يدخل المهندس إبراهيم محلب اختبارًا جديدًا لرئاسته الحكومة، أو أول حكومة فى عهد الرئيس السيسى.
فالرجل جرى اختباره كوزير إسكان فى أول وزارة بعد ثورة ٣٠ يونيو، ونجح فى تحرّكاته ونشاطه (لم يكن هناك أى مشروعات) فأهَّله ذلك لأن يكون رئيسًا للحكومة، بعد الانتقاد الشديد لرئيس الحكومة وقتها الدكتور حازم الببلاوى، الذى كان بطيئًا فى القرارات.. ويبدو أنه كان ينام مبكرًا فى ظل أزمات طاحنة يمر بها المجتمع.. فكان الحل فى إبراهيم محلب «المستيقظ دائمًا».
.. فرئيس حكومة لم ينجز شيئًا وربما لأن المرحلة انتقالية، وهناك أزمات كثيرة.. فليس هناك أى إنجاز يظهر.. اللهم إلا جولاته التى يتحرَّك فيها.. ويبدو فيها الرجل نشيطًا.
.. ولعل ما جرى خلال الأيام الماضية من قضايا كبرى لا يعفيه من المسؤولية.
.. فخذ عندك قضية التحرش والاغتصاب التى جرت فى ميدان التحرير فى الاحتفال بتولِّى الرئيس عبد الفتاح السيسى الرئاسة.. فهو مسؤول عن ذلك باعتباره رئيس الجهاز التنفيذى.
.. أيضًا مهزلة تسريب امتحانات الثانوية العامة والتى أصبحت ظاهرة يوميّة.. فلم يكن هناك امتحان للثانوية إلا تم تسريبه.. فمَن المسؤول؟! بالطبع الحكومة ورئيسها، اللذين لم يستطيعا السيطرة حتى الآن على تلك الظاهرة.
.. فكل التحديات الكبرى فى المجتمع كان فيها غياب واضح للحكومة.
.. فلم يحدث أى تقدّم فى أى ملف من الملفات الكبرى التى على مكتب رئيس الحكومة على المستويين الداخلى والخارجى.
أى نعم.. جرى تحرُّك كبير بعد الاستحقاق الرئاسى وانتخاب رئيس جديد للبلاد.. وأن هناك فرصة لتحقيق المزيد من التقدُّم وإنجاز الملفات.
.. من هنا أمام المهندس إبراهيم محلب فرصة عظيمة الآن، للخروج من الأزمات التى يعيشها المجتمع.. وذلك من خلال تشكيله حكومة كفاءات.
.. حكومة لديها خيال فى التعامل مع الأزمات.. وتعمل على استغلال الظروف الداخلية المساندة.. وكذلك التغيير الحادث فى الواقع الدولى.
.. وأمام محلب وحكومته تحديات «عظيمة» وعلى رأسها قضية الأمن.. واستعادته بعد سنوات الفوضى التى شارك فيها الجميع متعمّدًا أحيانًا، وإهمالًا أو عجزًا أحيانًا أخرى.
.. قد تكون حكومة محلب مؤقتة إلى حين انتخاب البرلمان.. ولكن فى الوقت نفسه هى حكومة تجد مساندة من الجميع، للخروج من الأزمات التى طالت.
.. ولعل محلب ووزراءه يعلمون ذلك جيدًا.
.. فنحن فى حاجة إلى كفاءات وشخصيات وزارية لديها خيال فى حل المشكلات، فضلًا عن إنجازها العلمى.. ولسنا فى حاجة إلى موظفين حتى ولو كانوا يصحون من النوم مبكرًا.
.. مبدئيًّا، حكومة محلب خالية من السياسيين، (اللهم إلا منير فخرى عبد النور، الذى يبدو أنه «بركة» لكل حكومة، على الرغم من عدم إنجازه فى أى وزارة تولَّاها، من السياحة حتى الاستثمار!!).
.. ومن هنا فلدى الحكومة فرصة للإنجاز دون تحمُّل «أعباء» الموقف السياسى أو الحزبى.. اللهم إلا من أجل الوطن والمواطن.
.. فضلًا عن أن هذه الحكومة هى التى ستدير الانتخابات البرلمانية القادمة والتى تثير الجدل منذ الآن.. والصراع الحزبى (رغم ضعف الأحزاب) على المقاعد.
.. فهناك اختبار جدى لديمقراطية الحكومة، ربما يكون غائبًا عن أعضائها ورئيسها.
.. بل وربما تكون هذه الحكومة مقياسًا لبدء الدولة المدنية واحترام دستور البلاد الجديد، الذى يؤكِّد ذلك.
.. إن محلب وحكومته فى اختبار جدى.. فإما أن يسجل فى التاريخ بإنجازات عظيمة.. أو يُهمل وينضم إلى غيره من الفاشلين.