ايجى ميديا

الأثنين , 6 يناير 2025
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

طارق الشناوي يكتب: ختامُه أخطاء وهرجلة وغضب

-  
طارق الشناوي

عدد كبير من الأخطاء تلاحقت فى حفل ختام المهرجان، كأننا فى مهرجان صغير يبدأ تجاربه الأولى، وليس مهرجانًا راسخًا صار هو نموذجًا، بل الأيقونة التى تحتذيها كل المهرجانات، أقصد المفروض أن يكون كذلك. فى قاعة «دى بى سى» المخصصة فى العادة للعروض الصحفية تابعنا حفل الختام، حيث إن القاعة الرئيسية «لوميير» محجوزة عادة للنجوم والفنانين المشاركين فى الأفلام، وكما يحدث فى كل عام يتم مشاهدة ما يجرى من خلال بث مباشر فى تلك القاعة، وفوجئنا بأن الإرسال ينقطع أكثر من مرة ويستمر عدة دقائق دون أن يتنبه أحد، ورغم استمرار ثورة الغضب التى شارك فيها نحو 3 آلاف صحفى وناقد وإعلامى لم ينقذ الموقف إلا بتعديل النظام الهندسى ليتم النقل من التليفزيون الفرنسى، وليس من قاعة «لوميير»، لكل جواد كبوة بالطبع ولكن بقدر ما عوّدنا المهرجان على براعة حفل الافتتاح بعيدًا حتى عن مستوى فيلم الافتتاح بقدر ما نتابعه عادة قبل أن يصل إلى شاطئ الختام، وكأنه منهك القوى مقطوع الأنفاس.

البدايات لم تخل أيضًا من مفارقات لم تنل الكثير من التغطية الإعلامية مثل جريمة تحرش، حيث تسلل أحد المهوسين إلى القاعة الرئيسية، وحاول أن ينزل تحت الكرسى كاشفًا فستان فنانة فرنسية مغمورة بالتأكيد، فلو كانت مشهورة فرنسية أو غير فرنسية لصار هو المانشيت، ولكن لم يعرف أحد شيئًا عن هذا المجنون، هويته أو جنسيته. عدد من السرقات تم رصدها وحصارها بالقرب من السلم الرئيسى للمهرجان فى أثناء الصعود للسجادة الحمراء وتم تكثيف الحراسة الأمنية فتوقفت السرقات.

فى بداية حفل الختام تم تكريم جيل جاكوب رئيس المهرجان، ولم تكن المرة الأولى التى يكرَّم فيها تابعت التكريم قبلها بيوم فى حفل ختام قسم «نظرة ما»، وكان يلقى كلمته وهو جالس على الكرسى وممسكًا بعصاه، هذه المرة كان يبدو أمامى وقد اختصر عدة سنوات من عمره بلا عصا ولا كرسى، منحه دفء الجمهور طاقة إيجابية، وحظى بتصفيق استمر لعدة دقائق مع إصرار الجميع على الوقوف تحية له، وشاركت رئيسة لجنة التحكيم المخرجة جين كامبيون فى توجيه تحية وقبلة حارة لن تثير بالطبع أى تساؤلات.

كان جاكوب يستعد للتقاعد لكى يتفرغ، على حد قوله، لمشاهدة الأفلام، فكان مشهد الوداع يليق برئيس مهرجان منحه أجمل سنوات عمره فمنحه المهرجان ورواده أروع وأدفأ وداع. فى حفل الافتتاح تم ضبط الإيقاع، بينما انفلت الإيقاع فى حفل الختام، يكفى أن الممثل تيموثى سبال الحاصل على جائزة أفضل ممثل عن فيلم «مستر تيرنر» استمر أكثر من سبع دقائق وهو يرتجل الكلمة ويقرؤها من الموبايل فى أداء تمثيلى ساذج، ووقفت بجواره النجمة الإيطالية مونيكا بيلوتشى التى قدمته على خشبة المسرح وهى لا تدرى ماذا تفعل، كان وجهها يعبر عن الامتعاض ولسان حالها يقول ماذا أفعل، بينما تيموثى لا يريد أن يترك الميكروفون.

