من دون شك مصر دخلت مرحلة جديدة.
.. فهناك رئيس جديد يتولَّى السلطة..بعد دستور جديد.. يحدث ذلك بعد تطورات كبيرة شهدتها الأعوام الثلاثة الماضية منذ ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١.. وعادت مصر مرة أخرى إلى العالم.
.. وعاد العالم إليها.. رغم محاولات الإخوان وحلفائهم تعطيل إعادة بناء الدولة التى كانوا يريدون هدمها.. وفشلت كل محاولات الإخوان فى التعطيل، وفى نقل صورة «مسيئة» لمصر إلى الخارج .. فبدأ كثير من الدول مراجعة مواقفها من مصر، ومن ثورة وأحداث ٣٠ يونيو، التى قدّمها الإخوان إليهم على أنها انقلاب.
وتبيَّن للعالم أن هناك إرادة شعبية مصرية هى التى أطاحت بحكم الإخوان بعد فشلهم فى إدارة شؤون البلاد.. فضلًا على محاولتهم هدم مؤسسات البلد وتحويل الوطن إلى كيان تابع لجماعة فاشية.. تبيّن للعالم كله أن الشعب المصرى هو صاحب الإرادة، وهو الذى أطاح بحكم الإخوان الفاشى، كما أطاح من قبل بحكم مبارك المستبد .. وأن الشعب المصرى هو الذى تصدّى للحكم الفاشى، وهو صاحب الانقلاب عليهم وإزاحتهم من الحكم.. وهو -أى الشعب- الذى تصدّى لإرهاب الجماعة والمتحالفين معها.. وهو الذى أجبر مؤسسات الدولة على الانضمام إليه لإنقاذ البلاد من حكم الإخوان.. لقد بدأ العالم يتفهَّم ذلك جيدًا .. ومن هنا كانت الاستجابة للمشاركة فى احتفال تسليم السلطة إلى الرئيس الجديد .. فها هى الدول الإفريقية تعود إلى مصر وتشارك بفاعلية كبرى فى الاحتفال.. وكأن هناك مؤتمر قمة إفريقيًّا حرص كل الدول على المشاركة فيه .. وها هى الدول العربية كلها تشارك فى الاحتفال، وعلى مستوى عالٍ فى تمثيلها (فى ما عدا قطر، التى ما زالت تسير خارج الإجماع العربى).. وكأنها تشارك فى احتفال خاص بها .. وها هى دول صديقة فى آسيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا تشارك فى الاحتفال .. وها هى منظمات إقليمية ودولية تشارك فى الاحتفال.. وها هى أمريكا ترسل ممثلين للرئيس أوباما للمشاركة فى احتفال تسليم السلطة إلى الرئيس الجديد.
.. فالعالم يعود إلى مصر.
.. ومصر تستعيد العالم.
.. ويشارك العالم المصريين فى احتفال مصر برئيس مصر الجديد.