ايجى ميديا

الأحد , 5 يناير 2025
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

الملل من الكتابة.. تجربة شخصية

-  

فى مقال جميل (المصرى اليوم، الأربعاء 30 إبريل)، عبر الدكتور الرقيق محمد المخزنجى عن شعور الكاتب عندما يصيبه الملل من الكتابة ويشعر باختناق قيد الالتزام الذى يفرض عليه أن يكتب كل أسبوع، كما حال الدكتور المخزنجى، أو كل يوم كما هو حال كاتب العمود. «أحلم بأوقات وأماكن طليقة.. أحلم بأن أتفرغ لكتابة بلا ضفاف زمنية، وكلما أنجزت شيئا أقدمه للنشر».. هكذا عبر الدكتور المخزنجى عن أحلامه التى تبدو لمن لا يعرف أنها سهلة وممكنة.. أن يكتب الكاتب بدون التزام زمنى.. ألا يجلس ليكتب لأن هناك من ينتظر ما يكتبه فى ساعة معينة.. قبل أن تدور آلات المطابع وإلا مهما كانت أهمية ما تكتبه فلا يعادل خسارة أن تخسر صحيفة سباق أول الليل الذى تطرح فيه طبعتها الأولى قبل دخول حفلات السواريه فى السينما!

عندما دخلت الأهرام فى عام 1958، كانت مطابعه تقذف إلى السوق كل مساء طبعتين أو ثلاث طبعات إذا احتاج الأمر. كانت أول طبعة ينتهى إعدادها فى منتصف الليل، لتحملها عربات السفر إلى محافظات الوجه البحرى، أما توزيع الوجه القبلى فكانت تنقله السيارات، ثم بعد ذلك رُئىَ، توفيراً لاستهلاك السيارات، نقل كميات الصعيد بقطار الصعيد الذى كان يتحرك على ما أتذكر بين منتصف الليل والواحدة صباحا. وإذا حدث وتحرك القطار قبل أن تصل سيارات الأهرام لحقت به هذه السيارات فى الجيزة أو بنى سويف.

اليوم تقذف المطابع الطبعة الأولى فى السابعة مساء. مواعيد لم يعرفها المرحوم كامل الشناوى الذى كان عامل الجمع يخطف مقاله من تحت يديه ورقة ورقة، لأنه لم يكن يحلو له أن يكتب إلا فى آخر لحظة، وكل العاملين على أعصابهم فى انتظار أن يفرغ من مقاله دون أن يستطيع أحد أن يتكلم، لأنه الأستاذ كامل الشناوى. الأستاذ مصطفى أمين كان أسرع من يكتب. إذا أمسك القلم جرى به على الورق ولا يضعه إلا مع آخر كلمة فى المقال. ولكن على عكسه توأمه على أمين، الذى كان يحتاج إلى تكوير عشر أوراق بين يديه وإلقائها أمامه على المكتب قبل أن ينهى كتابة «فكرة» فى ورقة واحدة. محمد حسنين هيكل كان يكتب مقاله الأسبوعى فى الأهرام «بصراحة» يوم الثلاثاء، ليراجعه اليوم التالى، وكان من عادته عندما يكتب أن يقرأ فى سره ما يكتبه، وإلى اليوم مازال يتعامل مع الورقة والقلم. أما يوسف السباعى فكان على طريقة كامل الشناوى يكتب فى اللحظات الأخيرة ويشطب كثيرا. وكان غريبا أن السباعى الذى تميز بالأناقة كانت صفحاته المكتوبة بخط اليد لا علاقة لها بالأناقة. إحسان عبدالقدوس كان يكتب بخط صغير دون أن يشطب كلمة، ويملأ كل مساحة الصفحة من أعلاها لأسفلها. وكان يقول لى إن الكلمة التى يكتبها لا يغيرها، خاصة فى رواياته المشهورة التى كان يرسم بناءها كاملاً فى خياله قبل أن يضعها مكتوبة على الورق. الأستاذ بهاء كما كنا ننادى أحمد بهاء الدين كان يكتب على ورق لا تزيد مساحته على كف اليد وبخط صغير، لكن عدد الكلمات التى يكتبها فى ورقة كف اليد يكتبها أنيس منصور فى خمس صفحات فولسكاب على الأقل، فقد كان أنيس يهرول وهو يكتب، ولذلك لم يتعود أن يضع النقط فوق الحروف بل كان يتركها لسكرتيره الذى تخصص فى فهم ما يقول، ووضع النقط على الحروف. وكما كان يوسف إدريس متمردا ثائرا فى حياته كذلك كانت كلماته المكتوبة تأخذ خطا مائلا وغير واضح. وكان جميع من ذكرتهم يكتبون على ورق الصحف الذى تطبع عليه الصحف، وكان يتم إعداده فى شكل «نوت»، ولكن باستثناء مصطفى أمين، الذى كان يكتب على ورق مسطور، وأنيس منصور، وكان يكتب على ورق أبيض فولسكاب. وكان الدكتور زكى نجيب محمود يقطع الورقة المسطورة التى تشبه ورق المحاكم إلى نصفين ويكتب بخط واضح وجميل. توفيق الحكيم الذى كان وحده يكتب بالقلم الرصاص وقد تعلمت منه هذه العادة عدة سنوات وتنقلت إلى الحبر حتى أصبحت ألف بعض أصابعى من كثرة الاحتكاك بالورق أثناء الكتابة. لكن أشهر من كان يكتب بالقلم الرصاص إلى آخر يوم فى حياته الكاتب أحمد بهجت، رحمه الله، وكان يستهلك وقتا طويلا فى «برى» عشرة أقلام رصاص يضعها أمامه استعدادا للكتابة!

