ايجى ميديا

الثلاثاء , 7 يناير 2025
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

طارق الشناوي يكتب: فى معبد اليهود.. توراة وإنجيل وقرآن!!

-  
طارق الشناوي

سعدت باختيار فيلم «اليهود فى مصر نهاية الرحلة» لافتتاح مهرجان الإسماعيلية، يستكمل من خلاله أمير رمسيس رحلته التوثيقية عن هؤلاء المصريين وطنا واليهود دينا، حيث تضاءل العدد ولم يتبق فقط سوى 12 يهوديا مصريا بعد أن هاجروا تباعا منذ حرب 48 ثم تناقص عددهم بعد حرب 56 وتلاشى بعد 67، وهم الآن بحكم الطبيعة فى طريقهم للانقراض، وكما قالت السيدة ماجدة هارون رئيسة الطائفة، وكأننا مثل الديناصور، ولكن المأساة أننا نعيش فى ما تبقى لنا من زمن إحساس الانقراض.

التوثيق جزء حميم فى بناء الفيلم التسجيلى ولكنه وحده لا يكفى، استطاع المخرج أن يمنح فيلمه إحساسا عاطفيا ليؤكد أنهم مصريون أولا. الجذور تبدأ من الأب المحامى شحاتة هارون المصرى الجنسية، اليهودى الديانة، الشيوعى الفكر، وهو تركيبة خاصة جدا، رفض أن يغادر بلده بينما أغلب اليهود المصريين ذهبوا إلى إسرائيل، كما أنه تمسك بعقيدته الدينية وكثيرًا ما دفع الثمن فى عهد جمال عبد الناصر وزج به إلى السجن مع الشيوعيين. هل كانوا مصريين يهودًا أم يهودًا مصريين؟ ما الذى يسبق الآخر الهوية الدينية أم الوطنية؟..

المخرج «أمير رمسيس» طرح فى الجزء الأول «عن اليهود فى مصر» جانبًا واحدًا فقط من الصورة وهم اليهود الذين تمسكوا بمصريتهم، بينما فى الجزء الثانى هو أشبه بحفل تأبين ووداع فلقد غادروا فى الماضى الأرض تحت ضغوط مختلفة، أما ما تبقى منهم فإنهم فى طريقهم لكى يغادروا الحياة. وهكذا عرفنا أن رئيسة طائفة اليهود فى مصر السيدة ماجدة هارون أحضرت 12 كفنا من الكتان طبقا للطقوس اليهودية، ما تبقى منها الآن 11، حيث إن شقيقتها نادية توفاها الله قبل نهاية تصوير الفيلم لتصبح جنازتها من المعبد اليهودى فى شارع عدلى هى المشهد الأخير لتلك الرحلة.

تاريخيا كانت مصر هى مرفأ الأمان لليهود وبمراجعة الأسماء التى نجحت على المستوى الثقافى والفنى فقط فى الزمن المعاصر تدرك أن مصر فتحت ذراعيها للجميع يعقوب صنوع فى الصحافة والمسرح وتوجو مزراحى فى السينما وعائلة مراد فى الموسيقى والغناء الأب زكى وابنيه ليلى ومنير وقبلهم الموسيقار داوود حسنى ولدينا فى التمثيل راقية إبراهيم ونجوى سالم وسامية رشدى ونجمة إبراهيم، وعرفت مصر وزراء يهودًا وتجارًا كبارًا ولا تزال المحلات الكبرى تحمل أسماءهم «بنزايون» و«شيكوريل» و«صيدناوى» وغيرها. عدد اليهود فى مصر تجاوز قبل عام 48 رقم 900 ألف يهودى ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا فى مجتمع متسامح.. ثُلث هذا العدد عاش فى مدينة الإسكندرية التى كانت واحدة من أشهر مدن «الكوزموبوليتان» فى العالم، حيث تتعدد فيها الأعراق والأجناس والأديان.

العلاقة بين ثورة يوليو واليهود حملت فى البداية قدرًا من التوجس، من الواضح أن اللواء محمد نجيب كانت لديه نظرة سياسية ثاقبة وذكر الفيلم فى الجزء الأول أنه عندما احترق الدقيق الذى يستخدم فى المعابد اليهودية لصناعة الخبز كطقس دينى كان نجيب حريصًا كأول رئيس لمصر على الحفاظ على هذه الشعيرة اليهودية وتحملت الدولة مسؤولية استيراد هذا النوع من الدقيق.

اليسارى الشهير شحاتة هارون والذى يحتل المساحة الكبرى فى الجزء الثانى موقفه ثابت، فهو قد ظل على يهوديته ورفض أن يقرأ الطقوس على جثمانه قبل دفنه حاخام من إسرائيل وجاؤوا بحاخام من فرنسا، وهو بالضبط ما تكرر مع ابنته نادية، بينما ما أوصت به ابنته ماجدة أن يظل المعبد مفتوحا تقام فيه ندوات ولقاءات فكرية وموسيقية وتُسمع فيه تراتيل من التوراة والإنجيل والقرآن، فليس من صالح أحد أن يغلق أو يهجر أو يهدم بيتا من بيوت الله.

ويبقى فى الجعبة موقف الأمن المصرى فى عدم السماح للمخرج السورى محمد ملص بالحصول على التأشيرة، رغم أن عددًا من المثقفين مسموعى الكلمة عند السلطة حاولوا واتصلوا بالكبار، ولكن من الواضح أن أجهزة الأمن لا تعرف ملص المخرج الكبير الموهوب الذى وقف ضد ديكتاتورية الأسد الأب ثم الابن ولا يزال فى طليعة الثوار.. أتمنى أن يقيم المهرجان لملص ليلة باسمه فى الختام تليق به وبنا.

التعليقات