لم تكن هناك بالتأكيد مفاجأة فى الجوائز، فالفيلم الفائز للمخرج التركى نورى بلج سيلين «نوم الشتاء» لم يكن هو فيلمى المفضل فى الحقيقة، توقعت أن السعفة تنتظر الفيلم البلجيكى «يومان وليلة» للأخوين داردين جين ولوك وتوقعت أيضًا أن ماريون كوتيار الفرنسية ستحظى بالجائزة التى تخطتها وجاءت للفنانة الفرنسية جوليان مو. ولكن أيضا كان للفيلم التركى درجات عالية من التوقعات، وجاء قرار لجنة التحكيم، وكما تردد فى الكواليس، بعدها بالإجماع وليس فقط بالأغلبية. كثيرًا ما كانت تحل أفلام نورى سيلين فى المهرجان، وتحظى أيضا بجوائز فى السيناريو والإخراج مثل «ثلاثة قرود» و«حدث فى الأناضول».

الفيلم الأخير تجرى أحداثه فى الأناضول، حيث الطبيعة الساحرة والبيوت تبدو وكأنها منحوتة داخل الجبل، وهو المكان الذى صوّر فيه عمر الشريف فيلمه «السيد إبراهيم وظهور القرآن» قبل نحو عشر سنوات، وحصل وقتها على جائزة «سيزار» الفرنسية كأفضل ممثل، والتى تعتبر هى «الأوسكار» الأمريكية، وبالفعل فى أحد مشاهد الفيلم يقدم أحد الأبطال صورته مع الشريف فى هذا الفيلم الذى كان فيه يوجه دعوة للتسامح الدينى من خلال رجل مسلم لطفل يهودى، ومن خلاله يقدم رسالة مضمرة عن تسامح الإسلام.

لم ينف أبدًا سيلين، وكما قال فى المؤتمر الصحفى الذى أعقب إعلان الجوائز، أنه وكعادته فى أغلب أفلامه يبدو متأثرًا بقصص الكاتب الروسى أنطوان تشيكوف التى تُقدم أحداثا وأبطالا فى حالة تبدو أقرب إلى التلقائية، وبلا أى ومضات خاصة أو مواقف درامية حادة تبعدها عن هذا الإحساس الذى يوحى بأنها سابقة التجهيز الدرامى، يقدم المخرج التركى مزاجًا نفسيًّا واحدًا يمنحنا قدرًا من الغموض، سواء فى الحوار أو الإضاءة أو حتى العلاقات الدرامية المتشابكة، فيحرص المخرج على اللقطات الطويلة للمكان الذى يمنحه هبوط الجليد إحساسا نفسيا بالرغبة فى البحث عن الدفء المفقود، كما أن الإضاءة الخافتة تلعب دورًا فى التحفيز النفسى للمتفرج، لكى يكتشف هو سر هذا الغموض، حيث سيطرت على كل المشاهد سواء، داخل الفندق والحجرات المغلقة دائما على سر ما تلوح منه فقط شذرات من الحقيقة، كانت تبدو من خلال مفتاح الإضاءة الخافت وكأنها معادل موضوعى لها.

جائزة لجنة التحكيم الخاصة هى التى أثارت بالنسبة إلىّ التساؤلات جمعت بين مخرجين، بينهما فى العمر قرابة 60 عاما بين الفرنسى العجوز جان لوك جودار عن فيلمه «وداعًا للغة» والكندى الشاب 25 عامًا زافير دولان عن فيلم «مامى». كان جودار يقف على المسرح قبل تسلمه الجائزة، وكأن حصوله عليها أمر محتوم. الفيلم ينحو خطوات بعيدة مغرقة فى التجريبية، هو أمر محسوم مسبقا، ولم أشعر فى الحقيقة فى فيلم جودار بإضافة إبداعية خاصة سوى أنه محمل بمشاعر ذاتية، يسعى لكى يصدرها للجمهور الذى عليه أن يضيف هو الخيوط والتفاصيل.

بينما المخرج الكندى زافير دولان الذى تقاسم معه نفس الجائزة وقف على خشبة المسرح باكيًا متأثرًا وغير مصدق أنه يحمل فى يديه تلك الجائزة التى تجاوزت أحلامه، قدم دولان فيلمًا تقليديًّا فى بنائه الدرامى، ولكنه يصل بسهولة إلى المشاعر وأجاد باقتدار قيادة بطلتى الفيلم فقدمتا أعلى درجات فى الأداء التلقائى. وانتهت سريعًا أيام المهرجان فى الدورة الـ67 بين توقعات كثيرة وخيبات أيضًا كثيرة.

التعليقات