولهة بحبه.

لقد بدت «ساشا» وكأنها خلاصه وفرصته لحياة جديدة ومستقبل أفضل، غير أن إيفانوف كان قد اتخذ قرارًا جنونيا بتلوين زمنه الغابر بألوان زاهية وهمية، ومن ثم بدل أن يتطلع إلى المستقبل راح يحلم بأمل مستحيل هو أن يستعيد ذلك الماضى الذى أسبغ عليه ملامح سعادة كاذبة.

إذن فقد بقى صاحبنا غارقا فى حالته المتأخرة مريضا بماض، رافضًا ومقاومًا للعلاج المنطقى السهل، ألا وهو اغتنام الفرصة لتصحيح مسار حياته وبناة أسرة سعيدة مع «ساشا»، وفى يوم زفافه بها تحل الفاجعة التى يختم بها تشيكوف مشاهد المسرحية.. يقتحم الطبيب «ليفوف» الذى كان يشرف على علاج سارة مشهد العرس، ويلقى على الحضور آيات من ممارسات العريس غير الأخلاقية مع زوجته المريضة القديمة، غير أن إيفانوف يلوذ بالصمت تاركا محبوبته تدافع عنه وحدها ببسالة وحرارة، وعندما تحاول سحبه من المشهد، يتفلت منها ويسحب مسدسه ويطلق النار على نفسه ويسقط صريعًا.. صريع اليأس لا الرصاص.

التعليقات