أميرة قطب31 مايو 2014 08:38 م
>> العالم الكبير وقف خلف راقصات شارع محمد على فى شبابه.. وكاتب العمل لم يستشر عائلته لضمان الحياد
تعتبر السيرة الذاتية للعالم المصرى الراحل د. مصطفى محمود من أهم القصص التى يتشوق لمعرفتها المجتمع المصرى و العربى على حد سواء، لاسيما للوقوف على كل تفاصيل حياته الخاصة و العلمية التى عاشها بالإضافة لبعض الشائعات التى لحقت به طوال حياته، وبناء عليه يستعرض الكاتب وليد يوسف خلال مسلسله الجديد «العالم والإيمان» مراحل حياة العالم الكبير بشكل عام، بالإضافة إلى توثيق لتاريخ مصر من خلال أبحاثه ومؤلفاته التى تركها كميراث لكل الوطن العربى و الإسلامى.
ومن المعروف أن واحدة من أكثر المراحل إثارة للجدل فى حياة مصطفى محمود هى مرحلة الإلحاد، لهذا سألنا الكاتب وليد يوسف عن طريقة تناولها فى سيناريو مسلسله الجديد، الذى يجسد دور البطولة فيه النجم المصرى خالد النبوى و ينتجه المنتج أحمد عبدالعاطى.
عن ذلك صرح وليد يوسف لـ«الصباح» أن مصطفى محمود تم اتهامه بالإلحاد ولكنه فى الحقيقة برىء من ذلك، لكنه تعمق فى علوم الطبيعة والدين ليواجه كل التهم التى تنكر وجود «الله» فى حياتنا، ومن خلال ذلك حاول توصيل تلك المفاهيم البسيطة إلى الإنسان البسيط الذى يجهل ذلك.
يوسف أشار إلى أن تلك المرحلة التى تم اتهامه فيها بالإلحاد تعود إلى الفترة من عام 1957 إلى عام 1968، وأكد أنه سيتناولها بحيادية مطلقة خلال كتابته للعمل لأن مصطفى محمود ليس ملاكًا بل هو بشر له إيجابياته و سلبياته، وله أخطاؤه أيضًا، مشيرًا إلى أنه لم يتحدث مع أبنائه عن كيفية تناول تلك المرحلة لأنه اتخذ قرار الحيادية فى الكتابة من البداية، وأضاف أنه على سبيل المثال يتم التعرض فى المسلسل إلى الفترة التى عاشها داخل شارع محمد على، حيث كان يعمل خلف الراقصات وارتاد الكثير من الأفراح، وهو ما لم يعترض عليه أبناؤه لأنها حقيقة مسلم بها ومعروفة، خاصة أنه تطرق إليها فى عدد كبير من أحاديثه الإعلامية.
ومن خلال مؤلفاته خص المؤلف وليد يوسف «الصباح» ببعض المقتطفات من تلك المؤلفات التى سيتناولها خلال أحداث المسلسل، والتى يكشف من خلالها عن حقيقة إلحاده من خلال بعض الجمل التى سيلقيها البطل فى العمل دون تحريف فيها، ولعل أبرزها كان من مؤلفاته «الله و الإنسان»، «اليسار الإسلامى».
ومن بين تلك المقولات «الشرف عندنا معناه صيانة الأعضاء التناسلية...فإذا ارتكبت كل الموبقات الموجودة فى قاموس الرذائل من ألفه إلى يائه وظل حرمك مصونًا...فأنت شريف مائة فى المائة».
«وكبار المتدينين من أصحاب اللحى ومن الحاصلين على درجة حاج فما فوق يطبقون هذا الشرف فى حنبلية مطلقة جديرة بالإعجاب.. فالواحد منهم يتزوج أربعة فى الحلال... ويبنى عمارة من عشرة أدوار ويرفق بها خمارة و سينما وحمام سباحة».
وهنا نجد أن مصطفى محمود أراد أن يوضح المعنى التفصيلى والأعم للشرف والذى لم يتداركه البشر حتى المتدينين فى عالمنا هذا.
وعن الإلحاد قال مصطفى محمود «الأزهر لا يخشى الإلحاد، والله أقرب من الذين يجتهدون فى فهمه ومن الذين يؤمنون به إيمانًا أعمى».
وهنا كان له وجهة نظر فى أن الله أقرب كثيرًا لكل من حاول فهمه عن قرب من هؤلاء الذين يؤمنون عن بعد.