ايجى ميديا

الأربعاء , 8 يناير 2025
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

جمال فهمي يكتب: جامِل عدوَّك…

-  
جمال فهمي

لست أجد أى غضاضة فى أن أعترف علنًا بأننى صرت أحسد جدا هؤلاء الذين يغتصبون بغباوة و«مَعْيَلَة شديدة» واحدة من أظهر وأهم سمات المولى تعالى خالق السماوات والأرض، إذ يظهرون ويتصرفون دائما على أساس اقتناع راسخ بأنهم يملكون اليقين الكامل والصواب التام والحقيقة المطلقة، ولا يسمحون أبدا بأن يتسرب إلى رؤوسهم الحجرية أى احتمال يخالف ما استقر فى هذه الرؤوس منذ وُلدوا وداعب نور الدنيا عيونهم المعمصة.. أما على ماذا أحسدهم بالضبط؟ فعلى نعيم الراحة والاستقرار التام والكسل اللذيذ والنوم الهادئ فوق سرير البلاهة و«الطفولة العقلية».

غير أن مكابدة أرق «الشك» وتعب التأمل فى الدنيا وظواهرها وشؤون الحياة هو الطريق الذى سلكته البشرية للصعود إلى أعلى سماوات الترقى والتقدم وصنع الحضارة..

يعنى مثلا: ماذا كان حال الإنسانية الآن لو أن أبو الفلسفة والعلوم الحديثة «رينيه ديكارت» (1596ـ 1650) لم يقل «كلما شككت ازددت تفكيرا فازددت يقينا بوجودى»، ثم تحدى بجسارة (فى البداية خاف قليلا) سطوة جمود أدمغة رجال الكنيسة والسجن الذى فرضوه على عقول البشر فانطلق يؤسس «منهج الشك» الذى اتخذه سبيلا مفتوحا بغير نهاية لبلوغ «يقينيات» ما إن تستقر حتى يأتيها «الشك» مرة أخرى فتبدأ رحلة جديدة هدفها الوصول إلى يقين أقوى وحقيقة أهم وأرقى.. وهكذا أنجز البشر كل ما يتمتع به الآن كسالى العقول من خيرات العلم والتكنولوجيا.

لقد تأخرت أمتنا بعدما فقدنا القدرة على الاحتفاء وتبجيل عقول جميلة ونفوس سمحة وقلوب طيبة مثل الإمام الشافعى الذى زيَّن تقواه وعلمه الغزير بالتواضع وتوجَّه بفتح باب الشك دائما فى صواب آرائه واجتهاداته وأفكاره، ولم يدَّعِ أبدا ولا تفاخر بأنه يحتكر الحقيقة وحده ويملك اليقين، بل بالعكس، كان يذكّر نفسه دائما ويعلمنا، بأن «قولى (أو رأيى) صواب يحتمل الخطأ، وقول غيرى خطأ يحتمل الصواب»، كما أنه هو الذى هتف فى تلامذته قائلا: «ما ناظرت أحدا إلا سألت الله تعالى أن يُظهر الحق على لسانى أو لسانه»!

وأختم بأن هذا التواضع عينه، لله وللحقيقة والناس، والتسامح والرقىّ عينهما يظهران جليين فى واحدة من أجمل تراث الشعر العربى، تلك التى أبدعها الشاعر وعالم الكيمياء العربى البارز «الطغرائى» (1063-1120).. إذ يقول:

جامِل عدوك ما استطعت فإنه.. بالرفق يُطمَع فى صلاح الفاسد

واحْذر حسودك ما استطعت فإنه.. إن نمت عنه فليس عنك براقد

إنَّ الحسود وإن أراك توَددا..أضرُّ من العدو الحاقد

ولربما رضى العدو إذا رأى.. منك الجميل فصار غير معاند

ورضا الحسود زوال نعمتك التى.. أوتيتَها من طارف أو تالد

فاصبر على غيظ الحسود فناره.. ترمى حشاه بالعذاب الخالد

أوَما رأيت النار تأكل نفسها.. حتى تعود إلى الرماد الهامد

نضفو على المحسود نعمة ربه.. ويذوب من كَمَدٍ فؤاد الحاسد

و.. صباح الخير

التعليقات