ايجى ميديا

الجمعة , 19 أبريل 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

أحمد ناجي قمحة يكتب -إعلام الإحباط.. العمل عكس أولويات المجتمع

- كتب   -  
أحمد ناجي قمحة يكتب -إعلام الإحباط.. العمل عكس أولويات المجتمع
أحمد ناجي قمحة يكتب -إعلام الإحباط.. العمل عكس أولويات المجتمع

 

أحمد ناجي قمحة

نقلا عن دوت مصر

 

 

يعتبر الإعلام هو الأداة الرئيسية لنقل الخبر من طرف إلى طرف آخر، وبالتالي يتصل مفهوم الإعلام بالوسائل أو المؤسسات أو التقنيات المستخدمة في نقل وتداول الأخبار، وهذا يقودنا إلى الدور المؤثر الذي يلعبه الإعلام في توجيه المواطن نحو تبني آراء ومعتقدات معينة، ومن ثم تشكيل المزاج العام الذي يؤثر على توجهات الرأي العام في أي مجتمع من المجتمعات. وبغض النظر عن التطور التقني الهائل الذي وفرته تكنولوجيا وسائل الإتصال الحديثة، إلا أن المادة المتداولة على المواقع الإلكترونية أو على مواقع التواصل الإجتماعي غالبًا ما تكون مرتبطة بمنتج إعلامي تم نشره أو بثه في وسائل الإعلام التقليدية، وهنا تبدأ مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية في توظيف هذا المنتج بما يحقق الأغراض التي تهدف إلى التخديم عليها.

وفي ظل إستهداف المجتمعات العربية ومصر بالتحديد للتأثير على المزاج العام لمواطنيها وتحديد أولويات وإهتمامات وشكل الرأي العام بها، تتعاظم كثيرًا أهمية المنتج الإعلامي الذي يتم تقديمه والذي يعاد بثه عبر هذه المواقع، لينتشر تأثيره بصورة واسعة في ظل إنعدام وعدم فاعلية وسائل الإعلام القومية التي فقدت كثيرًا من دورها بفعل آليات مختلفة وفي ظل إنتشار الجهل المعلوماتي والثقافي الذي يقود إلى الميل الكبير نحو تصديق ما هو سيء أومثيرًا للبلبلة والجدل دون تدقيق أو بحث، الأمر الذي يسمح لإعلام هذه الوسائل البديلة أن يتصدر المشهد ويكون هو المتحكم الكامل في عملية تشكيل الرأي العام، وتكون هناك إشكالية كبيرة أمام أي محاولة لنشر المعلومات الحقيقية التي تكشف الأسباب التي تكمن خلف إتخاذ سياسات وقرارات بعينها. المؤكد أنه منذ يناير 2011، فقد تراجعت كثيرًا قوة وهيبة الإعلام القومي بكل وسائله في مصر، لمصلحة برامج التوك شو في القنوات الفضائية الخاصة، وصار ما يقدم في هذه البرامج ومن بعض الأسماء بعينها هو عامل القلق والإحباط ونشر اليأس بما إنعكس سلبًا على سلوكيات المصريين، وتحكم في ردود أفعالهم وطباعهم.

بحيث صرنا نتعامل كأفراد وكأننا غرباء عن بعضنا، وكثير منا يتساءل ما الذي أصابنا، هو إيه اللي حصل للمصريين؟، فالمشاهد أننا أصبحنا محملين بطاقة سلبية غير محدودة، نعاني من التعامل مع جيل شاب أصبح أكثر تمردًا وميلًا للعنف بل أن العنف والعصبية صارا مزاجًا عامًا عند القطاع الأغلب من المصريين، سادت السلبية واللامبالاة وتحكمت في ردود أفعالنا تجاه بعضنا البعض وفي مواقف كنا نتفاخر فيها بالشهامة المصرية، علت قيمة الأنا فوق قيمة المصلحة الجماعية وأصبحنا نعاني من أمراض النرجسية، إنتشر الجشع وإستغلال أحدنا للآخر على المستوى الفردي والجماعي، لم يعد هناك إحترام للقانون أو الأعراف المجتمعية أو التقاليد بما فيها إحترام الكبير على كل المستويات، تم تغييب قيمة الوطن وصار في آخر أولوياتنا أن نعمل ونجتهد ونصبر ونبصر لنعالج أخطاء كارثية تأخرت قيادات الوطن في زمن سابق عن إتخاذها للحفاظ على استقرار وهمي.

