هذا خيال لا يسخر من السياسى الكبير المحترم حمدين صباحى، لكنه نابع من كونها المرة الأولى منذ 3 سنوات التى يشاهد فيها الواحد ما يدل على وجود دولة ونظام وحرفية ما، فعلتها الدولة بمزاجها عندما أرادت، وعندما شعرت أنه الوقت المناسب أخيرًا لتعلن عن وجودها دون تحفظات، فحشدت كل قدراتها ليكون المشهد قويا بداية من فرض الإجازة الرسمية، نهاية بدقة متناهية فى إخراج الشكل العام، ويظل السؤال: هل كانت الدولة ستقوم بكل هذه الطقوس فى حال فوز حمدين أم أن الأمور كانت ستجرى على النحو التالى؟:
■ حمدين ينتظر سيارات الرئاسة دون أن تصل، فيتحرك من منزله فى سيارة رئيس حملته الانتخابية «كيا سيراتو»، فى موكب شبه رسمى يتقدمه موتوسيكل صينى، وفى الخلفية بوكس من قسم الدقى يجلس إلى جوار سائقه ملازم أول مشغول بالمستوى 112 فى «كاندى كراش»، النقيب ينبه على حمدين «مافيش داعى للكلاكسات الكتير».
■ موكب حمدين يعلق فى زحام إشارة جزيرة العرب وخناقة بين سواق ميكروباص والموتوسيكل الذى يتقدم الموكب تنتهى بحمدين يتوسط للصلح الذى تم بعد الاستجابة لرغبة صاحب الميكروباص فى التقاط واحدة سيلفى مع الرئيس.
■ موكب حمدين يصل إلى مقر محكمة الأسرة لإلقاء القسم.
■ مدام ابتسام مدير شؤون العاملين فى محكمة الأسرة، تستقبل الناس بالإسدال الأزرق وتلقى كلمة ترحب فيها بالرئيس وضيوفه وتعتذر عن انقطاع الكهرباء وتبلغ الحاضرين أن عدلى منصور مزنوق على كوبرى أكتوبر.
■ حمدين يلقى القسم ومدام ابتسام تستأذن فى الانصراف علشان تشوف شغلها «إنتو مش غرب براحتكم».
■ حمدين يطلب من الموكب الاتجاه إلى ضريح عبد الناصر لقراءة الفاتحة على روحه قبل التوجه إلى مقر الحكم، وسيادة النقيب يجرى اتصالاته ثم يخبره أن فيه ماسورة مَيّة ضاربة هناك ولن يستطيعوا الوصول إلى الضريح.
■ موكب حمدين يصل إلى قصر الاتحادية، وضباط الحرس يرفضون دخوله بسيارة رئيس الحملة ويطلبون منه أن يركب ورا فى البوكس، حمدين يستجيب والنقيب يعرض عليه أن يركب إلى جواره بشرط أن يسلفه أرواح لـ«كاندى كراش».
■ الأمن يستوقف حمدين ويطلب منه العبور من البوابة الإلكترونية ثم يمرون على جسده بالجهاز ويسألونه إن كان «معاه معادن»، ينفى فيطالبونه بالمرور من البوابة من جديد، ثم يدخل بعد أن يطمئنوا إلى أن الصوت ده بتاع «توكة الحزام المعدنية».
■ فرقة بلاك تيما تعزف سلام الشرف بعد وصول حمدين إلى القصر، حمدين يتوجه ليسير على سجادة الشرف الحمراء، ولكن أحد الموظفين يلمها من أمامه سريعًا قبل أن تطأها قدماه قائلا: «ماعلش أصلنا ساعات بنصلّى عليها».
■ بلاك تيما تعزف لحمدين سلام شرف أغنية «بحار»، وحمدين يتقدم باتجاه القصر بينما الفرقة تغنى «محبوب ومافيكش أى عيوب»، الأمر الذى أسال دموع مدير الحملة الانتخابية الذى كان يراقب المشهد وهو متشعلق فوق سور القصر.
■ حمدين يصافح الضيوف الذين دعتهم الدولة لحضور مراسم التنصيب «مدير قناة فتافيت، رئيس الإدارة العامة لمرور الشارقة، عبد الرحمن مجدى، وكيل لاعبين، رئيس تحرير صحيفة «التايمز» الأوغندية، مدرب الأسود فى السيرك البلجيكى، الساحر العالمى ديفيد كوبرفيلد».
■ وجبة غذاء كومبو للضيوف يتناولونها على هامش متابعة ماتش الزمالك ومازيميى فى غرفة رئيس الحرس فى انتظار حد يروح يجيب مفتاح القصر، ومدير قناة «فتافيت» يعترض على سوء البطاطس ويطلب بدلا منها حلقات بصل، يفشل حمدين فى أن يوفر له طلبه، لكن ديفيد كوبرفيلد ينقذه فى اللحظات الأخيرة ويحول مدير قناة «فتافيت» نفسه إلى بصلة كبيرة.
■ عدلى منصور يوقّع على وثيقة تسليم السلطة لكنه يرفض تسليمها لحمدين قبل أن يوقّع الأخير على وصل أمانة بمبلغ ضخم رفض الإفصاح عنه.
■ حمدين يدخل القصر ومدير عام القصر يطلب منه أن يوقّع على عُهدة العفش ويشرح له «السخان الجديد بيشتغل إزاى»، حمدين يعترض على عدم وجود حجارة فى ريموت التليفزيون ومدير القصر يخبره أنها إرادة الشعب وعليه احترامها، ثم ينبه عليه أنه ممنوع استقبال ضيوف بعد الحادية عشرة مساء لأنهم بيقفلوا البوابة بالجنزير.
■ حمدين يتسلم القصر وبينما يقف فى الشباك يرى شخصًا منفعلًا يدخل من البوابة ويصيح «عليا الطلاق ما انا ماشى غير لما تسيب القصر».. حمدين ينادى على الحراس ليعرف منهم الموضوع، لكن لا أحد فى القصر كله.
«أكرر خالص الاحترام والتقدير للمناضل حمدين صباحى».