لن أطيل لأن هذا التشبيه الذى سوق به الأسوانى الإخوان تسويقا ما كان يجب أن يصدر من رجل يقول إنه ثورى.. وحدث ما حدث وركب الإخوان، وندم الأسوانى على عطفه عليهم.. والسياسة لا ينفع فيها الندم. إن مشكلة الإخوان هى أنها لا تقرأ، وإن قرأت لا تفهم، وإن فهمت لا تعمل.
فنحن نعلم أن حسنى مبارك ورجاله كانوا يتعاملون مع الشعب بطريقة رد الفعل، أى على أساس فعلهم سوف نفعل، أى حسب فهم الشعب سوف يكون رد فعلنا وتعاملنا معه.
وقد تجلى هذا الأسلوب مع 25 يناير، فحسنى مبارك لم يكن قادرا على حسن قراءة الأحداث، ومن ثم يقدم تصورا ينتشل به نفسه ووطنه، لكنه عمل ناصح وتعامل مع الشباب بكبر، ولسان حاله يقول «أما نشوف هما عاوزين إيه ونبقى نعمل اللى نقدر نتحايل به عليهم». ما كتبته آنفا.. يمكن أن نرفع منه حسنى مبارك.. ونضع مكانه الإخوان.. فلن نجد فرقا يذكر.. لأنه منذ 19 مارس 2011.. وهم يتعاملون مع الشعب بطريقة الحنجل والمنجل، ودول شوية ناس جعانة مش عارفة مصلحتها فين؟! واحنا المتعلمين الفاهمين الواعيين، ولاد الواعيين بنعمل من أجلهم.. ألا يجب على هذا الشعب أن يحط فى عينيه شوية ملح ويسكت شوية؟ نحن مجتمع غريب وشاذ، لأن لدينا عظماء كبارا فى القوى، توجه الشعوب وتحلم وتفكر لها.. ويكون وجود تلك الفئة فى المجتمع بداية لازدهار أى أمة.
ورغم هذا لا نجد أثرا لهؤلاء العظماء فى السلوكيات بين الناس أو فى البيوت.. أو فى العمل أو فى أى مكان به تجمعات.. فلا أثر لشعر أو لفكر.. أو لأدب.. أو لغناء.. كأن هذا الشعب لم ينجب محمد عبده أو أحمد شوقى.. أو العقاد «الذى لوكان حيًّا إلى الآن لضربنا جميعًا بالعصا التى يتكئ عليها.. لأننا مخنا طخين.. كما فعل آرثر شوبنهور، عندما كان يسير فى الشارع فى أواخر حياته فوجد رجلا يسير عكس الاتجاه فضربه بالعصا، وهو يقول له: حتى دى لا تقدر أن تفعلها صح..» أو طه حسين.. أو أم كلثوم أو السنباطى أو لطفى السيد.. دواليك. أقول هذا لأن الشارع المصرى شارع سيئ الذكر، فلا توجد به إيجابية واحدة تدل على وجود أمل فى انصلاح الحال المائل.
ما حدث فى مصر من قتل وتخريب وإفساد يتحمل وزره المستشار الذى هندس سرقة مصر من قبل الإخوان، بفضل تعديلاته الدستورية التى وقعت فى 19 مارس 2011، التى كانت الحبل الذى شنق الإخوان به أنفسهم.
نعم يتحمل طارق البشرى مسؤولية ما يحدث فى مصر من قتل وتخريب وإفساد على يد الإخوان.. تلك الجماعة التى تم تفصيل كل شىء على مقاسها، وتلك التفاصيل هى التى أدت إلى نكسة الإخوان، وإن كان الإخوان يودون أن يحاكموا من أدى بهم إلى تلك النهاية الإغريقية التى قضت عليهم، فعليهم أن يحاكموا طارق البشرى مهندس تقسيم مصر بطريقة «نعم ولا»، لأن يوم 19 مارس يوم من أسود أيام مصر على تاريخها الطويل، لأنه تم فيه تقسيم مصر.. وتم إدخال الدين فى هذا الصراع القذر، وقد أعجبت اللعبة المشايخ فتوقفوا عما يفيد الناس وهو توضيح ما هو الخطأ وما هو الصواب. وما هو الحلال وما هو الحرام.