فالمنتج الإعلامي يغير الأفكار والمعرفة، ويتحكم في المواقف والسلوكيات. ويمكن له إن كان إعلامًا إيجابيًا أن يصيغ الواقع بإعتباره جزء من هذا الواقع، ويساعد الدولة في تحقيق ضبط التوجهات المجتمعية، ويساهم في عملية التنمية، وينشر الوعي بأولويات المجتمع، والقيم التي ينبغي أن يتحلى بها أفراده لكي يكونوا القوة الدافعة لدولة في مرحلة النمو والإنطلاق. أما لو كان إعلامًا سلبيًا، فإنه يلعب الدور العكسي تمامًا، فيساهم في الإثارة العاطفية والوجدانية للمواطن، بما يقود إلى الإثارة الجماعية، وذلك عبر ما يقدمه من منتج ومادة تساهم في نشر القيم السلبية واليأس والإحباط، الأمر الذي يجعل المواطن يعيش في دائرة من الشك والقلق والتوتر والترقب والتحفز. وهذا ما يقوده في النهاية إلى أن يكون عاجزًا عن التفاعل الإيجابي مع ما يمر به وطنه من ظروف وأزمات، قد تتطلب إجراءات قاسية في بعض الأحيان، من أجل أن ينتصر ينتصر لوطنه في معركته مع مخلفات لم يعد هناك بد من مواجهتها بغية الوصول لمستقبل مختلف لأجيال قادمة.

فالثابت وعبر قراءة طولية وعرضية لمقدمي برامج بعينها على مر تاريخ الدولة المصرية منذ يناير 2011 وحتى الآن، منهم من مازال يبث برنامجه من الداخل المصري كالأستاذة وائل الإبراشي وإبراهيم عيسى وعمرو الليثي ويوسف الحسيني وخالد تليمة، ومنهم من يبث برامجه من الخارج كيسري فودة، أن تحليل مضمون الخطاب لما يقدمونه يحمل في طياته نقل خبر حدث بالفعل، ولكن يتم توظيفه بطريقة إثارية للتخديم على توجهات الإطار الفكري لمعظمهم أو للتخديم على أفكار وتوجهات بعينها يرون أنها تميزهم عن أقرانهم وأن لها جمهورها، خاصة وأن برامجهم تجد دعمًا غيرر محدود من قبل رعاة برامجهم الذين يكادوا يتماثلون، وغالبًا ما يتم في برامجهم نقل خبر وتضخيمه بمقدمة إيثارية أيديولوجية نقدية لولبية تقترب من أحلام المواطن البسيط الذي يدفعونه عبر ما يرافق المادة الخبرية من صور وفيديوهات حقيقية ولكنها تعبر عن حالات فردية بهدف تحفيز المواطن نحو تصديقهم عبر الإثارة العاطفية والوجدانية له، ومعظم المعالجات تلك مليئة بوجهة نظرهم الأيديولوجية أو بإنحيازاتهم تجاه النظام الحاكم وكلها تهدف إلى شحن الناس تدريجيًا لتغيير واقع بائس محبط فاشل يعيشونه بحثًا عن الواقع اليوتوبي الذي يتبارون لتصويره للمشاهد بإعتبارهم كهنته وحاملي أختامه السرية، كما تعمد معظم معالجاتهم في أيام إفتتاح المشروعات القومية الكبرى إما نحو التقليل منها أو نقدها والسخرية منها وإما نحو إثار قضية جدلية من القضايا الساخنة التي تميزهم وحدهم وهو ما ينعكس سلبًا في عدم القدرة على أن يصل المواطن لترجمة حقيقية لحجم ما تم إنجازه في دولة تعاني كثيرًا للبناء ولمواجهة الإرهاب، توجيه النقد الحاد والمستمر للدولة فيما يتعلق بملف حقوق الإنسان والحقوق السياسية بل إن بعض المعالجات وصلت إلى التلميح المباشر بمسئولية الدولة وجهاز الشرطة عن أحداث بعينها كحادث مقتل الباحث الإيطالي ريجيني وكما لو كان هؤلاء قد تحولوا إلى ناشطين سياسيين إن لم يكن معظمهم كذلك بالفعل، نشر كل ما هو سلبي مقارنة بالإيجابيات التي تحققت وهي أيضًا رسالة تبث روح اليأس والتشاؤم والإحباط بين المواطنين.

