
عرفته كزميل صحفى فى «صباح الخير»، وظل يمارس المهنة بين الحين والآخر، وكانت جريدة «التحرير» قبل نحو عام تنشر له مقالاته، التى كان يرصد فيها بعض ملامح من زمن سينمائى عاشه بكل تفاصيله، وكان يلجأ إلى الكتابة بالتلميح لا بالتصريح، وهو نمط متعارف عليه يتيح للكاتب أن يدخل إلى مناطق شائكة، ربما لا يستطيع إثباتها فعليا، لكن فى نفس الوقت لا تعرضه للمساءلة القانونية، شخصيا لا أفضل تلك الطريقة، ورغم ذلك تظل هذه قناعتى الشخصية، ولم يكمل مدحت النشر على صفحات «التحرير»، وكنت بين الحين والآخر أقرأ له مقالات على صفحات «الكواكب» وغيرها، فهو بقدر ما كان يراهن على الدراما «سينما وتليفزيون» فى الكتابة والإخراج، كان أيضا يراهن على الصحافة، التى ورث جيناتها من والده الشاعر والكاتب عبد المنعم السباعى، الذى غنت له أم كلثوم «أروح لمين»، وغنى له عبد الوهاب «أنا والعذاب وهواك»، وكان أيضا للسباعى محاولاته فى الكتابة الغنائية، وآخرها تتر آخر مسلسل له «نظرية الجوافة» من غناء غادة رجب، الذى لعبت بطولته إلهام شاهين فى رمضان الماضى.
كان مدحت واحدا من الظرفاء فى هذا الزمن جمعته صداقة مع زعيم الضحك فى السبعينيات الكاتب الكبير بهجت قمر، والد الشاعر أيمن بهجت قمر، وكانت هناك دائرة تتسع لكل هؤلاء الظرفاء مثل عبد الله فرغلى وحسن مصطفى والمخرج عمر عبد العزيز، الذى كان هو صديقه الأقرب، وابن دفعته فى معهد السينما.
تزوج مدحت أكثر من مرة، وكانت زوجته الثانية هى ناهد فريد شوقى، وأنجب ناهد السباعى، وبعد الانفصال لم تتوقف الصداقة. وكان فريد شوقى هو واحد من الأساتذة، الذين تعلم منهم الكثير، وأهم درس هو الالتزام، فلقد روى لى أنه كان يسهر مع فريد حتى الخامسة فجرا، وكان هناك «أوردر» تصوير فى السابعة صباحا، وأعتقد أن فريد لن يحضر، وفوجئ بتليفون فى السادسة والنصف يخبره مساعده أن «الملك» كما كانوا يطلقون عليه قد وصل، فسارع بالذهاب إلى الاستوديو، ولم ينس الدرس.
قدم أول أفلامه الروائية «وقيدت ضد مجهول» فى مطلع الثمانينيات عن فكرة خيالية، وهى بيع الهرم بطولة محمود ياسين، وكان هو مشروعه فى التخرج كفيلم قصير بطولة جورج سيدهم، ومن أشهر أفلامه وأكثرها فى تحقيق النجاح التجارى «امرأة آيلة للسقوط» بطولة يسرا، وابتعد عن السينما، وذهب إلى الدراما، لكن ظل يحلم بالعودة، وكتب أكثر من معالجة سينمائية، ووضعها فى درج المكتب لعلها تجد الآن من يقدمها للناس.