منذ الإعلان عن قرعة كأس العالم و التي أقيمت مطلع الشهر الحالي في موسكو و أسفرت عن وقوع منتخب مصر مع روسيا البلد المستضيف للبطولة بالإضافة إلى أوروجواي و السعودية ، و الحديث لم ينقطع عن المباريات الودية التي سوف يخوضها منتخبنا الوطني إستعداداً للبطولة .
فسمعنا المسئولين في إتحاد الكرة يرددون أسماء منتخبات مثل المكسيك و أسبانيا و بولندا و البرتغال و كوريا و السويد و إيطاليا و سويسرا و بلچيكا و غيرها من المنتخبات و الأسماء الرنانة في عالم كرة القدم .
و لكن الحقيقة هي أن كوبر كان مغلوباً علي أمره حتى تم الإعلان من قبل إتحاد الكرة أمس عن خوض مبارتين وديتين في مارس القادم أمام البرتغال و بلغاريا .
فما الفائدة التي ستعم علي منتخبنا الوطني من هاتين المبارتين ؟
أولا من الناحية المادية :
سمعنا منذ أسبوعين عن عرض قُدِمَ لإتحاد الكرة لخوض مبارتين أمام المكسيك و بولندا و الحصول علي ١٥٠ ألف دولار نظير خوض المبارتين ، و لكن اللعب أمام البرتغال سيكلف خزينة المنتخب ٣٥٠ ألف دولار !!
معنى ذلك أن :
١ - إتحاد كرة القدم هو من قدم عرضا لنظيره البرتغالي لخوض مباراة ودية .
٢ - إتحاد الكرة لم يجد عروضاً لخوض مباراة ودية أمام منتخب قوي و الحصول علي مقابل مادي مقابل ذلك ، أو علي الأقل بدون أن يدفع مقابل لخوض مباراة قوية .
٣- مع مرور الوقت و كثرة الأحاديث في الشارع الكروي عن المباريات التي سيخوضها منتخب مصر لم يجد إتحاد الكرة مفراً سوى تقديم عرض مادي لمنتخب مثل البرتغال للموافقة على العرض المصري ، و بالطبع وافق منتخب البرتغال .
في المقابل سيدفع إتحاد الكرة ١٠٠ ألف دولار لمواجهة منتخب بلغاريا الذي لم يتأهل لكأس العالم أو من المنتخبات ال ١٠ في التصنيف الدولي !!
ثانياً من الناحية الفنية :
مجموعة مصر بها منتخب يعتمد علي القوة البدنية و الكرات العرضية و هو المنتخب الروسي ، و منتخب لاتيني يعتمد علي المهارة و السرعة و الإنضباط التكتيكي و هو منتخب أوروجواي ، و الثالث هو المنتخب السعودي الذي يتميز ببعض من المهارة و السرعة .
فهل هذا متوفر في البرتغال و بلغاريا ؟
البرتغال :
يتميز المنتخب البرتغالي بالسرعة و المهارة و هو بطل أوروبا و منتخب كرستيانو رونالدو الأفضل في العالم في ٢٠١٧ ، و هذه المواجهة ستكون شبيهة إلى حد ما مع مواجهة منتخب أوروجواي ، فكلاهما يعتمد علي العرضيات المتقنة و اللعب علي أطراف الملعب و الإختراق من العمق .
و أما عن المنتخب البلغاري الذي لم يتأهل إلى كأس العالم و يعيش حالات من التراجع ، ما يميزه هي القوة البدنية فقط .
هل كان هناك بدائل أفضل ؟
في المباريات الودية الإستعدادية لبطولة ما ، أنت في حاجة إلى منتخب يتميز بالكثير من أوجه الشبه مع أكثر من منتخب ممن ستواجههم في البطولة ، فالأفضل هو مواجهة المنتخبات التي تحمل العديد من المهارات و المميزات في كرة القدم فتلك المباريات تعتبر أفضل من مواجهة منتخب به عنصر مثل القوة البدنية فقط أو المهارة أو منتخب منظم تكتيكيا دون أن يمتلك الخبرة أو المهارة .
كان من الممكن مواجهة منتخب مثل بلچيكا الذي يتميز بالسرعة و القوة و المهارة و الإنضباط التكتيكي أو منتخب الأرچنتين أو أسبانيا و هذه المنتخبات هي أقوى من البرتغال علي أرض الواقع و هي بمثابة ترموميتر حقيقي لقياس قوة منتخب مصر ، و لكن غياب الوعي و التأخر في الإتفاق علي مباراة قوية حال دون ذلك ، فكان لابد من البحث عن مواجهة قوية قبل إجراء القرعة و من اللحظة التي صعد فيها منتخب مصر إلى كأس العالم دون الإنتظار حتى إجراء القرعة و إتفاق معظم المنتخبات القوية علي وديات شهر مارس فمثل تلك المواجهات القوية تكون مفيدة في كل الأحوال .
و أستطيع القول بأن مواجهة البرتغال هي إختيار جيد و لكن ليس الأمثل . و بالنسبة للمنتخب البلغاري قريب الشبه من روسيا ، ليس أفضل إختيار و لكن الواضح أنه كان الخيار المتاح فالمنتخبات التي تشبه روسيا هي أوكرانيا و روسيا البيضاء و بولندا و صربيا فهم أقوى و أعنف من المنتخب البلغاري و كانت إحدى تلك المنتخبات لتكون إعداداً مهما جداً لمواجهة روسيا في المونديال .
و علي أي حال نتمنى أن ينصب تركيز الجهاز الفني للمنتخب في متابعة اللاعبين المرشحين للإنضمام للمنتخب عن كثب ، و أيضاً متابعة المنتخبات التي سنواجهها في مجموعتنا و كذلك عناصر تلك المنتخبات في الدوريات التي يلعبون بها حتى نستفيد من كل يوم يمر لحين إنطلاق صافرة الحكم لبداية مباراة أوروجواي .