نتيجة تصويت المصريين بالخارج أتت لصالح عبد الفتاح السيسى بنسبة كبيرة، تعد اكتساحًا فى منظومة أى تصويت.. وعلى الرغم من هذا فالانتخابات لم تحسم بعد.. ولهذا لم يكن يصح أبدًا أن تنفعل حملة الأستاذ حمدين صباحى، وتسىء إلى المصريين فى الخارج، لمجرد أنهم لم يصوِّتوا لحمدين بأكثر من خمسة ونصف فى المئة!! حملة صباحى بررت النسبة المتدنية بأن من صوَّتوا للسيسى كانوا يحافظون على مصالحهم الشخصية، خشية أن يتم ترحيلهم لو صوَّتوا لحمدين!! ترى هل يعنى هذا أن أمريكا وبريطانيا والنمسا وبلجيكا وألمانيا ونيوزيلندا ستقوم بترحيل من لم يسجد للإله حمدين صباحى؟! وكيف ستعلم تلك الدول (المتخلِّفة) من صوَّت لصباحى ومن صوَّت للسيسى؟! أم أن هذا يعنى أن سياسة حمدين صباحى، الذى لم يعترض على إهانة حملته للمصريين بالخارج، هى أن من ليس معه فهو عدو وجاهل وصاحب مصلحة خاصة، أو شرذمة قوامها أربعة وتسعون ونصف فى المئة فقط؟! أم أن أسلوب الستينيات الذى تتبعه حملة حمدين (الذى لم يعترض على إهانة حملته للمصريين بالخارج)، لا تناسب مصر ما بعد ثورتين؟! أم أن الأستاذ المبجل حمدين صباحى (الذى لم يعترض على إهانة حملته للمصريين بالخارج)، خاسر فاشل، ومناضل من أجل الحمرقة وبس، وأنه يريد أن يكون رئيس المصريين، الذين يؤيّدونه فحسب، باعتبارهم هم أهله وعشيرته، والباقون أعداء للأهل والعشيرة؟!
رئيس مصر القادم لا بد وأن يكون رجلًا بمعنى الكلمة.. رجل مواقف توجب احترامه، وليس شعارات هو أوَّل من يكسرها.. رجلًا قويًّا، شجاعًا، واثقًا من نفسه ووطنه وأهل وطنه، ويحترمهم ويضعهم فوق رأسه.. رجلًا يعترف بالخطأ إذا أخطأ، ولا يتبنى سياسة الحمرقة، التى أضاعت مصر طويلًا..
التلميذ الفاشل عندما يرسب فى امتحانٍ ما، يضع ألف تبرير وتبرير لفشله.. اللجنة كانت قاسية، والأسئلة من خارج المنهج، والقلم سنه ينتش، وورق الإجابة بيشف، أو عين أم شكشوك نظرته، وهو رايح الامتحان زى القمر.. إلخ كل التبريرات، إلا أنه لم يستذكر دروسه جيّدًا، أو لم يستطع فهم المنهج، أو نام واستراح فلم ينل النجاح.. ما فعلته حملة حمدين صباحى (الذى لم يعترض على إهانة حملته للمصريين بالخارج)، هو صورة للسياسة التى ينوى أن يحكم بها مصر، إذا ما صار رئيسًا.. سياسة الحمرقة، وإنكار الواقع، ووضع مليون تبرير عبيط لكل فشل!! وهذا فى رأيى، هو ذروة الفشل.. فى انتخابات ٢٠١٢م، اختار البعض من الناس (ومنهم مفكرون للأسف) مرسى، فقط لأنهم ضد شفيق.. لم يُعمِلوا عقولهم، وإنما استسلموا لانفعال غاضب، ضرّهم وضرّ مصر بأكثر مما نفعهم أو نفعها.. واليوم مصر تريد أن تنهض بالعقل والقوة والشجاعة، لا بالغضب والعصبية والحمرقة.. فماذا أنتم فاعلون؟!