ايجى ميديا

الثلاثاء , 7 يناير 2025
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

طارق الشناوي يكتب: الأزهر ليس محكمة للتفتيش

-  
طارق الشناوي

كان موعدنا فى الحادية عشرة صباح أول من أمس، للقاء فضيلة شيخ الأزهر الإمام الأكبر د.أحمد الطيب، ووصلت فى العاشرة والنصف، واكتشفت أن حسين فهمى قد سبقنى بنصف الساعة، وقابلنى شيخنا الجليل بابتسامة دافئة وبترحيب نطقت به ملامح وجهه البشوش، وشجَّعتنى كلماته على أن أقول له إن جدّى الإمام الأكبر مأمون الشناوى، كان شيخًا للأزهر فى نهاية الأربعينيات، فقال لى: إذن مرحبًا بك فى بيتك.

سألت مولانا قبل أن يبدأ اللقاء عن علاقته بالفنون، قال لى إنه ذهب مرَّتين إلى السينما وشاهد فيلمين هنديين، كما أنه ذهب إلى المسرح القومى فى النصف الثانى من الستينيات وشاهد مسرحية صلاح عبد الصبور الشعرية «مأساة الحلاج»، وكان طالبًا فى الجامعة، المسرحية تروى العلاقة المتأزّمة بين السلطة الحاكمة والدين، وتبدأ بمشهد للحلاج مصلوبًا على شجرة، لم أتمكَّن فى الحقيقة من اقتناص الكثير عن علاقة فضيلة شيخ الأزهر بالفن، ولماذا فقط فيلمان هنديّان لم يشأ أن يذكر اسميهما، بل تحفَّظ فى الموافقة على كتابة أى تفاصيل أخرى عن علاقته بالفن.

تقاطر بعدها الحاضرون، تساءل البعض من الزملاء قبل الاجتماع عن جدواه، وهل من الممكن أن يُسفر عن شىء فى ظل تباين وجهتَى النظر بين الرؤية الدينية المطلقة بطبعها والرؤية الفنية النسبية بطبيعتها. هل هناك فن حرام وآخر حلال، الكثيرون ومن بينهم الشيخ الشعراوى كثيرًا ما كانوا يقولون عن الفن «حلاله حلال وحرامه حرام»، وهى كما ترى عبارة إسفنجية تتسع لكل شىء وتضيق عن أى شىء وتمنح شرعية لكل شىء وتُسقط أيضًا الشرعية عن أى شىء، فهى ترى الفن بمنظور أخلاقى لا يمكن الفكاك منه، بينما قانون الفن هو الجمال والقبح.

شيخ الأزهر أكد أن المشيخة لا يمكن أن تُصبح محكمة للتفتيش، وأنه لم يصادر أى عمل فنى، وأنه لم تصدر عنه كلمة تأثيم واحدة ضد أحد، وأنه ليس كل ما يُكتب فى الجرائد من بيانات منسوبة إلى الأزهر هى بالضرورة صادرة عن الأزهر، هناك الكثير لم يكن للأزهر يد فيه. شيخ الأزهر أيضًا لديه عتاب على الفنانين والمثقفين، يرى بعضهم يعيشون فى أبراج عالية ولا يعايشون ما يجرى فى المجتمع، ويؤكد الشيخ أنه لا يزال الأزهر يعبّر عن وسطية الإسلام، وإذا كان المجتمع المصرى قد أصابه الكثير فى السنوات الأخيرة فإن الأزهر ليس بعيدًا عن كل ذلك، ولكنه حاول ولا يزال أن يقف متماسكًا وجامعة الأزهر هى بيت الفقراء تُقدِّم للأمّة من خريجيها مَن يمثّلون الطبقة المتوسطة التى هى عماد المجتمع.

