
ما يحدث على الساحة السياسية الآن من تحركات ما يطلق عليها قوى سياسية، أو أحزاب، للدعوة إلى تشكيل ما يطلق عليه تحالف سياسى، لخوض انتخابات البرلمان، يؤكد الفراغ السياسى.. وحالة الضعف الشديد التى وصلت إليها الأحزاب.
ولعل ذلك من ميراث نظام مبارك الذى كان يسعى لتجريف الحياة السياسية.. واستسلمت له الأحزاب التى خرجت من عباءة أجهزة أمن مبارك أو الأحزاب الأخرى التى كان يسعى «أصحابها» إلى المصالح الشخصية.
واستمر حال الأحزاب بعد ثورة ٢٥ يناير.
ولم تستغل الحالة التى انتقل إليها الشعب بالاهتمام بالشأن العام والسياسى.. وظلت تبحث عن الوجود ضمن أى تحالف.
فتركت الساحة ليسيطر عليها الإخوان والسلفيون ومع هذا تحالفوا معهما ليوصلونا إلى ما نحن فيه الآن.
بالطبع الأحزاب الجديدة، التى تشكلت بعد الثورة ما زالت فى طور التكوين.. وإن كانت سعت إلى جذب شريحة جديدة.. لكن خبرات الأحزاب وقيادتها ما زالت مفتقدة.
وحتى الآن الحديث بين بعض الأحزاب عن تحالفات فقط.
ولم ينزل أحد إلى الشارع وإلى القرى ليخاطب الناس ويتعرف على المشكلات.. أو حتى تقديم مرشحين محتملين أو اختيار مرشحين!!
ولا أحد يتكلم عن أحزاب كبرى مثل حزب الوفد الذى أصبح على يد السيد البدوى حزبا صغيرا.. ويمكن مراجعة مواقفه سواء فى انتخابات ٢٠١٠ أو حتى بعد ثورة ٢٥ يناير.
حتى مواقف السيد البدوى كانت «قلقة» فى جبهة الإنقاذ «واسألوا أعضاءها» أيام حكم الإخوان.
ومع هذا يأتى للحديث عن تحالف، مدعيا أنه صاحب الأغلبية.
وتأتى شخصيات لا علاقة لها بالسياسة أو الحياة الحزبية لتتحدث عن تحالفات مغطاة تحت عبارة دعم الرئيس.. ولم يطلب الرئيس منهم دعما.. لكن ماذا تقول عن أناس تعودوا أن يدخلوا «الحظائر» بالنفاق.
كما تجد شخصية مثل عمرو موسى، والرجل سبق أن فشل فشلا ذريعا فى انتخابات الرئاسة، يحاول الآن تصدر المشهد معتمدا على الإشادة به فى رئاسته لجنة الخمسين، التى كان سببها استعداد الناس للتخلص من حكم الإخوان ودستورهم، لا شخصية عمرو موسى، الذى كان يصر على الاستمرار فى تأسيسية الإخوان، رغم مطالب القوى السياسية وقتها بالانسحاب لفضح الإخوان!!
عموما يبحث عن دور حتى بعد أن ادعى من قبل تركه الحياة الحزبية باعتذاره عن رئاسة حزب المؤتمر.. لكن طموحه ما زال حاضرا لرئاسة البرلمان القادم.
ناهيك بشخصية المستشار الغريبة، الذى لا نعرف من منحه لقب «المستشارية».
فيا أيها الذين فى الأحزاب كفى هرتلة.. وانزلوا إلى الشارع والقرى والتقوا الناس واختاروا مرشحيكم من بين الناس.
فالناس لن ترحمكم وهى لم ترَ منكم أى شىء خلال المرحلة الماضية.
فتواصلوا مع الناس من الآن بدلا من حديث الهرتلة عن التحالفات والفوضى، الذى أصبح كل من هب ودب يدعى التحالف بين أى قوى ما أنزل الله بها من سلطان.
فالمرحلة القادمة مهمة للناس وللوطن.. وابتعدوا عن المصالح الشخصية.
فإن للبرلمان القادم أهمية خاصة لوضع البلد على عتبة التقدم والإنجاز.. وإلا الانهيار والتخلف.
يا أيها الذين فى الأحزاب و«التحالفات» اتقوا الله فى الشعب!