تحدٍّ جديد أمام الشعب المصرى..
الانتخابات الرئاسية كاستحقاق لخريطة طريق ثورة ٣٠ يونيو والمشاركة بإيجابية وفاعلية وبأعداد كبيرة.
لقد سبق أن تحدى المصريون عوامل كثيرة من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة.
تحدى المصريون مبارك ونظامه الاستبدادى، الذى سيطر على البلاد ٣٠ عاما نشر فيها الفساد.. وحوّل البلاد إلى عزبة خاصة لعائلته ورجال نظامه ورجال أعماله الذين نهبوا ثروات البلاد.
تحدى المصريون مشروع التوريث الذى كان يسعى مبارك إلى توريث ابنه الحكم من بعده.. وكان يسعى أن يكون ذلك فى حياته بعد أن استطاع الوريث المزعوم السيطرة على القرار السياسى ويشكل الحكومات.. ويمنح ويمنع.. ويعين موالسين فى مناصب الدولة العليا.. ويرعى رجال أعماله من أصدقائه والمقربين إليه فى نهب البلاد والحصول على أراضى الدولة لتسقيعها واحتكار التجارة.. والحصول على مِنَح الدول «المانحة» فى دعم الصناعة دون أن يمارسوا أى دعم.. بل يزيدون أعباء المصريين باحتكاراتهم وأسعارهم المتزايدة.. ورأسماليتهم الفاحشة.
وتحدى المصريون القهر والدولة البوليسية التى كانت ترعى مشروع التوريث فى داخلية حبيب العادلى.
وخرج المصريون ضد الاستبداد والفساد ليسقطوا مبارك وابنه ومشروع التوريث وقهر الداخلية وتعذيبها الممنهج فى السجون وأماكن الاحتجاز.
واعتقد المصريون فى الإخوان أنهم جماعة ستعمل لمستقبل البلاد.. بعد أن حاولت الجماعة استخدام الدين والكذب على الناس بارتدائهم الإسلام.. فإذا بالشعب يكتشفهم.
.. فتحدى الشعب الإخوان ومَنْ معهم..
.. وكشف فشلهم.. وخيبتهم الكبيرة.
.. وتحدى سلطتهم.. التى حصلوا عليها بالكذب والالتفاف حول الناس وسرقة ثورة ٢٥ يناير والسطو عليها، باعتبارهم «ثوار أحرار»، وهم الذين لم يضبطوا يوما بدعوة إلى الثورة.. وإنما كانوا يعملون مع أى نظام للحفاظ على الجماعة على حساب الشعب..
.. وتحدى الشعب إعلان مرسى الدستورى الديكتاتورى.
.. ونزلت الملايين فى الشوارع والميادين.. متحدية سلطة الإخوان التى فرضوها على البلاد، باعتبار أن البلاد أصبحت عزبة خاصة بهم.. ولم يفرقوا أبدا عن مبارك ونظامه.. بل زادوا وأرادوا أن يكون الوطن تابعا للجماعة..
وتحدى المصريون مؤسسات الإخوان ومكتب إرشادهم ورجالهم بما فى ذلك مؤسسات الدولة التى حاولوا السيطرة عليها.. ووقفوا لهم بالمرصاد، الأمر الذى توج بنزول الملايين فى ٣٠ يونيو لعزل محمد مرسى وإخوانه..
.. وتحدى المصريون إرهاب الإخوان والذين معهم بعد أن تم عزلهم من السلطة..
.. وتحدى المصريون من أجل إقامة دولة مدنية بدستور جديد غير دستور الإخوان الطائفى.
.. وخرجت الملايين فى استفتاء جديد على الدستور فى أول استحقاقات خريطة الطريق..
.. وتحدى المصريون الانفلات الأمنى «المتعمد» والفوضى «المتعمدة» التى سيطرت على الشارع لاستعادة دولتهم ومؤسساتها القوية، وللانطلاق نحو الدولة الديمقراطية القوية.. واستعادة دورها الإقليمى والدولى.
.. وها هم يستمرون فى التحدى فى انتخابات رئاسية جديدة.
.. وسيستمرون فى التحدى من أجل مجتمع ديمقراطى مدنى، وتحقيق دولة القانون.
.. فلم يعد ينفع مع الشعب المصرى القهر أو الديكتاتورية.
.. فهناك دستوره يتحدى به الجميع من أجل الحرية والعدل..
.. سيستمر الشعب فى التحدى.. ولن يعود أبدا إلى الوراء..
.. فمستقبله فى استعادة الدولة ومؤسساتها وعلى رأسها مؤسسات الديمقراطية..
.. فلا عودة إلى الوراء أبدا..
.. هذا هو تحدى المصريين..