استبشرت الناس خيرًا بخبر التحرك لإزالة إشغالات الطرق والشوارع والميادين فى مصر.
فأخيرًا وبعد ٣ سنوات انتبهت إدارة الدولة إلى أن هناك من سطا على الشوارع فأصبحت متاجر مفتوحة ومرتعًا للبلطجية وتجار كل شىء.
وتراضت الإدارة مع هؤلاء حتى اعتبروا أن استيلاءهم على الشارع حقهم.
وامتد ذلك بالبناء العشوائى على الأراضى الزراعية.
وامتد ذلك إلى استيلاء المقاهى على الشوارع.
وامتد ذلك باستيلاء الميكروباصات على الميادين.
وامتد ذلك من القاهرة إلى كل المحافظات.
واعتبر المعتدون أن ذلك أصبح حقا مكتسبا.
ومع الانفلات الأمنى وطناش الأجهزة الأمنية والإدارة استفحل المعتدون.
ومع كل يوم تزداد شوكتهم وسيطرتهم على الشارع فأساؤوا إلى جميع الأماكن التى استولوا عليها وعلى الناس وحقوقهم.
ومن هنا كان استبشار الناس خيرًا بتحرك حملات لإزالة تلك الإشغالات وتطهيرها مؤخرًا.
لكن هناك تخوفا من عودتهم مرة أخرى إلى السيطرة والتمكين الذى فرضوه على الإدارات الضعيفة، وعلى الناس حتى جعلوا أنفسهم أمرًا واقعًا.
ولعله حدث من قبل، فعندما تولى وزير الداخلية الحالى اللواء محمد إبراهيم مسؤولية الوزارة فى بداية عهد الإخوان ونزل إلى منطقة معروف والإسعاف فى وسط القاهرة وأزال بعضًا من تلك الإشغالات، وما إن غادر المكان حتى عادوا مرة أخرى.
وتكرر الموقف منذ يومين، فقد قام وزير الداخلية بصحبة رئيس الوزراء لتفقد منطقة الإسعاف بوسط القاهرة بعد إزالة الإشغالات.
وما إن تركوا المكان حتى عاد البعض إليه مرة أخرى بعد ساعات.
فلا يعقل حتى الآن أن لا تعرف إدارة الدولة التعامل مع تلك الإشغالات.
ولا يعقل أن تترك حملات المرور الميادين تسيطر عليها الميكروباصات والإشغالات، فى حين تستوقف أصحاب سيارات الملاكى والتاكسى فى أحيان كثيرة للابتزاز والعودة إلى ما كان يحدث فى الماضى!!
لقد أثرت سنوات الفوضى والانفلات الأمنى الذى بدا مقصودًا عقب ثورة ٢٥ يناير واستخدام المعتدين على الشوارع كغطاء أمنى أحيانًا ضد المواطنين وتخويفهم وترويعهم من أجل مزيد من الفوضى المتعمدة فأصبح هؤلاء فى مراكز قوى!!
أضِف إلى ذلك طناش المحليات عن تحرير محاضر ومخالفات للمخالفين والمعتدين على الشوارع وخوف موظفى الأحياء منهم لعدم حماية الأمن لهم.
لكن آن الأوان للتصدى لتلك الظاهرة.
وآن الأوان لعودة الانضباط فى الشارع.
لقد تحول الشارع إلى فوضى فى الفترة الأخيرة، وهو ما أدى إلى تغييرات فى السلوك لدى الناس وبشكل متعمد أحيانا، وذلك منذ ٢٥ يناير لتشويه الثورة وإجهاضها، ونجحوا فى ذلك نجاحا عظيما.
وكان على رأس ذلك فوضى الشوارع والانفلات الأمنى وتشجيع السلوك المنحرف، وهو ما أدى إلى فضائح التحرش بشكل لا يخطر على بال أحد.
فهل يعود الانضباط إلى الشارع من خلال الإجراءات الأمنية المشددة واحترام حقوق الرطن؟!