يتحدَّث رئيس الحكومة المكلَّف المهندس إبراهيم محلب، عن كفاءة الشخصيات التى يختارها لحكومته الجديدة، ويؤكد على الكفاءة فى ظل الغياب السياسى الحزبى.
.. فالمرحلة فى حاجة إلى الكفاءة.
.. فأى كفاءة؟ وكيف تحسب تلك الكفاءة؟ وبأى مقياس؟
.. ولعل كل رؤساء الحكومات السابقين دافعوا عن اختياراتهم بكفاءة شخصيات وزرائهم.. رغم أننا لم نجد بعد ذلك كفاءة ولا يحزنون.
لقد وصل الأمر بأحد رؤساء الحكومة إلى الاستعانة بكفاءة من خريج «بهمان» (مستشفى للأمراض النفسية)، ودافعوا عن كفاءته.
ووصل الأمر فى حكومة مبارك الأخيرة -وقبل الأخيرة- إلى تزوير رجال الأعمال أصدقاء جمال مبارك.. وقيل وقتها إنهم كفاءات (!!).
.. وبالطبع أظهروا كفاءاتهم فى نهب البلاد.. وترك أصدقائهم فى الاستيلاء على شركات القطاع العام وأراضى الدولة بثمن بخس على حساب الشعب.. ولم يحاسبهم أحد فى ظل رعاية خاصة من مبارك وعصابته وابنه ورجال أعماله الذين شاركوا فى النهب.
.. وقالوا إنهم أكفّاء.. بل أوصلوا نسبة النمو إلى ٧٪ وذلك بجعلهم الأغنياء أكثر ثراءً والفقراء أكثر فقرًا.
.. وقال إيه كانوا أكفاء!!
.. فكانت سياساتهم الاقتصادية والاجتماعية -أتحدَّث هنا عن حكومة مبارك الأخيرة برئاسة أحمد نظيف وبرعاية جمال مبارك وأحمد عز- سببًا مباشرًا لثورة ٢٥ يناير، والتى زادوها بتحدّيهم الشعب فى انتخابات مجلس الشعب ٢٠١٠ بالتزوير الفاضح.
فقد كان معيار الكفاءة عندهم هو تجاهل الشعب واحتقاره.
.. أى نعم، هناك صعوبة فى اختيار الوزراء فى ظل شبه الفراغ السياسى والضعف الحزبى اللذين نمر بهما فى تلك المرحلة.. نتيجة ميراث «عظيم» من سياسات مبارك الذى جرَّف الحياة السياسية وجنَّد الأحزاب لصالحه شخصيًّا ومشروع توريثه.
.. وأى نعم لا بد من معايير لاختيار الوزراء.
.. فهل يصبح صاحب شركة نجح فى إدارتها وزيرًا ناجحًا؟ وذلك على الرغم من أن هناك مَن هو فشل فى إدارة شركته وتخلَّص منها ومع ذلك تم توزيره والمحافظة عليه.
.. وأين هنا تضارب المصالح؟
.. وماذا ستفعل الحكومة مع أى صاحب شركة يتم إسناد مسؤولية الوزارة إليه، والسؤال بمناسبة ما يتردّد من إسناد وزارة السياحة إلى أحد أصحاب الشركات السياحية؟
.. الكفاءة مهمة للوزير، خصوصًا فى تلك المرحلة التى تحتاج إلى جهد كبير لاستعادة العمل الحكومى بأقصى درجاته.. ووضع الحلول للمشكلات والأزمات التى تمر بها البلاد.
لكن أى كفاءة؟
.. هل كفاءة موظف الديوان؟ أم المسؤول المطّلع على شؤون وزارته وصاحب الرؤية والخبرة فى تحدِّى المرحلة بكل مشكلاتها فى المجتمع.
.. إن الحكومة عمل متكامل بين الوزارات المختلفة لا انفصال بينها.
.. ولا بد من تعاون بين الوزراء وبعضهم.
.. وما يطرحه رئيس الحكومة المكلَّف من توسيع قاعدة الوزراء وزيادة عدد الوزارات ربما يزيد الأمور تعقيدًا.. لكن لعلَّه يظهر الكفاءات!