لم يعد هناك وقت للجدل والتعطيل..
فكفى تعطيلا للبلاد عن تحقيق أهداف الشعب.
.. تلك الأهداف التى ناضل من أجلها سنوات طوال وخرج فى ثورتين ضد حكام ظلموا الوطن ولم يعملوا أبدا لصالح الشعب.
.. لقد تخيل الشعب أنه بعد ثورة ٢٥ يناير سينتقل إلى مرحلة جديدة ومستقبل واعد فى كل أمور الحياة اقتصاديا واجتماعيا وأن يختار حكامه بنزاهة وشفافية.
.. وأخرج الشعب أجمل ما فيه خلال فترة الثورة ضد مبارك ونظامه فإذا بإدارات فاشلة تهيل التراب على الإنجاز الشعبى العظيم فى ثورته ضد الاستبداد والفساد.
.. وتعطلت الحياة مرة أخرى كأن ثورة لم تقم.
واستمر الانفلات الأمنى برعاية إدارات الحكم.
.. وبعد أن أخرج المصريون أجمل ما فيهم تحولوا إلى أضداد وأخرجوا أسوأ ما فيهم.. فأصبحت الفوضى هى المسيطرة.
.. وأصبح الشارع منفلتا فى كل شىء كأن الثورة هى الفوضى!
.. وكأن هناك من يتعمد تعطيل الانتقال الحقيقى إلى الديمقراطية وتحقيق أهداف الثورة من حرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية.
.. واستغلت جماعة الإخوان ومن معها هذا الأمر ليسيطروا ويسطوا على الثورة والوصول إلى الحكم.
لكنهم استمروا فى التعطيل.
.. فكانوا مجموعة من الفشلة الانتهازيين!
.. وأصروا على دستورهم.
.. وأصروا على برلمانهم الفاشل الذى جرى إسقاطه دستوريا.
لم ينظروا أبدا إلى الوطن ومستقبله.
كان كل همهم سيناريو التمكين كما كان يهم نظام مبارك سيناريو التوريث.
.. فعملوا كل شىء من أجل تحويل مؤسسات البلد إلى مؤسسات تابعة للجماعة.
.. فكان لا بد من هدم وتخريب تلك المؤسسات لبنائها من جديد على قاعدة الجماعة.. ولم يهتموا بمطالب الشعب فى الحرية والديمقراطية.
فأساؤوا إلى الثورة..
وأساؤوا إلى الشعب..
وأساؤوا إلى الوطن..
وعطلوا البلاد فى السعى إلى المستقبل وبناء الدولة الجديدة.
.. وعندما خرج الشعب مرة أخرى إلى الشارع ضد فشل الجماعة ومندوبها فى القصر الرئاسى لم يستجيبوا للشعب ومطالبه أيضا.. واعتبروا وجودهم فى السلطة حقهم وليس حق الشعب.
.. لكن الشعب أصر على موقفه من الفشل والانتهازية وخطف الوطن.
.. وكان لا بد من استعادة الوطن ومؤسسات الدولة قبل أن تهدم تماما.
وأمام الإرادة الشعبية الديمقراطية فى التخلص من الحكم الفاشل المستبد المتاجر بالدين انضمت مؤسسات الدولة إلى الشعب.
.. وانضم الجيش والشرطة إلى الشعب فى موقفه من الحكم الفاشل الفاسد الفاشى.
.. ولم تستجب الجماعة لإرادة الشعب.
.. وأرادوا أن يظلوا فى السلطة أبدا حتى فى فشلهم.
.. ولم يتعلموا أن الشعب استيقظ وأنه لن يرضى أبدا إلا عن دولته المدنية الحديثة.
.. واستمرت الجماعة فى التعطيل.
.. وواجهوا الشعب بإرهابهم وبحلفائهم القدامى من الإرهابيين.
.. لكن الشعب يصر على رفض التعطيل.
.. فآن الأوان للانطلاق من جديد إلى دولة مدنية حديثة.
.. فهناك دستور يحقق الديمقراطية والحريات والكرامة.
ويجرى انتخاب رئيس جديد ملتزم دستوريا بإعادة بناء مؤسسات الدولة بفكر جديد.
.. وانتظار برلمان تُمثَّل فيه كل فئات الشعب.
.. ولم يعد هناك وقت للتعطيل.
.. نحن أمام بناء دولة جديدة.
.. وها هم المصريون يؤكدون من جديد حقوقهم وديمقراطيتهم وحريتهم.
.. وها هم يصرُّون على النجاح وإبهار العالم من جديد.
