فئة من الشباب (وليس كل الشباب والحمد لله)، يتشنّج بشدة، فى رفضه للسيسى، ليست لدى مشكلة فى أن يؤيّد كل منهم من يشاء، ويرفض من يشاء، ولكن أسباب الرفض تشعرنى بالخجل، من أن تلك الفئة من الشباب ينتمون إلى وطن، يحتاج إلى كثير من الجهد والعقل والكفاح؛ لينهض، ويلحق ركب الحضارة... بسؤالى لعدد كبير من تلك الفئة، عن سبب تشنّجه فى الرفض، أجابنى بكل عصبية وحدة (وهذا أسلوبهم جميعًا بالمناسبة)، إنه يكره تطبيل الناس للسيسى!!.. أى أنه يكره حب الناس للرجل، وكأنه كان من المفترض أن يوضع نص فى الدستور يقول: «يمنع من الترّشح كل من أحبه الناس» أو «يشترط فى المرشّح أن يكون مكروهًا من الشعب»!!...
والواقع أننى ما زلت أتساءل: ما الذى يغضبهم من كون الرجل محاطًا بكل هذا الحب؟!.. أهو ضرّتهم، التى يغارون من حب رجلهم لها؟! أم أنهم يخشون أن يعطيه الناس كل اللعب، فلا يجدون هم ما يلعبون به؟! أعطونى سببًا منطقيا عقلانيا واحدًا، يبرّر كراهية إنسان (المفترض أنه ناضج)، لآخر أحبه الناس!!!... وهل حب الناس عيب، ينبغى للمرء التبرؤ منه؟!... البعض الآخر قال إننا (سوف) نصنع منه فرعونا!!. العجيب أن من قالوا هذا عجزوا عن قراءة كفى، على الرغم من أنهم بكل هذه الدراية بالمستقبل، ربما لأنه لديهم أحدث طراز من المندل!! نصنع منه فرعونًا!! بهذا الدستور، الذى انتزع من الرئيس، أى رئيس قادم، كثيرا من الصلاحيات!! ولكن ماذا نفهم نحن المفكرين والمثقفين؟.
أنا شخصيًا لم أقرأ أكثر من عشرين ألف كتاب وحسب، فمن أنا إلى جانب شاب فى العشرينيات أو أوائل الثلاثينيات، قرأ كل مجلدات ميكى، من الجلدة للجلدة!!.. هو طبعا الأذكى والأبرع والأعلم والأحكم والأكثر بصيرة وثقافة، والأبعد رؤية... (حد يعرف دكتور كويس يعملى عملية المرارة اللى اتفقعت دى)... استنكارى كما أخبرتكم ليس من أجل السيسى.
فكل شخص حر فى اختيار من يرى أنه الأصلح لمستقبل هذا الوطن، وإنما استنكارى لهذا النمط الفكرى، الذى يتنافى مع الفكر العلمى السليم، ومع علم التنمية الذهنية، الذى تشرّفت بتدريس مبادئه من قبل، وهو نمط فكرى متشنّج، لا يصلح للنهوض بكشك سجائر، لا بدولة، هؤلاء هم خيرة شبابها (كما يفترض)... الشاب الذى يرفض بتشنّج، ويؤيّد بتشنّج، ويفسح كل المجال لانفعالاته، على حساب عقله ووطنه ومستقبله، هو شاب فاشل خائب، لا يصلح لأى دور قيادى، ولا حتى فى فريق كشّافة... هذه هى المشكلة الحقيقية... ليس السيسى أو حمدين... بل هو منهج التفكير، الذى يدعو للرثاء عليكم... يا شباب حزب التشنّج... لسه برضه حتسألوا ليه.