هل بدأت «الداخلية» سياسة جديدة لاستعادة الأمن بعد وصول المشير عبد الفتاح السيسى إلى قصر الرئاسة؟
الحديث عن الأمن هنا خاص بأمن «المواطن» والجنائى وإعادة الانضباط إلى الشارع.
.. ولعل عدم الأمن هو ما يؤرق المواطنين.
.. ويؤدى إلى قلق عام فى الدولة.
.. وعامل طارد للاستثمار.
.. وعامل طارد للسياحة.
.. ولم تستطع أى حكومة منذ ثورة ٢٥ يناير استعادة الأمن.
.. بالطبع واجهت الداخلية خلال عام كامل موجات إرهابية منذ التخلص من الإخوان وأعوانهم.
.. وقد استشهد وأصيب المئات من رجال الشرطة فى تلك المواجهات.
.. وما زالوا حتى الآن يواجهون إرهاب الجماعة الإرهابية التى باتت تترصدهم.
لكن يظل أمن المواطن هو الأهم وكذلك أمن الشارع وانضباطه، فمواجهة الإرهاب لا تمنع مواجهة الانفلات والبلطجة وتجارة السلاح.
.. لقد تحرك وزير الداخلية -منذ يومين- ميدانيا وانتقل إلى محافظة القليوبية حيث منطقة الجعافرة وقراها التى تحولت إلى بؤرة إجرامية تهدد حياة المواطنين وتجعلهم تحت رحمة البلطجية وتجار السلاح والمخدرات وهو ما يصنع فى النهاية بؤرة إرهابية.
.. واستمرت حملة الداخلية حتى أمس وأسفرت عن ضبط خارجين عن القانون وبلطجية وضبط أسلحة ومخدرات.
لكن هل هذا الأمر فى الجعافرة فقط أم فى أماكن أخرى؟
.. بالطبع هناك الكثير من المناطق التى تحولت إلى بؤر إرهابية استغلتها مجموعات من البلطجية والمسجلين خطرا الذين دخلوا عالم الإجرام حديثا مستغلين حالة الانفلات الأمنى أو الطناش الذى كان سائدا منذ ٢٥ يناير ٢٠١١ وبعد ذلك انشغال الشرطة فى محاربة إرهاب الجماعة والمتعاونين معها من الإرهابيين القدامى.
.. لقد آن الأوان لمواجهة تلك التجمعات والبؤر الإجرامية الإرهابية.
.. ولعل ما يجرى الآن من «الداخلية» يذكّرنا بما جرى بعد شهور قليلة من ثورة ٢٥ يناير حيث قام وزير الداخلية وقتها اللواء أحمد جمال الدين بقيادة حملات أمنية -بنفسه- على البلطجية والبؤر الإجرامية فى بحيرة المنزلة بالدقهلية، ونجح وقتها فى مطاردتهم والقبض على كثير منهم وضبط أسلحة نوعية.. ولم تتم متابعة الأمر بعد ذلك لتعود «ريمة إلى عادتها القديمة» كما يقولون وتعود المنطقة أكثر خطرا وإجراما عما قبل.
فالأمر الآن لم يعد يحتمل انفلاتا أمنيا وعشوائية فى الشوارع.
.. فكل المتطلبات خلال المرحلة الجديدة فى ظل سياسة الرئيس الجديد تعتمد على استقرار أمنى.
.. فلا بد من استعادة السياحة وتنشيطها ولن يأتى سائح إلى البلاد إلا من بعد شعوره بالأمن والأمان. ولعل أمامنا فرصة خلال الأيام المقبلة لاستعادة السياحة العربية تحديدا فى ظل ترحيبهم بالنظام الجديد وحالة الاستقرار المنتظرة فى البلاد على عكس الدول الأخرى التى كانوا يذهبون إليها مثل سوريا وتركيا.
.. ولن يأتى مستثمر جديد إلا بعد شعوره بأمن البلاد واستقرارها.
.. فلا بد للشرطة أن تستعيد قوتها للتخلص من البلطجة التى سادت مناطق كثيرة فى طول البلاد وعرضها.
وآن الأوان لوضع خطة محكمة لتجميع السلاح الذى أصبح معها وفى يد الجميع.
وآن الأوان لإعادة انضباط الشارع وعودة قوة الانضباط.
.. نحن فى حاجة إلى استراتيجية أمنية جديدة لتنطلق البلاد.