ايجى ميديا

الأحد , 5 يناير 2025
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

جمال فهمي يكتب: كينج كونج.. وخلافه

-  
جمال فهمي

الأسبوع الماضى شاهدت بالصدفة، على شاشة إحدى الفضائيات التى تعرض كلاسيكيات السينما العالمية فيلم «كينج كونج»، الذى ظل سنين وعقودًا طويلة يعد من ضمن الأفلام الأقوى إثارة والأوسع شهرة فى تاريخ الفن السابع.


ولأنها كانت المرة الثانية فى حياتى التى أرى فيها هذا الفيلم، إذ كانت مشاهدتى الأولى له وأنا ما زلت فتى صغيرًا ليس عندى من الثقافة والخبرة ما يمكننى من التقاط معان عميقة بدت لى فى المشاهدة الثانية راقدة بوضوح خلف أجواء إثارة شديدة وأحداث مسلية جدًا غص بها ذلك الشريط السينمائى الذى تم إنتاجه وأضاء شاشات العرض قبل 81 عامًا بالتمام والكمال (أُنتج سنة 1933) فقد وجدت نفسى أمام عمل فنى يغالب بدائية التكنيك قياسًا على أساليب الإنتاج الحالية لكنه يجبرك، لو كنت تتمتع ببقية من الحس الإنسانى النقى، أن تسأل نفسك هذا السؤال: أيهما أكثر همجية وقسوة.. هل المجتمعات البدائية النائية البعيدة عن العمران الحديث، أم تلك المدن المزدانة بمظاهر التقدم والمتباهية بمنتجات التطور المادى والحداثة؟!


تجاوب حدوتة الفيلم المشهورة (هى لعب بتصرف على قصة «الجميلة والوحش») عن هذا السؤال بطريقة ناعمة لا تخلو من دهاء، إذ تتابع المشاهد لتحكى أن فريقًا من السينمائيين سافر من هوليود إلى ماليزيا لكى يصور فيلمًا عن عادات ومعتقدات بعض القبائل البدائية هناك، وكان ضمن هذا الفريق ممثلة مغمورة، لكنها جميلة ويوقعها هذا الجمال فى العقدة التى تنطلق منها أحداث الفيلم بعدما يتمكن الفريق من العثور على جزيرة ماليزية نائية تشغى بغابات كثيفة يعيش تحت ظلالها أناس لم يعرفوا ولا تلوثوا أو احتكوا بالحضارة الحديثة، وإنما ما زالوا على طبيعتهم وفطرتهم الأولى ويتعايشون بأريحية مع كائنات وحيوانات انقرضت مثيلاتها من سائر أصقاع الأرض، ومن بين هذه الكائنات ذلك القرد الضخم الذى سيلعب من الآن فصاعدًا دور البطل الرئيسى فى الفيلم.. إنه «كينج كونج» الذى تعود أهل الجزيرة على تبجيله، وإذا زمجر وغضب فإنهم يقدمون له فتاة حسناء كقربان لكى يرضى ويرتاح.


ويثير اقتحام فريق الغرباء بآلاتهم عذرية الغابة حنق «كينج كونج» فيثور ويهيج كما لم يفعل من قبل، وإزاء هذا لا يجد أهل الجزيرة وسيلة لإرضائه وتهدئته إلا أن يهدوه «الممثلة الحسناء»، وهكذا يخطفونها ويضعونها بين يدى القرد الهائل الذى ما أن تقع عيناه عليها حتى يبدو أنه وقع فى غرامها وصار غير قادر على مفارقتها أبدًا، غير أن زملاء الفتاة يسارعون إلى العمل على تحريرها وفك أسرها بالقوة والحيلة معًا، وهم إذ ينجحون لا يكتفون بذلك وإنما يقومون بتقييد القرد العملاق ويحملونه عنوة إلى سفينتهم ويعودون به إلى أمريكا، وتحديدًا مدينة نيويورك حيث يقدمونه فرجة استعراضية أمام جمهور مفتون ومرعوب فى آن واحد..

هكذا يجد «كينج كونج» نفسه أسيرًا فى أدغال الحداثة بعد أن عاش سيدًا فى موطنه البدائى، لكنه فى ذات يوم ينفجر غاضبًا ويتمكن من كسر قيوده وينطلق فى شوارع المدينة الغريبة باحثًا عن محبوبته بينما سلطات المدينة تطارده فى كل مكان، وهنا لا يجد أمامه إلا سطح أعلى عمارة فى نيويورك يتحصن فيه، وعندما تقترب الكاميرا من عينيه يبدو واضحًا أن هذا الكائن الضخم غارق فى البراءة والدهشة، فهو لا يفهم سر كل هذه القسوة التى يُلاحق بها مع أنه لا يريد أى أذى لأحد، فقط هو يريد حريته والحسناء التى أحبها، غير أن المدينة المتوحشة المغرورة لا تفهم ولا تتعامل إلا بلغة العنف ولا تقيم أى وزن للعواطف، فقط هى تحبس نفسها بين خيارين اثنين لا ثالث لهما، فإما أن تستمتع بأسر هذا الحيوان البرىء واستعباده، وإما ترتعب منه وتتربص به لكى تقتله.. وهذا هو بالضبط ما حدث فى مشهد الفيلم الأخير عندما قام سرب من الطائرات الحربية بمهاجمة ناطحة السحاب، وتمكن من إصابة القرد المسكين إصابة قاتلة، فمات وعيناه تكاد تنطق باللوعة والحزن والدهشة.

التعليقات