في سالف الدهر، عندما قامت الملكة درية شرف الدين، حاكم اعلام مصر، بايقاف بث محطة شعبي اف ام، قلت خسارة كنا هنسمع الريس متقال وهو بيقول – بص ع الحلاوة حلاوة دي بلدي ونجاوه -، وهنسمع الريس اسمه ايه محمد طه بقى وهو بيقول – خد من الفاكهة يامعلم وحتى لو خدت يموت المعلم ولا يتعلم -، اما عالية خضر فحدث ولا حرج، فاطمة خضر وخضة محمد خضر، وسيد خضر، وكل الاخوه اللي من عائلة الاخ خضر- ويا سلام بقي لو عمك محمد رشدي، ولا عمنا عبد المطلب -بقي -رايح من السيدة للحسين خمسين مرة علشان اللي بيحبة ساكن هناك، ولا اشتكى من زحمة ولا اي حاجة خالص – كنت في تلك اللحظة الفارقة من عمر الوطن مقتنعة ان في مصر شئ اسمه التخطيط العلمي والتخطيط الاستراتيجي والمعنوي وكل الاستراتيجيات اللي حضرتك عارفها او مش عارفينها مش مهم – خاصة إن استمعت الى كلمات مثل الخطه الموضوعة لشعبي أف ام والدراسة التي اشتغلنا فيها وكل الكلمات الحلوة الرنانه اللي تقال في الساعات الحاسمة، فقلت فعلاً أول مرة ماسبيرو بيخطط وبيضع خطط أهو والدليل شعبي اف ام.
ورحلت الملكة درية شرف الدين، وقرر الأمير عصام، ابن الأمير، أن يأخذ الأمر على عاتقه وان يتحمل المسئولية كاملة وأعاد عبد الرحمن رشاد وكلف اعلامي متميز اسمه خالد فتوح، مشهود له الكفاءة والإبداع في المحطة التي تعمل طبقاً للإستراتيجية والتخطيط العملي والعلمي حتي يستولي الأمير عصام علي سمع طائفة من سائقين الميكروباصات، والشاحنات والمقطورات علي سميعة أخر الليل وأول الصبح – اللي مستنين شعبي بقي – ولكنه لم يتحمل المسئولية التاريخية، وان يترك السميعة تتفرق اسماعهم بين قبائل إذاعات أخري مثل نغم – ميجا – هيتس – اغاني اف ام ولا أعرف حقيقة ايه حكاية اف ام مع ماسبيرو – كان عنده إذاعة اسمها إذاعة الأغاني كده فجأة غيرها وسماها أغاني اف ام -ثم بدأ بنغم اف ام – ميجا اف ام – هيتس اف ام – والشرق الأوسط اف ام – الشباب والرياضة اف ام ؟
على العموم شبكاتهم وهو أحرار فيها، هي فلوسنا دي فلوسهم طبعاً، واللي معاه تردد إذاعي وحيره يسميه اف ام ويطيره، – المهم قرر الأمير عصام إطلاق شعبي اف ام، في حفل تاريخي تحمل تكلفته الـ 400 ألف جنيه، محمد عبد اللطيف صاحب وكالة ميديا سيتي للانتاج الفني، وهو المهيمن والمسيطر على تردد شعبي اف ام يعني – كده حجز المكان خلاص وحط ايده عليه – وكمان خدله ساعتين الصبح -سماهم صباحو شعبي -وساعتين من أربعة لسته سماهم -في كل حتة-، وكمان خلص علي الباقي، وخد ساعتين كمان من السادسة للثامنة وسماهم “واحد شعبي وصلحوا”، والحقيقة انه جاب مقدمي برامج من اصاحبه واصدقائه وقالهم يلا شعبي بقى، واضح من طريقة اداءهم وطريقة شغلهم في برامجهم ورفع شعار بفلوسي شعبي اف ام فانوسي ورغم محاولة مسئولي المحطة الجديده ان الوكالة تتدخل في المحتوي وان من حقهم رفض أو قبول البرامج لكن – ده كلام العقود – لو كانت فيه عقود في الاصل بين المحطة وبين ميديا سيتي – لكن الراجل متمكن ومسيطر لدرجة ان الحفل الفخم الذي اقيم في فندق كونراد كان حديث المدينة كلها فهل ينفق الـ 400 الف جنيه مجاملة ومن اجل عيون شعبي بس لا نعتقد المهم ان الرجل سيطر علي المحطة -بتفاصيل صغيره اوي -وافق ان يكون الحد الادني للاعلانات في برامجه خمس دقائق يعني الدقيقة بالف جنيها فيدفع خمسة الاف جنيها في الحلقة الواحدة وهو لديه ثلاثة برامج يعني اليوم بـ 15 الف جنيهاً فقط تحصل عليهم المحطة ، يعني بحسبة 3 مليون في السنة علي دفعات غير الخصومات والجدولة والذي منه، تبقي مالك محطة اذاعية بدون شراء تردد ولا شركة، ولا تدفع ستة وعشرين ولا تلاتين مليون ولا حاجة انت بس نشن علي إذاعة شغالة وسيطر يامعلم ؟
فرغم ان فلسفة اي اذاعة تصبح ظاهرة من رسالتها الاعلامية، واسلوب تشغيلها، ومدي تفهم العاملين فيها لهذه الفلسفة، والتي قالها الامير عصام في الحفلة اننا نطلق محطة شعبيه تعيد التراث الشعبي الي الوجود وتحدث الاعلامي الكبير خالد فتوح، عن رحلاته للتوبة والصعيد حتي يحصل علي اغاني شعبيه نادرة ؟ الحقيقة انا صدقت الموضوع وقلت اسمع شعبي بلاش اف ام خليها شعبي وبدأت من التدشين الرسمي – شرعي بقي – لكن كانت الحقيقة التي لم اصدقها ان مقدمي البرامج هم من يضعون سياسة المحطة – طبعا – مش هما مع صاحب راس المال – مع الوكالة – مع الملايين – فلقد حدد الجميع فلسفة المحطة كما قالت الاء جاويش وعصام في برنامجهم الصباحي صباحوا شعبي – ان اي اغنية تصبح ملك الشعب المصري او الشعب المصري يسمعها كتير هتبقي شعبي خلاص – وبهذا الوصف اذاعت المحطة اغاني مثل بحب الناس الرايقة – وحرمت احبك والهؤ الموؤه الزلمكة – وكعب الغزال – كان ينقصها فقط اغنية شخبط شخابيط لنانسي عجرم أما علي حميده فحدث ولا حرج كل نصف ساعة تقريباً تجد المغني الشعبي العالمي علي حميدة في اغنيته الوحيده لولاكي لولا – اذا شعبي اصبحت ليست شعبي واصبحت مجرد محطة مثلها مثل غيرها من المحطات الغنائية الاخري فلم نجد فيها ساعة لطه مثلا ولا لمتقال ولا لاي فرد ولا حتي مقدم برامج يحكي لنا قصص الشعبي مثل عمار الشريعي الذي جعلنا نعشق غواص في بحر النغم ؟ التفاصيل كثيرة جدا لن يتسع لها المكان لكن المضحك في اذاعة شعبي ان مقدمي البرامج لا يعرف الفارق بين كلمة – اف ام – و إف ام – فكلما قالوا اسمعونا علي شعبي قالوا إف ام وليس اف ام ولنا عودة مع شعبي اف ام مش إف ام لانها حكاية وحكاية لطيف