وكالات
اعتبرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن "العراق يتجه نحو الأسوأ"، إثر تطورات الأوضاع الأمنية في مدينة الموصل وبعض المحافظات.
ونقلت الصحيفة عن عسكري أمريكي رفيع، شغل منصبا قياديا في القوات التي شاركت في الحرب على العراق عام 2003، قوله إن ما حدث في الموصل، سيجر العراق إلى الأسوأ، لخمسة أسباب.
ويعتقد العسكري الأميركي، الذي تقول الصحيفة إن "لديه خبرة كبيرة"، دون أن تسميه، أن "المسلحين اكتسبوا زخما اكبر بدخولهم ثاني اكبر مدينة في العراق، والسيطرة على أجزاء واسعة منها، ما يوفر لهم إمكانية الحصول على موارد إضافية كالأموال والذخائر والأسلحة، واستخدامها في القتال ضد الحكومة المركزية في بغداد". ويقول القائد العسكري "حينما تتوفر قوة من هذا القبيل مقابل انهيار قوات الأمن، يصبح من الصعب إيقافها".
والسبب الثاني، يعود إلى أن "هناك احتمالات كبيرة لتنامي الفصائل المسلحة التي تأسست بعد أشهر من الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 تحت مسمى (المقاومة) والتي انضمت في معركة الموصل إلى مقاتلي داعش المنشقة عن القاعدة والتي تعتبر أكثر تطرفا وتشددا من ناحية الأحكام، كقطع الرؤوس والجلد، بعد أن كانت منتشرة في الجزء الشمالي من سوريا وقاتلت قبل الانفصال عن القاعدة جنبا إلى جنب مع فصائل جبهة النصرة (الجانب الأكثر اعتدالا من القاعدة)". ويقول أن "من المرجح أن تكون الفصائل المسلحة التي وصل عددها إلى المئات قد تسلحت بالغنائم التي استولت عليها بعد مداهمة مستودع الأسلحة في سوريا، الذي كشفت عنه تقارير المخابرات المركزية الأمريكية وحصلت على عدد كبير من المقاتلين من انضمام بعض السجناء الذين أفرجت عنهم من السجون السورية".
ويتابع أن السبب الثالث يتمثل في أن "المسلحين قد يتجهون نحو العاصمة العراقية، بعد تعزيز مكاسبهم في الموصل الواقعة على بعد نحو 220 كيلومتر شمال غرب بغداد"، مشيرا إلى أن "تقارير عدة تؤيد هذه التوقعات، حيث أن المسلحين، وحتى ساعة أعداد هذه الدراسة، يحيطون بتكريت، الواقعة في منتصف الطريق بين بغداد والموصل". وتساءل القائد العسكري الأميركي السابق "أين ومتى ستكون القوات العراقية قادرة على مواجهة وردع تقدم المسلحين نحو العاصمة؟".
ويرى أن السبب الرابع هو "إمكانية أن تفكر حكومة إقليم كردستان العراق، التي تنتشر قواتها على الحدود الداخلية (غير الرسمية) بينها وبين بقية البلاد، بترسيخ حدودها، مع ملاحظة أن حكومة الإقليم لها مطالب بضم الموصل ضمن حكمها الذاتي، ما يثير المخاوف من اندلاع حرب داخلية بين قوات البيشمركَة الكردية والجيش العراقي الذي يمر بحالة فوضى حاليا، تاركا الأكراد يفكرون بطرق لحماية أنفسهم من داعش".
ويخلص إلى أن السبب الخامس يتمثل في أن "المساعدات الأمريكية، التي وعدت واشنطن بها بغداد، ستقتصر على الأسلحة الثقيلة التي لن تُسلّم إلى الحكومة العراقية إلا بعد أشهر من الآن، بينما الأزمة العراقية مستمرة في التصاعد".
وتابع أن "المتحدث باِسم البنتاجون الادميرال جون كيربي، أوضح هذا الأمر أمس الثلاثاء، ردا على سؤال حول موقف الولايات المتحدة من الشأن العراقي". ونقل عن كيربي قوله أن "الولايات المتحدة لديها برنامج تسليح بكلفة 14 بليون دولار أمريكي، إلا انه لا يمكن تأمين تلك المساعدات في وقت قريب". وأضاف "على الحكومة العراقية آن تتقبل هذه الحقيقة وان تتعاون مع قواتها الأمنية في التعامل مع الوضع الجاري".