رغم مرور أيام معدودة من شهر رمضان الكريم، فإن مبنى ماسبيرو لم يخل من الأزمات والمشكلات التي لا تنتهي؛ حيث قامت منذ أيام قليلة، وفي بداية رمضان مظاهرة كبيرة من بعض العاملين بقطاع القنوات المتخصصة، ويعتبر هذا هو الاختبار الأول لـ أسامة بهنسى، رئيس قطاع المتخصصة الجديد، بعد توليه المنصب، خاصة أنه دائمًا ما يحاول تجنب وجود مشكلات داخل القطاع.
وجاءهذا التجمع لبعض العاملين في قناة «العائلة»، وهي إحدى القنوات المتخصصة التابعة للقطاع؛ حيث تجمهر العشرات من المنسقين والمخرجين، إضافة إلى بعض المذيعين الذين يعملون في القناة، مطالبين برحيل مختار أحمد، رئيس القناة، كما طلبوا مقابلة «بهنسي» لوضع حل لهذه المشكلة، خاصة أن تجاوزات «مختار» باتت تمثل خطرًا كبيرًا على العاملين في القناة حسب تأكيدهم.
ومن أبرز هذه المشكلات، عدم الاستعانة بالكفاءات التي تعمل داخل القناة منذ نشأتها، وتعمد تجاهل خبراتهم في تطوير القناة أو حتى إدارة البرامج؛ حيث أكد العاملون في القناة أن «مختار» قام بالاستعانة بمعد من خارج الهيئة الوطنية للإعلام مقابل مبالغ أشبه بـ«الخيالية»، لإعداد أغلب برامج القناة، خاصةً أن هذا المعد لم يقدم أي نجاحات أو برامج ملموسة منذ الاستعانة به.
كما جاءت أيضًا تخصيص ميزانية «استثنائية» لبعض الإعلاميين في القناة من أكبر الأزمات التي تسببت في المطالبة برحيل رئيس القناة؛ حيث إنه يخصص ألف جنيه للحلقة الواحدة لأصدقائه من المذيعين، حتى إذا كانوا دون خبرة أو موهبة منذ التحاقهم بشاشة قناة «العائلة»، ويقوم بتهميش أصحاب التاريخ الطويل والخبرات في الظهور على الشاشة.
وجاء كل ما سبق منذ بداية شهر رمضان الجاري؛ حيث إن الميزانية المسبقة، تم تخصيصها لبعض البرامج الرمضانية داخل القناة، وعلى الرغم من هذا، ظهرت هذه البرامج دون المستوى سواء على مستوى الأفكار والإعداد للحلقات، أو حتى التقديم، وكان أبناء القناة من أصحاب الشكوى، قد تقدموا قبل شهر رمضان ببعض الأفكار الرمضانية للبرامج، التى أشاد بها الجميع داخل القناة، وأكدوا أنها سوف تجذب المشاهدين نظرا لتماشيها مع عادات الشهر الكريم، وما يحب أن يشاهده الجمهور خلال رمضان.
إلا أن المفاجأة كانت في تهميش جميع هذه البرامج دون استثناء، واستبعادها من على الخريطة الرمضانية نهائيًا واستبدالها ببرامج «المقربين» من رئيس القناة بأوامر وتعليمات منه، وهو ما أثار غضب وحفيظة العاملين فى القناة، ما أدى إلى قيام مظاهرة، على الرغم من نصيحة البعض بتأجيل هذه المظاهرة بعد انتهاء شهر رمضان، إلا أن العاملين صمموا على قيامها، وتركوا رسالة لأسامة بهنسي رئيس القطاع، أنه إذا لم يتم البت والتحقيق في هذه الميزانيات وهذا الفساد، سيقومون بتصعيد الأمور لحسين زين، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، مؤكدين أن «مختار أحمد»، رئيس القناة، مستمر في ارتكابه تجاوزات مالية وإدارية، ما يتطلب إقالته من المنصب ومحاكمته رسميًا وقضائيًا.