والواقع أن تحليل مضمون هذه البرامج على مدى الفترة الزمنية السابقة يبتعد عما تعارف عليه بالمسئولية الاجتماعية للإعلام، التي تصورونها أن حرية الإعلام أن يترك كل لنفسه العنان لنقد وهدم أي شيء وكل شيء بل وهدم منظم لقيم كانت راسخة في الشخصية المصرية، حرية الإعلام من وجهة نظرهم أنه لا ينبغي على أحد أن يراجعهم فيما يبثونه، حرية الإعلام من وجهة نظرهم أن أكيل كل ليلة النقد للنظام وللدولة دون مراعاة أن هذه الدولة تحاول التخلص من آثار حكم نظامين ضربا بعرض الحائط بمصالح المواطن المصري الذي هو جوهر أمنها القومي ودون مراعاة أن مصر لم تكن تلك اليوتوبيا التي يتصورونها وإلا لما قامت ثورتين في أقل من ثلاثة سنوات بحثًا من المواطن المصري عن نظام يضمن له البحث عن مستقبل أفضل، حرية الإعلام من وجهة نظرهم ألا يقدمون للمشاهد تحليلًا واقعيًا للمشاكل التي يعيشها والتي تراعي ما يحتاجه الوطن من دعم ومساعدة أو ترشيد للإتجاهات والسياسات الصعبة التي قد يضطر النظام لإتخاذها حفاظًا على قدرته على البناء للمستقبل ولكنهم يقدمونها بما يخدم على توجهاتهم وأيديولوجياتهم.

ويبدو أنهم يتناسون أن المسئولية الاجتماعية للإعلام ترتكز على ثلاثة دعائم هي أنه حق وواجب ومسئولية، فعندما يقوم إعلامي بمخاطبة المواطن عبر الشاشة لنشر الأخبار والمعلومات، فعليه أن يقوم بذلك من خلال المهنية والصدق والموضوعية والتوازن والدقة، وعليه يكون الإعلامي مسئولًا أمام مجتمعه وأمام مؤسسته الإعلامية. لذا، فعليهم ألا ينسوا أنهم يربطون أبناء المجتمع بما يبثونه من رسائل رافضة محبطة يائسة بائسة تشاؤمية على طول الخط، بما يجعلها الخبرة الدائمة التي تحكم توقعات المواطن من أي قرار أو سياسة تقر بمعرفة النظام، وبما يجعل المواطن دائم الريبة والتشكك والتأويل فيما يقره النظام، ودائمًا يكون المواطن متوقعًأ لما هو أسوأ ودائمًا عابث الوجه ومتضجر. المسئولية الاجتماعية تقتضي أن تكونوا أداه هامة للحفاظ على القيم الثابتة في المجتمع والروح التفاؤلية والقدرة على الصبر والتحمل لحقائق أنتم تعلمونها أكثر من غيركم بحكم إضطلاعكم وعلمكم، غير أن رسائلكم دائمًا ما تأتي عكس ما تعلمون. عليكم إذا كنتم جادين أن تساهموا في تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي بما يساعد الدولة على تحقيق الاستقرار والتنمية الاقتصادية بما تقدمونه من أفكار وأيديولوجيات وبما تقدمونه من معالجات تخص حياة الناس خصوصًا المواطن البسيط مننا. عليكم التوقف عن ترديد أي معلومة ترد إليكم بحجة السبق الصحفي والإعلامي ومعظمها تكون من قبيل الشائعات والمعلومات قليلة الأهمية التي تتعمدون تضخيمها. عليكم أن تتحملوا مسئولياتتكم أمام الله وأمام المجتمع، لا تتصوروا أن شبابًا تقدمون له كل هذه السلبيات وتصورون له أنه مضطهد وأنه يعيش في ظل دولة طاردة له يمكن أن يكون حريصًا على العمل وألإنتاج والكفاح والمثابرة، تذكروا الهجرة غير الشرعية وتذكروا كم طرحتم تساؤلات في برامجكم هو ليه الشباب عايز يسيب البلد ويمشي؟ لكي تتأكدوا أنكم تتحملون مسئولية مصير أرواح يمكن أن تزهق بفعل ما تقدمونه من مادة إعلامية لا تعمق الولاء ولا الإنتماء لوطن تعيشون معنا فيه ولو غرق فسيغرق بنا جميعًا وأنتم معنا، فتزايد فكرة الهجرة المقننة أو غير الشرعية وترك البلد سببها التأثير النفسي السلبي السيء لمنتجكم الإعلامي وبما أحدثه من تغيير في القيم الاجتماعية والأخلاقية والثقافية والدينية ختى بات أحب على الشاب أن يذهب في رحلة إلى المجهول قد يدفع حياته ثمنًا لها من أن يثابر ويكافح من أجل بناء وطنه.

