ايجى ميديا

الخميس , 18 أبريل 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

جمال فهمي يكتب: دفاعًا عن الحركة الطلابية «2»

-  
جمال فهمي

ولقد كان هذا التاريخ الطويل والمشرف لنضال طلاب مصر السلمى سببًا فى اختيار واحد من أيامه المجيدة «21 فبراير 1946» يومًا سنويًّا عالميًّا للاحتفال بكفاح الطلبة فى كل مكان على سطح كوكبنا، ففى هذا اليوم قبل نحو سبعة عقود خرج آلاف الطلاب المصريين مع مئات الألوف من العمال وسائر فئات الشعب، فى تظاهرات غضب عارم ليس فيها من سلاح إلا الصدور العارية، وقد غصت بها شوارع مدن البلاد من أقصاها إلى أدناها، احتجاجا على مجزرة «كوبرى عباس»، التى تعرض لها مئات من شباب جامعة القاهرة، بعدما أمرت سلطات الاحتلال قوات البوليس بفتح الكوبرى عليهم، فاستشهد وأصيب العشرات منهم، فى محاولة يائسة وحمقاء لإسكات صوتهم، الذى كان يهدر مطالبًا بالاستقلال التام وإسقاط معاهدة 1936، لكن الرد على هذه المجزرة المروعة جاء بعد أقل من أسبوعين كاسحا ومذهلا، إذ انفجرت جامعات مصر ومدارسها ومصانعها وحقولها، وتلاحم الجميع فى لوحة وطنية وإنسانية رائعة وبليغة ومضمخة برائحة الدم أيضًا، إذ تمادى المحتلون الغزاة فى الغباوة والإجرام، وفتحت قواتهم ومدرعاتهم النار على الطلبة الثوار فى ميدان الإسماعيلية «التحرير حاليًّا»، وسقط شهداء جدد، وخزت أرواحهم الطاهرة الضمائر الحية فى العالم كله شرقًا وغربًا.


هنا بالضبط -هكذا قلت للزميل الذى سألنى- تستطيع أن تلمس أول أسباب الاختلاف الهائل بين نُبل ورقى وعظمة الحركة الطلابية المصرية فى كل حلقاتها ومراحلها، وبين تلك الجريمة الخالصة النقية التى ترتكبها هذه الأيام قطعان فتية الإخوان المهاويس المشوهين عقليًّا وروحيًّا وأخلاقيًّا، داخل وخارج أسوار جامعاتنا.


إذن الفوارق والاختلافات التى تباعد قدر المسافة بين السماء والأرض، ما بين عربدات وبلطجات وجرائم الإخوان الحالية فى الجامعات، وبين الحركة الطلابية التى تتألق حلقاتها ومحطاتها المختلفة بين دفتى التاريخ المصرى الحديث هى الآتى، باختصار:


أولا: الحركة الطلابية لعبت دائمًا دور ضمير الشعب ومخزن طموحاته وتطلعاته وأهدافه الراقية النبيلة، ابتداءً من الاستقلال والتحرر الوطنى، مرورا بالعدالة الاجتماعية وانتهاء بمقاومة الظلم والقهر وإشاعة الحرية والديمقراطية، وفى المقابل فإن العربدات التى تصفع عيوننا مشاهدها القبيحة هذه الأيام لا يبدو لها أى هدف سوى التخريب والتعويق، ومحاولة لا تخل من جنان رسمى لمعاقبة المصريين على ثورتهم الأسطورية، التى نزعت مرسى جماعة الشر وباقى العصابة من بدن الدولة والمجتمع.


ثانيا: وارتباطًا بالفارق الخطير السابق، فإنه بينما انتفاضات ونضالات طلاب مصر كانت على الدوام تستقطب وتتألف من طيف طلابى واسع، ولا يتحكم فيها أتباع حزب أو جماعة أو تيار سياسى وفكرى واحد، فإن شريط صور العربدة والإجرام المتتابع أمام عيوننا الآن، بطله الوحيد تلك القطعان المسلوبة الإرادة والعقل والمشوهة روحًا وخلقًا، الخارجة بالأوامر من الكهوف المظلمة للعصابة الإخوانية.


ثالثا: ولهذا السبب تعانى حركة «الإخوان» التخريبية الطلابية من مظاهر «أنيميا حادة» وفقر مدقع، وصل إلى درجة ليس لها مثيل من الانكشاف والتعرى التام، ليس فقط من أى غطاء جماهيرى أو تعاطف شعبى، إنما أيضًا بدت قطعان المنخرطين فيها رثة وبائسة ومجففة ومعزولة عزلة موجعة عن محيطها الطلابى، وهذا أمر ليس غريبًا على تاريخ عصابة الشر، إذ ظلت على مدى سنين عمرها «الذى طال أكثر مما ينبغى» غريبة ومنبوذة وبعيدة تمامًا عن صفوف الحركة الوطنية عمومًا والحركات الطلابية خصوصا، وبقيت كل علاقتها بهذه الأخيرة أن الطلاب المنتمين إلى هذه العصابة كانوا يشاركون الأمن والمباحث فى ضرب وقمع زملائهم المنتفضين!


رابعا: كما أن هذه العزلة وتلك الغربة القاسية عن الوطن وأهله بمن فيهم الطلاب وحركاتهم النبيلة الراقية هى سر خروج قطعان فتية وفتيات الإخوان عن أبسط أصول التهذيب وحسن التربية، وصدامهم المروع مع أعظم المبادئ والتقاليد التى راكمها طلاب مصر على مدى حقب وعهود وسنين طويلة من الكفاح والنضال، كان سلاحهم الوحيد فيها هو السلمية ومواجهة عنف السلطة وغشمها بصدور عارية وسلوك راق، حافظ على نقاء وطهارة وجمال صورتهم، وابتعد بها عن قبح وبشاعة التخريب والبلطجة، واجتراح آيات معجزات من السفالة والبذاءة وقلة الأدب، تلك التى يصدمنا حاليا فيض مشاهدها المسجلة بالصوت والصورة.


خامسًا وأخيرًا: فإن من أوضح مظاهر الاختلاف والتناقض الشديد بين حركة عصابات الإخوان فى الجامعات والحركة الطلابية المصرية بتاريخها العريق، أن هذه الأخيرة كانت دائما، وفى كل حلقاتها منذ مطلع القرن الماضى «حركة واعية ومثقفة»، وذات نزعة وسمات تقدمية لا تخطئها عين، بينما نظرة واحدة إلى مناظر القطعان الإخوانية تفضح حجم الجهل والرجعية والجلافة والسوقية التى تطبعها وتلون سلوكها، وتجعله يكاد يتفوق على أسوأ وأحط سلوكيات وتصرفات عصابات الشوارع.


الخلاصة.. إن مجرد المقارنة بين الظاهرتين إهانة لأنصع وأنبل ما فى تاريخنا، وربما عار لا يمحوه الدم!

<iframe src="http://tahrirnews.com/random.php" style="display:none"></iframe>

التعليقات