الرجال لا تقاس بالأرقام، الرجال قامات سامقة فى الملمات، كنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة، كنت راااااجل ياحمدين، ووقفت وقفة رجل مصرى أصيل، الجواد الأصيل لا ينسحب من السباق، يتمه ولو برجل واحدة.
كان السباق شاقًا وكنت جوادًا متمرسًا على اجتياز الدروب الزلقة، لا هنت، ولا لانت عزيمتك، كنت تسابق الزمن، تجرى ضد عقارب الساعة، تستبق إلى وطنك، تلهث، تتعرق، ينداح العرق ساخناً، تمسح جبهتك العريضة، تمخر بمنخارك، ترفع عينيك، تبصر الأمل يلوح من خلف الغمام، تستحث الخطى، تلم الشباب، تزحف نحو شعاع يطل من كوة فى الحائط المصمت على اليأس، كنت صلداً فى معركة الصلابة والكرامة.
لو كان هناك فائز بعد الوطن.. سيكون حمدين صباحى، أما السيسى فقدر الوطن، والوطن قدره، أعانه الله علينا رئيسا، وأعاننا الله عليه رئيساً منتخباً يعاب وينتقد، أما حمدين ففاز بوسام الاحترام، كان شجاعا حين ترشح، وهماما حين قبل المنافسة أمام حبيب قلب المصريين، وأصيلا حينما رفض الانسحاب وكانت الضغوط قاسية، وأصر على استكمال السباق، وحتما سيبلغ تحياته للرئيس، ويعود إلى صفوف الجماهير مواطنًا مصريًا صالحًا، جنديًا يذود عن حياض الوطن المقدسة.
ولا تهنوا ولا تحزنوا، حمدين صباحى لا تحزن، الفرحة التى تغمر ربوع الوطن ساهمت فيها بنصيب، فافرح، واسعد معنا، كنت أحد صُناع السعادة، لولاك وتضحيتك وجرأتك ما كانت هناك انتخابات، ولعدنا إلى عصور الاستفتاءات، والخمس تسعات، الحمد لله أن جعل فينا من يملك عزيمة المقاتلين، فيتخذ موقعه مرابطا على حدود الوطن، ينفذ المهمة التى طلبها الوطن فى ظرف جد دقيق.
ولا تبتئس من النتيجة، كانت معلومة سلفاً، لبّيت النداء، وما كان العرس لولا إقدامك يوم جبن البعض، وخشى البعض، وبلغ البعض الفرار، ثبت وقررت وعزمت وتوكلت على الله، أن تهب الوطن رئيسًا فى منافسة شريفة، فى مزاد على الوطنية، فى سباق نحو الفقراء، فى اتساق كامل مع شعارات الثورة المصرية 25/30 نحو العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والعدالة الإنسانية.
لا يحزنك شماتة ناقص، أو تزيّد تافه، أو مكايدة حاقد، أنت أكبر من كل هؤلاء لأنك كنت خير عون للمصريين فى اختيار رئيسهم يوم جبن الآخرون وتخلوا، وخرجوا علينا بليل يألبون علينا الدنيا، وينكرون علينا ما نحن فيه.
دورك قادم لم ينته، دور المعارض الناصح الأمين، دورك يا أبوسلمى أن تقود معارضة حقيقية بناءة تذهب بالرئيس إلى حيث نريد، لا تتركه ونتركه فريسة لضباع تصوروا أن الغنيمة قادمة، وأن الساحة قد خلت من حمدين وشباب حمدين والثائرين أجمعين.. وهذا إثم لو تعلمون عظيم.