ايجى ميديا

الأحد , 5 يناير 2025
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

وصفة الانتحار "مسافة السكة"

-  

"في حالة تهديد أي دولة عربية، جيش مصر جيش عظيم وطني قوي. قوة رشيدة عاقلة تحمي ولا تهدد. لكن بالضبط كده مسافة السكة. فين المشكلة فين؟ التهديد فين؟ بيننا وبين التهديد اد ايه؟ مسافة السكة دي هاتلاقونا موجودين. اه. ماحدش يتهدد واحنا موجودين. لا مش هايحصل. ابدا".

- المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز عربية".

في أكتوبر 1962، طلب القيادي العسكري اليمني عبدالله السلال من مصر دعم "ثورة 26 سبتمبر" التي قادها ضد النظام الإمامي في بلاده. كان التحرك الوليد يواجه تهديداً بوأده، ولم تكن مصر الخارجة لتوها من انفصال مرير مع سوريا تحتمل هزيمة إقليمية أخرى.

حينها، ظنت القيادة المصرية أن "تدخل بعض قوات الصاعقة وسرب واحد من الطيران يكفي" لإنقاذ "الثورة" المتعثرة، كما روى محمد حسنين هيكل في كتابه "لمصر لا لعبد الناصر". لكن "الثورة" اليمنية تحولت حرباً أهلية طويلة. والقوة المصرية التي زادت أكثر من 12 ضعفاً خلال السنة الأولى للحرب فقدت ثُلث رجالها. ولم تفق القاهرة إلا على هزيمة مريرة في عقر دارها في 1967.

تجربة اليمن ماضٍ قريب يشترك بعض صانعيه في صياغة المستقبل مع "المرشح الضرورة"، لكن يبدو أن أحداً لا يتعلم الدرس. فتعبير "مسافة السكة" لم يكن زلة لسان أو مبالغة لفظية، بل جاء تلخيصاً لاستعداد واضح للعب دور "شرطي الإقليم" واستخدمه السيسي في أربع مقابلات منفصلة وتمسك به في مقابلة خامسة.

اليوم، يطلب القيادي العسكري الليبي خليفة حفتر دعم مصر في "معركة الكرامة" التي يقودها ضد الإسلاميين في بلاده. ويسوّق مغامرته تحت شعار "الحرب على الإرهاب" و"إنهاء الفوضى"، مستغلاً هواجس مصر الأمنية التي لا تحتمل سيولة الأوضاع في ليبيا.

وحين سُئل المرشح-الرئيس في مقابلته الأخيرة قبل الصمت الانتخابي عما إذا كان مبدأ "مسافة السكة" ينطبق على ليبيا، اكتفى بابتسامة وإيماءة. وقبلها نقلت عنه حملته أن "الجيش المصري جاهز دائماً لمعاونة أي دولة عربية شقيقة في مواجهة الإرهاب والتطرف"، في إطار توضيحها ما نُسب إليه عن قدرة الجيش على حماية حدوده الغربية وصولاً إلى أقصى غرب ليبيا في 3 أيام.

صحيح أن دول الخليج هي المعني الأساسي بمغازلة "مسافة السكة"، كما أن وزارة الخارجية المصرية تبرأت من دعم حفتر. إلا أن السيسي يرى أن "المجتمعين الدولي والعربي معنيان بدعم الموقف في ليبيا واستقرارها... نحن معنيون بهذا. لا يجوز أن نتركها بؤرة جذب للعناصر الإرهابية والتكفيرية. لا يجوز أن نسمح بتحول ليبيا إلى قاعدة انطلاق لتصدير الإرهاب إلى جيرانها".

وإذا أضفنا إلى هذا الاستعداد رؤية السيسي التي تربط السياسة الإقليمية لمصر بتصورات الحلفاء الخليجيين ولا تجد غضاضة في إعلان أن العلاقات مع إيران مثلاً "تمر عبر دول الخليج"، تبدو احتمالات التورط المصري في ليبيا واردة، خصوصاً مع انخراط بعض حلفاء النظام الخليجيين في دعم مغامرة حفتر.

غير أن الحلفاء الخليجيين ليس لديهم ما يخسرونه من دعم مغامرة الجنرال الليبي. فمجرد إعلان "معركة الكرامة"، بصرف النظر عن نتائجها، تصعيد سياسي لـ "الحرب العربية الباردة" الجارية على أكثر من ساحة، عبر محاولة حصار قطر في أحد آخر معاقلها الإقليمية رداً على تعثر تنفيذ تفاهمات المصالحة الخليجية.

لكن على الأرض، لا منتصرين في معركة حفتر مهما طالت. فلا وجود لمؤسسات دولة ليرفع عليها المنتصر رايته، ناهيك عن أن غالبية مناطق ليبيا الموزعة بين سلطة الإسلاميين والميليشيات القبلية وأنصار القذافي لا تزال عصية على سلطة الحكومة المركزية بعد نحو ثلاثة أعوام من "التحرير". حتى حلف "الناتو" لم يجرؤ على التدخل إلا جواً.

في المقابل، تبدو تكلفة أي تورط في مغامرة حفتر الخاسرة أكبر من قدرة مصر على الاحتمال، لا سيما إذا قررت الميليشيات الليبية نقل المعركة إلى الداخل المصري عبر الحدود الشاسعة أو تحويل نحو مليون عامل مصري في ليبيا إلى أهداف لبنادقها. حينها ستبدو حرب اليمن أشبه بنزهة. تحديداً لأن بيننا وبين وصفة الانتحار "مسافة السكة".

Twitter: @mohamedhani

التعليقات