ايجى ميديا

الثلاثاء , 7 يناير 2025
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

طارق الشناوي يكتب: بناءً على توجيهات الرئيس

-  
طارق الشناوي

عندما قامت الثورة فى تونس، مَن أول صوت أعلن أن مصر ليست تونس وحسنى مبارك ليس زين العابدين بن علِى؟ لا تسارع بالإجابة، لم يكن صفوت الشريف ولا أنس الفقى ولا زكريا عزمى ولا فتحى سرور ولا حسنى ولا جمال ولا علاء ولا سوزان، تخيَّلوا أنه رفعت السعيد رئيس الحزب المعارض اليسارى.


الدولة تخلق المعارضة على مقاسها، ألم يكن عدد من رجال الأعمال عندما يلتقون مبارك يقولون له: لنا عتاب عليك يا ريس، لماذا لا تمنح الفرصة لجمال؟ هل ننسى الفنانين والإعلاميين وهم يتسوَّلون الاقتراب من جمال ولجنة السياسات، وهذا النجم الذى قال لمبارك عاتبًا عليه أنه أضاع عليه تقديم الجزء الخامس أو السادس من مسلسله، لأنه حل مشكلة بطالة الشباب بعد أن تولّت المأسوف على شبابها «توشكى» منح فرصة العمل للملايين من الشباب؟


مع الأسف حال المعارضة فى بلدنا هو نفسه حال مثقفيه، أتحدَّث بالطبع عن الأغلبية، المثقف الذى كان من المفترض أن يقف على يسار الدولة صار يسكن فى القلب والمعارضة تبدو لى كأنها تلعب دورًا محددًا سلفًا تعرف أين الخط الأحمر فلا تقترب.


هل يتغيَّر الأمر مع تولِّى السيسى مقاليد الحكم فى هذه الساعات الفاصلة؟ مَن الذى يحدِّد المسموح والممنوع؟ كان الرئيس شخصيًّا فلا أحد آخر من الممكن أن يتحمَّل المسؤولية، لو راجعت التفاصيل حتى تلك التى تبدو عابرة أو هامشية فهى كفيلة بأن تمنحك إجابة، استمعت إلى حوار قديم لوزير الإعلام الأسبق د.عبد القادر حاتم، قال فيه إن أغنية أم كلثوم «راجعين بقوة السلاح» التى تردَّدت بعد هزيمة 67 مباشرة، تدخَّل جمال عبد الناصر وحذف الشطرة التى تغنِّى فيها «جيش العروبة يا بطل الله معك ما أروعك ما أشجعك ما أعظمك» وجد فيها عبد الناصر مبالغة لا تليق بجيش مثخن بالجراح ولم تذع إلا بعد انتصار 73. حتى فى الفرح أيضًا الرئيس الذى يحدِّد الأسلوب. الإذاعى الكبير وجدى الحكيم، شفاه الله، قال إن «عاش اللى قال»، والتى كثيرًا ما نذكر بأن عبد الحليم الذى ارتبط بعبد الناصر رفض الغناء باسم السادات، اتّضح أنها كذبة تعبّر عن خيال لا أساس له من الصحة، فلقد كانت فى الأغنية فقرة تشيد بالملوك والأمراء العرب فى موقفهم مع مصر، وبدلًا من تكرار كلمة «عاش عاش عاش» كان الكورال يكرر اسم السادات الذى طلب قبل إذاعة الأغنية حذف اسمه وأسمائهم والاكتفاء فقط بـ«عاش اللى قال الكلمة بحكمة وفى الوقت المناسب» والناس كلها تعرف مَن هو الذى قال.


فى الدولة التى تولد الآن، مَن الذى يحدِّد هامش الحرية؟ طوال العهود الماضية كان الرئيس يضع المسافة بين الانتقاد المسموح وغير المسموح، يطلقون عليها اسم الدلع «الحرية المسؤولة» والمجتمع دائمًا يستملح تلك الكلمة، والنظام يعتبر أن المسؤولية تعنى أن لا تصل الانتقادات إلى رأس النظام، ولكنك لو تجاوزت فلن تعد الحرية المسؤولة مسؤولة عما سيحدث لك، الكل يحاول أن يعرف الآن ما الذى يريده الرجل الكبير وربما يسألونه أن يحدّد بنفسه، الرقابة مثلًا فى الماضى كانت تمنع الاقتراب من التوريث، ولكن ممكن فى فيلم مثل «عمارة يعقوبيان» أن ينتقد كمال الشاذلى وتطلق عليه الفولى بدلًا من الشاذلى، وفى الرواية كان علاء الأسوانى يقول إنه «يقسم الرشوة مع مَن هم أكبر منه»، ولكن فى السيناريو لوحيد حامد يصبح «مع اللى معايا»، فى أفلام مثل «طباخ الريس» من حقّك أن تنتقد الحاشية، ولكن ليس كل الحاشية، لأن زكريا عزمى كان يطالب بأن يترك دائمًا «واحد حاشية» إيجابى، لأنه يرى فيه نفسه.


هل المعارضة المتآكلة والمؤيدة والتى تنتظر رضا السلطة ننتظر منها شيئًا؟ هل المثقفون الذين رأيناهم فى القلب منها يستطيعون أن يقولوا لها الآن «بم»؟ سنكتشف فى نهاية الأمر أن الخط الأحمر سيتم تحديده بناء على توجيهات الرئيس!!

التعليقات