ولم أدخل كلية الإعلام لأتعلم الصحافة، فلم تكن هناك فى وقتى كلية للإعلام، ولكننى تعلمت الصحافة من منازلهم. قرأت واستمتعت بما أقرأ فقررت أن أكتب. وفى نفس الأسبوع حولت ورق كراريس المدرسة إلى صحف ومجلات. وكان ضروريا أن أعرف كيف.. كيف تكون الصحيفة.. وتم ذلك من ملاحظة الصحيفة شكلا وموضوعا. فعندما بدأت الصحف كانت المواد والأخبار والمقالات يتم إفراغها فى الصفحة كيفما يكون. لكن بعد ذلك عرفت مهنة الصحافة فن الإخراج، وهو نفس الفن الذى يقدم به الطباخ الماهر الطبق للزبون فيفتح نفسه على الأكل. وفى نوفمبر 1944، صحا المصريون على ثورة صحفية قدمها على ومصطفى أمين من خلال إخراج صحيفتهم الجديدة «أخبار اليوم»، بسبب العناوين الكبيرة التى أخرجا بها الصفحات، والرسائل السريعة على طريقة أسلوب التلغرافات التى كتبت بها الأخبار.

ولم أجد متاعب عندما بدأت العمل فى «أخبار اليوم» فى يناير 1953 تحت رئاسة الأستاذ إسماعيل الحبروك أولا، وكان يرأس مجلة «الجيل الجديد»، إلا أن حظّى أوقعنى بعد ثلاثة أشهر بين يدى الأستاذ محمد حسنين هيكل فى مجلة «آخر ساعة»، أكبر وأهم المجلات التى كانت موجودة، والتى أسسها عميد الصحافة الأستاذ محمد التابعى، وباعها لمصطفى وعلى أمين، بشرط أن يأخذا مع المجلة الشاب محمد حسنين هيكل الذى اكتشفه التابعى. كان ذلك عام 1946، وبعد خمس سنوات أصبح هيكل رئيس تحرير «آخر ساعة» خلفاً لعلى أمين، ومن المفارقات أنه بعد أن ترك هيكل جريدة الأهرام فى فبراير 1974 بعد خلافه مع الرئيس أنور السادات، خلفه على أمين فى رئاسة تحرير الأهرام دون أن يكون ذلك مقصوداً من السادات، ولكن هذه حكاية أخرى.

التعليقات