وفي المقايل لا يمكن أن ننفي التأثير السلبي الآخر لمجموعة من برامج التوك شو التي ظهرت وهي ال تحمل همًا إلا الدفاع عن النظام في ظل تصور أنها بذلك تحميه من هذه الهجمة الشرسة التي يتعرض لها من قبلكم، الأمر الذي ساهم في المزيد من التشتيت وعدم الإستقرار في إتجاه الرأي العام، ما بين أقصى الصورة الظلامية التي تقدمونها وما بين الصور الوردية التي إضطر إعلاميون آخرون لتقديمها كمحاولة لإصلاح ما أفسدتموه.

أيها السادة جميعًأ من السوداويين والورديين، علينا جميعًأ أن نعي أن الإعلام يساهم في عمليات التنمية من خلال توجيه إهتمامات المواطن وتحفيز إنتمائه وولاءه للدولة والمجتمع قبل النظام، ومن خلال تنمية الشعور بالوطن وحثه على العمل والقيام بالتزامته تجاه وطن يحمينا جميعًأ ونحيا على أرضه، ومن خلال المناقشة النقدية التوضيحية للقرارات التي قد تضطر الحكومة لإتخاذها من أجل توضيح أبعاد إتخاذ هذه القرارات وليس فقط من أجل شحنه لمعارضتها أو تأييدها، ومن خلال ترسيخ ثقة المواطن في مؤسسات دولته لا تشويهها أو الصعود بها إلى السماء دون نقدها من أجل مساعدة هذه المؤسسات على المصي قدمًا في عملية التنمية، ومن خلال إبراز الإيجابيات وما يربط أبناء هذا المجتمع من روابط تاريخية بما يقلل من حدة التناقضات في القيم والإتجاهات.

كفانا عرضًا لقضايا فتنة طائفية.. كفانا عرضًا وهدمًا في ولاء وإنتماء الشباب لدولته.. كفانا عرضًا لقضايا غاية في الخطورة تمس من كيان وسيادة الدولة كقضايا النوبة والأمازيغية.. كفانا مناقشات سوفسطائية تعمق من الخلل في البناء السوي للشخصية المصري.. كفانا ما نبثه من إحباط من إحباط وتشاؤم في مستقبلنا.. كفاكم حديثًا عن أن مصر بتفلس ومصر رايحة في داهية.. وتذكروا لعلكم تهتدون أن القرآن الكريم لا يوجد به إلا وصف واحد لدائم وعد الناس بالبؤس والفقر.. بسم الله الرحمن الرحيم "الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلًا والله واسع عليم" صدق الله العظيم.          

 

 
التعليقات