ايجى ميديا

الثلاثاء , 7 يناير 2025
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

جمال فهمي يكتب: الدولة والثورة.. وخلافه

-  
جمال فهمي

قبل ثلاثة أعوام ونصف العام اهتدى المصريون إلى الطريقة السحرية لكسر معادلة «توازن الضعف»، التى ظلوا يكابدونها ويتعايشون مع ظواهرها وآثارها نحو أربعة عقود كاملة، وقد كان طرفَا هذه الحالة، مجتمعًا أنهكه البؤس والفساد والإفقار فى المقابل سلطة ضعضها فسادها واستبدادها وفشلها، لكنها بقيت راقدة على صدر الوطن بقوة الدولة العتيدة الجالسة على قمتها.


إذن فقد اكتشف المصريون الطريق للخروج من زنزانة ضعف مجتمعهم وضعف السلطة التى عذبتهم من دون أن يكون لأى من الطرفين القوة الكافية للعصف بالآخر وكسر إرادته نهائيا، فبقى كل منهما قادرًا على المقاومة والصمود، ولكن بغير قدرة على تحقيق النصر.. أما المُبهر حقًّا فهو أن المصريين استعملوا هذا الاكتشاف الخطير مرتين فى أقل من ثلاث سنوات.


المرة الأولى عندما أسقطوا نظامًا عاتيًا فرض عليهم العيش طويلا جدا تحت وطأة حالة من الركود والجمود السياسى، بدت بغير نهاية، بعدما أجرى حسنى مبارك عملية تغيير جنس لفظى لهذا الجمود المستطيل، فتحول من نقيصة إلى ميزة إذ سماه «استقرارا»، ذاك الاستقرار الذى أبقاه قاعدا فى سدة الحكم 30 عاما، أى «الولاية» الأطول فى كل تاريخ مصر المعاصر، منذ محمد على باشا، رغم فُحش الفارق بين هذا «الباشا» القديم الذى فتح باب الحداثة أمام مصر مجتمعا ودولة، وبين رئيس صعد للسلطة بمحض الترقى الوظيفى فحسب، لكن طول البقاء أغراه أن يصنع من نفسه «باشا» جديدًا يطمع فى توريث حكمه لأنجاله من بعده متغاضيا، ليس عن اختلاف الزمن فقط، وإنما كذلك عن فقدان المؤهلات أو أى إنجازات يعتد بها، اللهم إلا لو كان إشاعة البؤس والفساد، إنجازا.


وأما المرة الثانية، فقد كانت فى الثلاثين من يونيو العام الماضى بعدما أدرك الشعب المصرى بسرعة أن ثورته الأولى سرقتها عصابة مُسرفة فى ظلامها وظلمها وفاشيتها (إخوان الشياطين)، فتململ ثم تحرك بقوة واقتدار، وانتزعها عنوة وبقوة واقتدار من بدن دولته ومجتمعه، وبالوسيلة نفسها التى اكتشفها واستعملها فى ثورة 25 يناير.


قصارى القول أن حالة «توازن الضعف» التى أنهاها المصريون بتمردهم السلمى الهائل والمدوى فى مطلع العام 2011، صنعت فى الوقت نفسه مشهد النهاية لمرحلة تاريخية استثنائية تنازعت ملامحها سلطة استبدادية عجوز، أكل العجز والإخفاق والإفساد والإفقار المتنامى شرعيتها، وتحت وطأتها ظل المجتمع يئنّ من دون عافية تكفى لتحويل غضبه إلى وسيلة تغيير، يكون بإمكانها إلحاق الهزيمة بمؤسسات حكم بوليسى تضخمت لحد التوحش.


يبقى أن الطريقة السحرية التى توصل إليها المجتمع المصرى للإفلات من براثن ذلك «التوازن» النادر والمميت فى آن معا، ابتكرتها واستخدمتها القوى والشرائح الاجتماعية الأكثر تعليما وانفتاحا وشبابا فى هذا المجتمع، وتمثل الابتكار فى استعمال الحشود و«الكتل الشعبية» المسالمة التى يملك المجتمع المصرى فائضا منها، لتعويض الخلل الفادح فى توازن «القوة الصلبة» بين الشعب والسلطة.. أى سلطة.


أذن، نجح المصريون فى التوصل لأداة تغيير ثورى مصنوعة فقط من كتلة صدور عارية هائلة الضخامة (مليونية) ومسالمة تماما، بيد أنهم سرعان ما اكتشفوا بعدما غابت سكرة النصر، أن تلك الأداة على تحضرها ورقيها المثير للإعجاب، لا يخلو استعمالها من مشكلات عويصة ليس أقلها أن تنفيذ أهداف ثورة نفذتها جماهير غفيرة انتفضت بغير تنظيم ولا قيادة، أمر صعب صعوبة ربما تلامس حدود المستحيل، ما لم تتم الاستعانة بمؤسسات الدولة التى هى أصلا وأساسا ليست «ثورية» لا بالطبيعة ولا بالثقافة، وأقصى ما تستطيعه هذه الأخيرة أن تتحرك فى اتجاه إصلاحات تدريجية تلبى ببطئ طموحات وأحلام الثوار.. غير أن هؤلاء مستعجلون جدا، وتلك هى أزمتنا وأزمتهم وأزمة الوطن كله الآن.

التعليقات