طلبت الكلمة وقلت إن هناك رؤية للأزهر تحتاج إلى ثورة يقودها الإمام الأكبر داخل هيئة كبار العلماء، وضربت مثلاً بمسلسلات عن «يوسف الصديق» و«الحسن والحسين» و«معاوية» و«مريم» و«عمر»، وغيرها رفضها الأزهر، لأنه يحرِّم التجسيد، بينما شاهدها ملايين المسلمين وزادتهم إيمانًا، هناك إحساس داخل قلوب المسلمين أن هذه المسلسلات حرام شرعًا وحتى مَن يشاهدونها من المؤكد يشعرون أنهم ربما ارتكبوا معصية، وأضفت: الأزهر رفض فيلم «الرسالة» وظل المنع قائمًا على مدى 30 عامًا بسبب ظهور شخصية عم الرسول «حمزة بن عبد المطلب»، ثم شاهدنا بعد ذلك الفيلم فى التليفزيون الرسمى ودون حذف وبموافقة شفهية من الشيخ سيد طنطاوى لرئيسة التليفزيون الأسبق السيدة سوزان حسن، ولو كان المنع يستند بالفعل إلى قواعد شرعية صارمة، فكيف إذن تم السماح بالعرض بتلك السهولة.

وتحدَّثت عن فيلم «نوح» الذى وافقت الرقابة على عرضه، ولكن الأزهر عارضه بسبب التجسيد، ولهذا لم يسمح به، وحتى الآن فى دور العرض.

وتعدَّدت فى الحقيقة الكلمات التى قالها خالد يوسف وسيد حجاب وجمال بخيت وسمير فريد وحسين فهمى وهانى مهنا ومحفوظ عبد الرحمن ويوسف القعيد وبهاء طاهر وسكينة فؤاد، وتباينت فى الرؤية، ويبقى أن الأزهر فى نهاية الأمر لديه أولاً محاذيره، ومنها التخوّف من تغلغل الفكر الشيعى الذى يسمح بالتجسيد، رغم أنى قلت فى الاجتماع بأن مسلسل «عمر» إنتاج «إم بى سى» أى أنه سعودى، ووافق على التجسيد عدد من كبار علماء السُّنة.

وهذا يؤكّد أن تجسيد الخلفاء الراشدين والصحابة لا يستند إلى رؤية تحريمية قاطعة، والتقط خالد يوسف الخيط وقال: لو صح أن الشيعى لن يوقّر مثلاً السيدة عائشة، رضى الله عنها، فإنه لو وافق الأزهر على تجسيدها سيقدّم رؤية صحيحة لها، وهو ما أشار إليه حسين فهمى بأن الصورة الذهنية للمسلم الذى يقرأ الشهادتين ثم يقتل إنسانًا بريئًا هى المسيطرة عليهم فى الغرب، وأن دورنا هو تصحيحها، لأننا عجزنا عن تقديم صورة صحيحة عن الإسلام.

ويجب أن نلاحظ أن الموقف الرسمى، ولا يزال كما قال عباس شومان وكيل الأزهر، هو منع التجسيد، فهو يرى أن النجم العالمى راسل كرو، المعروف بنزواته وعلاقاته وأدواره الشريرة، عندما جسَّد شخصية سيدنا «نوح»، فإن هذا يتناقض مع جلال سيدنا «نوح»، عليه السلام، والحقيقة أن تلك النظرة من الممكن أن لا نتسامح معها قبل 100 عام مع بداية صناعة السينما، ولكن مع الزمن لا يمكن الركون إليها لأن المتلقّى نضج وعرف أن الممثل ليس هو الشخصية التى يؤدّيها، تناول اللقاء أيضًا قضية مسارعة الأزهر بإصدار بيانات عن بعض الأعمال الفنية، وقال شيخ الأزهر إنه يأتيه الكثير من الأسئلة متعلقة ببعض المسلسلات والأفلام ويرى من واجبه أن يجيب عنها فقهيًّا.

الإمام الأكبر أكد فى نهاية الحوار أنها مجرد جلسة وجولة واحدة، وهناك جلسات قادمة، ويبقى السؤال: هل من الممكن أن نلمح بوادر ثورة فكرية داخل أزهرنا الشريف تعيد النظر فى الكثير من قواعد التحريم التى توارثناها؟ هل من الممكن أن نرى مجددًا الإمام محمد عبده الذى كان مفتيًا للديار المصرية فى نهاية القرن التاسع عشر وظل يناضل حتى مطلع القرن العشرين لتحرير العقول التى ترتكن إلى المنع والتحريم؟

التعليقات