هل تبحث قطر عن علامة تجارية خاصة بها بعيدا عن السعودية ودول الخليج كما تقول «كريستيان ساينس مونيتور»؟ أم أن قطر تحاول وضع بصماتها على خريطة المنطقة برهانها على الإسلاميين والربيع العربى كما قالت «واشنطن بوست»؟ أم أن قطر تحاول استعراض عضلاتها فى المنطقة على حساب الدول الكبرى مثل السعودية ومصر كما تقول «الفاينانشيال تايمز»؟ أم أن غرض قطر مجرد شراء نفوذ فى المنطقة كما قالت «النيوز ويك»؟ أم أن قطر تستخدم أموالها لنشر الشر والتطرف فى العالم كما ذكر الكاتبان الفرنسيان نيكولاس بو وجاك مارى بورجيه فى كتابهما «قطر القبيحة الصغيرة: الصديق الذى يريد بنا شرًّا»؟ أم أن هذا الدعم للإخوان تم عبر صفقة يتم من خلالها تأمين الداخل القطرى من التيارات الدينية وتصدير العواصف للخارج ولهذا تم حل جماعة الإخوان فى قطر عام 1999، وهذا لم يحدث فى دولة أخرى سوى قطر؟ أم أن قطر تدعم الإخوان لإسقاط النظام الملكى السعودى كما نشرت «وورلد سيتزن ريفيو»؟ أم أن قطر تعاملت مع الإخوان على أنهم شركة مساهمة قامت بشراء أسهمها بالكامل وضمها إلى الشركة القابضة القطرية، كما قال لى رجل دين عربى مرموق موضحا أن الخلاف بين السعودية وقطر ليس على فكر الإخوان بل على من يمتلك الشركة ويوجهها؟ أم أن قطر تعتبر الإخوان ورقة ضغط فى يدها تفاوض بهم؟ أم أنها استخدمت الإخوان ويوسف القرضاوى بذكاء ضد أعدائها فى الدول الإسلامية كما يقول آخر؟ أم أن قطر تلعب دورا وظيفيا لصالح أمريكا كما يردد بكثرة الإعلام العربى رغم أن «الجزيرة» تحرّض ليل نهار ضد أمريكا، وتموّل قطر جماعات تعاديها أمريكا بل وتعتبرها إرهابية؟.
هل تدرك قطر عواقب الاستمرار فى دعم هذا المشروع وأنها فى حالة انفصام شخصية، وأن السحر سوف ينقلب على الساحر كما قال ضاحى خلفان؟ أم أن فؤائد المشروع تفوق خسائره المتوقعة؟ هل تساند قطر الإخوان نكاية فى السعودية التى تعتبرهم يشكلون تهديدا وجوديا على الحكم السعودى؟ أم أن الطموح القطرى يتجاوز ذلك؟ هل تسعى قطر للحلم المستحيل والطموح السياسى المدمر كما يقول موقع «بلومبرج»؟ أم أن قطر تتجه بسرعة نحو المقامرة الخاسرة كما يقول الموقع الأمريكى الشهير «وورلد بوليتكس»؟ أم أن كل ما تقوم به قطر مجرد مراهقة سياسية من طفل مشاغب يلعب بالنار؟ هل تسعى قطر لحماية نفسها من جيرانها الكبار المتربصين بها؟ أم أنها جلبت لنفسها عداء شديدا من جيرانها بدل الحماية المرجوَّة؟ هناك عشرات الأسئلة حول هذا الموضوع التى لا أدّعى أننى أملك أجابة عنها، ولكننى أطرحها هنا لتنشيط الحوار حولها بين الباحثين والمحللين من جهة، والأهم من ذلك أسعى من خلال طرحها للحصول على إجابة واضحة عنها ممن بيديهم الأمر والسلطة فى قطر.